تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من نبض الحدث... «عراف» أردوغان السياسي.. ومفرقعات الكيماوي في والت ديزني

الصفحة الأولى
الأثنين 5-2-2018
كتبت- عزة شتيوي

في فتح «الفال» السياسي ثمة من قال منجماً إن أردوغان سيقع في الفخ متأثراً بما نفث له ترامب من عقدٍ كردية في عفرين .. وها نحن منتظرون ..

ليس فقط لان المنجمين وإن كذبوا باتوا اكثر صدقاً من أي مصدر «رفيع المستوى» يخرج من بيوت الهوى السياسي في واشنطن أو حتى في أنقرة.. بل لأن السلطان بلغ الذروة في القفز كبهلوان بين الميدان في الشمال السوري وخرائط الطرق الدبلوماسية الفرنسية التي أتاها سريعاً من سوتشي.. وقبل ان يطمئن أردوغان نظيره ايمانيول ماكرون بأنه محدود النية في عفرين عل الأخير يعدْه خيراً بالدخول الى الاتحاد الأوروبي.. بصق «الانكشاري» في الصحن الأطلسي وهدد الجنود الأمريكان إن هم تنكروا بالبذات الكردية فسوف يفتح الطريق الى شرق الفرات.. فلا تحتاج القضية الى عراف سياسي يحزر بأن العثماني سيسقط في اللعب على التناقضات طالما انه لايجيدها.. وطالما انها تناقضات الحلفاء واشنطن وباريس.‏‏

فوحده أردوغان لم يقرأ بيان الكيماوي ولم تصله تفاعلات الغرب ما بعد سوتشي وماقبل مؤتمر باريس ذلك الذي هيأ» للغاز الجديد»الذي ضخه ترامب وماكرون في تصريحات الغوطة الشرقية لكيّ مبادرة الحوار السوري التي ترعاها روسيا ولحرق كل الأوراق التي تحاول اخراج واشنطن وحلفائها من اللعبة في سورية.‏‏

لن نعيد الكرة بالقول بان فتح الملف الكيماوي هو تقليد أميركي في مراسم العودة السياسية الى طاولة المفاوضات مع روسيا وان من « زجاجة كولن باول» ذاتها يخرج في كل مرةه مارد البيت الأبيض ويجلب ثلاث مصائب أولها ميدانية كما جرى في العراق ومايجري في سورية وثانية سياسية في المنطقة وثالثها إرهابية.. لكن الجديد ان تفاعلات هذه « الزجاجة» الكيماوية تطورت لتصبح عقيدة نووية ترفع فيها واشنطن السقف لانفجار سياسي عالمي اذا لم تتوقف روسيا عن الصعود بنجمها القطبي بسرعة الإنجاز في سورية..‏‏

فأميركا الديمقراطية يبدو انها نقلت عقلية «الإخوان المسلمين» الى مخابرها الامبريالية.. فبات العلاج لكل عللها السياسية بالتفخيخ والتفجير على مبدأ الإرهاب أو اللا شيء.. حتى لو كان إرهابا نووياً.‏‏

ما عدنا نحتاج الى محلل سياسي أو عراف دبلوماسي يكشف لنا مايدور في تلافيف المخ الأميركي.. فاللعبة تكرر نفسها من الإرهاب الى الكيماوي فالنووي.. وهناك من نصح غربياً وتحديداً أميركيا بأن تقارن بين مايحدث وبين شخصيات والت ديزني الكرتونية.. نعم انه عالم والت ديزني السياسي.. تلهو بأحداثه واشنطن بعيداً عن الجدية كيف لا وهي التي تصنع من العبث والفوضى مشروعاتها في المنطقة والعالم ولايتبقى لنا نحن السوريين سوى التمسك جيداً بالانطلاق من ربح الميدان الى حوار سوتشي وماعدا ذلك هو مفرقعات الكيماوي في عالم والت ديزني السياسي.. لتشتيت التركيز في الحل لا أكثر ولا أقل.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية