تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عماد نداف.. إيقاع الدورة التلفزيونية الجديدة بارد!!

فضائيات
الأحد 6/4/2008
حوار مها يوسف

يصوغ الإبداع حالة تسكن ما يقدمه عماد نداف بصفته كاتباً للرواية والقصة القصيرة بالدرجة الأولى ومن ثم بصفته صحفياً في المقروء والمسموع والمرئي,وما بينهم من اهتمام بالسياسة والتوثيق والتأليف بالإضافة إلى تجربته اليتيمة بالكتابة الدرامية التلفزيونية مع أخيه محمد,

تعرض لظروف قاسية بالعمل السياسي ما جعله ينأى عن العمل به ويهتم بالعمل الإعلامي الذي عمل به أكثر من ربع قرن. الثورة التقته وكان الحوار التالي:‏

- رحلة طويلة مع القلم- الإذاعة المسموعة- أية بداية- أي حلم يسكن إبداعك?‏

سؤال جميل خصوصاً بعد 25 سنة وبالنسبة لي الحلم الذي يسكن داخلي ويشغلني هو الحلم الروائي والآن أقوم بكتابة عمل هام اسمه (صباح الخير سيدي العقيد) ويذهب في فنتازيا الواقع العربي, ولكن هذا العمل الروائي لم يسطع على الإطلاق وقف حبي للإعلام لأن الإعلام تواجد يومي وحياتي.‏

- لما أنت بعيد عن شاشة التلفزيون السوري?‏

-- على صعيد الإعداد والإخراج وبعد خمس وعشرون سنة من العمل كنا ننتظر أن نقتات على الراتب والدخل الإضافي الذي يأتي من البرامج لكي نسد الأقساط التي تترتب علينا, وهذا ما جعل فرص العمل تبحث عنا ونبحث عنها نسد هذا الفارق, رغم أن العمل في التلفزيون أفضل بكثير من غيره, هو واقع مادي أولاً وثانياً هناك عقبات لها علاقة بإتاحة الفرص لبعض الأسماء ولها علاقة بإنضاج أي عمل تلفزيوني سواء كان بالتكلفة المادية أو بالشفافية.‏

- كتبت في السياسة وأعددت برامج مهمة على هذا الصعيد هل ترى أنك كاتب سياسي?‏

-- أتمنى أن أكون كاتباً سياسياً وأستمر في ذلك, وأنا بالفعل كاتب سياسي لأنني ماهر بذلك وقد بدأت عملي بالحوار والتحليل السياسي على الساحة السورية وأثار كتابي ضجة, لن أذكر الشخصيات التي حاورتها سياسياً, لكنني أجد العمل السياسي سواء في الإعلام أو غيره هو الأجدى وهو الذي يصنع شهرة بشرط أن تتحقق له الظروف الصحية.‏

- قمت بتوثيق السيرة الذاتية ل خالد بكداش والشيخ أحمد كفتارو وغيرهم من أسماء, لم تتوقف عن السرد بل قرأت الذاكرة هل تفردت بالمنهج?‏

-- بالأصح ليس بكتابة السيرة الذاتية, وإنما قمت بالحوار السياسي الجريء جداً مع خالد بكداش ومع المرحوم جمال الأتاسي ونايف حواتمة, وهذه الحوارات لم تكن نوعاً من السيرة الذاتية, وإنما هي خوض فيها لكنه لا يعني أنني اسجل السيرة الذاتية لآخرين‏

- الوطن في العينين - الإرهاب صناعة ومنها الكثير من الأفلام الوثائقية هل نحن مقصرون بالتوثيق في التلفزيون?‏

-- النقطة الأولى في التلفزيون أن العمل الوثائقي ليس له استراتيجية وثائقية مع احترامي للإدارة والمفاصل الأساسية فيها لكل الأعمال التي ظهرت علماً أن في هذا العصر الاستراتيجية الوثائقية مهمة وضرورية للعمل الإعلامي, والآن بدأ الانتباه إلى هذه الناحية وقد نبعت حالة التعاطي لدي مع المادة الوثائقية التلفزيونية من خلال اهتمامي بالوثيقة السياسية المكتوبة , كنت أؤرخ للعمل السياسي السوري وبدأت به لكنه لم ينضج ومن الممكن أن يشتغل عليه.‏

- نتحدث عن إمكانات وخبرات في التلفزيون السوري, والجمهور يرى غير ذلك هل المشكلة في عدم توفر مناخ الإبداع?‏

-- إذا افترضنا أن العمل الإبداعي يشبه الوردة أفلا تحتاج إلى مناخ وتربة وعناية لإنباتها, ففي العمل التلفزيوني لا يوجد مناخ للعمل الإبداعي لأن أحداً ممن يحتضنون العمل والذين مروا على الشاشة لم يتمكن من إعطاء المبدعين دمه, وأنا أقصد أن الإدارات لا تستطيع تقديم الدم للمبدعين لأن هناك مجموعة من العثرات تقف أمامها أهمها الحالة المرضية في مبنى الإذاعة والتلفزيون, هناك مجموعة من العاطلين عن العمل يؤثرون في الماكينة الإنتاجية وفي عمل وعقل الإدارة بما يتركونه من أقاويل صادقة أو غير صادقة, يتحدثون أكثر مما يفعلون وينتقدون أكثر مما يشاهدون وهذه الظروف بمجموعها تقف حجر عثرة دون احتضان الطاقات الإبداعية بالإضافة إلى التنافس المالي والشهرة الموجود في الفن والصحافة بشكل عام.‏

مشكلات التلفزيون من الداخل: المحسوبيات - قلة الكفاءة- التفاوت بالمردود المادي, كيف ينعكس ذلك على العمل?‏

مسألة الكفاءات موجودة وبدليل أن الفضائيات العربية تعتمد على الكادر السوري في العناصر الأساسية فللعمل التلفزيوني شقان:‏

في العمل البرامجي إذا أخذنا العمل السياسي, لا أعرف لماذا يخافون من الشفافية والسيد الرئيس من أول كلمة تحدث عن الشفافية لأن الجسم الاجتماعي لا ينمو دون شفافية, فالكاتب القصصي لا يستطيع تجاوز نفسه دون نقد, والمخرج لا يستطيع الإكمال والإبداع دون نقد صحفي ومهني لإعطائه الفرصة , وكم من المبدعين والخبرات السورية الموجودة الناجحة ذهبت في بعثات بالإضافة إلى أشخاص ذهبوا دون أن تكون لديهم أي طاقات إبداعية, ففي هذا الجانب لا يوجد فرص دقيقة وصحية والسبب هو الجو غير الصحي والمحسوبيات بالإضافة إلى الفجوات والضغوط على العمل الإعلامي لوجود أكثر من تدخل.‏

وأقول باختصار: إن الفرص الموجودة في العمل التلفزيوني كثيرة لكن العقبات أكثر وينبغي تجاوزها, لأن العمل الإعلامي سلاح كما ترى سورية والعالم كله, ولكن لا أحد يشحذ هذا السلاح الموجود في الغمد ومعلق على الحائط دائماً فيجب علينا شحذ هذا السيف واستخدامه لأنه سلاح فعال.‏

- 37 برنامجاً يتم عرضهم على الشاشة السورية والمشاهد حتى الآن لم يلحظ أي نقلة نوعية ما السبب ?‏

- - راقبت الدورة البرامجية وأحسست بشيء من البرود في الإيقاع في هذه الدورة, وهذا لا يسيء للزملاء لكنني أريد أن أقول:إن أضخم المحطات في العالم لم ينجح في 37 برنامجاً وإنما في برنامج أو ثلاثة برامج,ولنعد إلى كبرى محطات العالم ونبحث ما الذي‏

يلفت نظرنا وجود إما برنامج أو اثنين,أما هذه ال 37 برنامجاً لا يوجد أي برنامج منها يستطيع النهوض بالشاشة, هل قدموا برنامجاً يحاسب وزيراً أو محافظاً أو انجزوا برنامج حوار سياسي نسمع من خلاله الرأي الآخر . ينبغي أن ننتهي من الإعلام الخشبي المسيطر الذي يضع الجمل الجاهزة والعبارات التي لم تعد ترضي المشاهد باعتبار أمامنا سوق من الفضائيات ونسمع يومياً لغة سياسية جديدة, يجب أ ن نحدث لغتنا الإعلامية والسياسية, لا أقصد بالتحديث التغيير وإنما التحديث هو إظهار الرسالة بالشكل الجديد.‏

- لأي درجة ممكن أن تتشوه المادة الإعلامية وذلك بمرورها لأكثر من جهة لتصل ويراها المشاهد?‏

- - المادة لا تمر على أحد تصنع في التلفزيون السوري ويشاهدها شخص طيب القلب حفظ التعليمات والقائمة والصناديق المعلبة, فيصنع مادته بعد قائمة طويلة من الأوامر وبعد كل هذه التعقيدات يبدأ بصنعها وبالتالي تظهر مشوهة.‏

وهذه النقاط ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار ويجب ألا تكون للمبدع أي عوائق تقف أمام إبداعه فقبل إبداعه احذروا أن تضعوا أمامه هذه العقبات والموانع لكي يقوم بصنع تمثاله كما يشاء.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية