تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الاستيطان.. زيت على النار?

التايمز
ترجمة
الأحد 6/4/2008
ترجمة: خديجة القصاب

تصب التصريحات الأخيرة التي أطلقها (إيهود أولمرت) رئيس الطاقم الحاكم في تل أبيب الزيت فوق نار الأحداث المتداعية داخل الضفة الغربية وقطاع غزة, وتشمل إلى جانب إصراره على متابعة بناء المستوطنات اليهودية فوق الأراضي العربية مواصلة الحفريات الإسرائيلية تحت أساسات المسجد الأقصى بحجة إقامة أنفاق آمنة تسهل وصول مستوطنيها إلى حائط البراق (المبكى) كما يلقبه هؤلاء,

فإضافة لمئة وثمانين ألف يهودي استوطن القدس الشرقية خلال الأربعين سنة الماضية يستعد أولمرت لتوطين عدد مماثل من الإسرائيليين فوق ما يسمى توسيع ضواحي مستوطنة (هارحوما) ضارباً عرض الحائط بنصوص خارطة الطريق التي تدعو بادئ ذي بدء إلى تعليق بناء وحدات استيطانية فوق الأراضي الفلسطينية والهدف من تشييد تلك الوحدات كما أجمع المجتمع الدولي تهويد القدس من خلال اعتماد سياسات عنصرية تمارسها حكومات تل أبيب المتعاقبة سواء أكانت بالتضييق على سكان المدينة العربية بتكثيف المعابر أم بفرض مزيد من الضرائب على الفلسطينيين ومن ثم دفعهم للهجرة القسرية بعد مصادرة أراضيهم وممتلكاتهم وكانت عمليات تهجير الفلسطينيين من الأحياء العربية وتقع غرب طريق القدس بيت لحم إلى الجزء الشرقي من القدس أو إلى خارج فلسطين, قد انطلقت أيام الانتداب البريطاني على فلسطين لتجمع الجاليات اليهودية في الجزء الغربي فيها حول محور طريق يافا ولتسيطر تلك الجاليات تدريجياً على جبل المشارف بترتيب من الأمم المتحدة وليصبح لها حي خاص في الجهة الجنوبية الشرقية من المدينة المتاخمة لحائط البراق , ألم تصادر تل أبيب أربع قرى فلسطينية شرقي القدس لإقامة مستعمرة تدعى (معاليه أدوميم) بحجة إنشاء طرق جديدة تصل المدينة بأريحا?‏

أما (هارحوما) فتعتبر من أضخم المستوطنات الإسرائيلية في المنطقة دشنها (بنيامين نتنياهو) سلف أولمرت ويتم توسيعها اليوم لكونها لا تبعد أكثر من خمسة كيلو مترات عن القدس وقداستقبلت قبل عشر سنوات من الآن 6500 مسكن لليهود.‏

وتعمل الأنفاق التي تحفرها السلطات الإسرائيلية تحت أرضية كل من الحرم الشريف ومزاراته ويمسح 1/6 مدينة القدس القديمة ومن كنيسة القيامة على تقويض أساساتهما معاً, ألم تنقل صحيفة التايمز على لسان عدد من أنصار مناهضة الاستيطان الإسرائيلي ما مفاده أن جماعات من المستوطنين اليهود تقوم بعمليات شق وحفر شبكة واسعة من الأنفاق تحت أراضي المنطقة العربية التي يقطنها الفلسطينيون في القدس القديمة لتدعيم مطالبهم في المدينة بالنسبة لأي اتفاقيات يتم التوصل إليها في المستقبل, ويتوقع أن تمتد الأنفاق الإسرائيلية تلك لتخترق أساسات المسجد الأقصى بحيث يصبح بإمكان المتطرفين اليهود استخدام الطريق المؤدي إلى حرم هذا الموقع والتعرض لبنيانه والاعتداء عليه بهدف الحيلولة دون قيام دولة فلسطينية , هذا وتنتشر تلك الأنفاق على طرق تاريخية لينابيع مياه جوفية كانت تروي القدس, وأخرى شكلت مدافن الحجيج الذين زاروا تلك البقاع المقدسة لتمتد شبكتها من منطقة سلوان الفلسطينية باتجاه الجنوب وصولاً إلى جدار البراق, ويعتقد المحامي (دانييل سايدمان) العضو في حركة ( هايرآمنين) المناهضة لانتشار المستوطنات اليهودية فوق الأراضي الفلسطينية, أن نظام الأنفاق هذا سيمتد من نفق افتتح مؤخراً عند الحائط المذكور ليصل إلى الأحياء الإسلامية فيربط بينها وبين مقلع قديم للحجارة تديره حالياً مجموعة يهودية تنتمي لجناح اليمين الإسرائيلي المتطرف في المنطقة الشمالية من القدس قرب بوابة دمشق ويتابع (سايد مان) بذلك يصبح بإمكان المستوطنين اليهود الوصول إلى القدس القديمة وعبور تلك الأنفاق انطلاقاً من سورها الشمالي عند بوابة دمشق, وبالتالي اجتياز المدينة دون مواجهة أي فلسطيني في طريقهم.‏

وتشبه حركة (هاير آمنين) شبكة الأنفاق اللاشرعية تلك التي تمتد تحت أرضية منازل الفلسطينيين هناك بحفريات عرفتها منطقة السور الغربي للقدس وقد تحولت إلى نفق (هاشمونيم) الذي تم إنجازه عام 1996 ملاصق للمواقع والأضرحة الإسلامية المقدسة في المدينة والتي فجرت صدامات نشبت بين الفلسطينيين والإسرائيليين آنذاك وتمخضت عما سمي اتفاقيات السلام الموقعة في (أوسلو).‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية