عانقت الكلمات التراث والتاريخ والثقافة فكانت لغة الضاد جامعة.. و كان النفس القومي العروبي الوطني حاراً جداً, جسدته الفضائية السورية عبر فريق عمل متكامل أظهر جدية ومسؤولية عالية المستوى في التعاطي مع حدث يليق بجبين سورية وهامات شعبها, بعد أن سجلت التحديات والضغوطات رقماً قياسياً من كل حدب وصوب لتثني سورية عن رؤيتها الثاقبة للأحداث.. وأن تدخل بعض اليأس والتشويش على خطوط ومسارات الأحداث..
نعم بكل صراحة نقولها بعيداً عن المجاملة أو المحاباة لقد تألق الإعلام المرئي السوري إلى جانب المكتوب والمسموع في التعاطي مع قضايا الوطن السامية فكان كل العاملين من فنيين وتقنيين ومحررين ومصورين ومسؤولين ومراقبين, كلاً له بصمته ونكهته الخاصة في التعاطي مع روح الحدث الذي يبث ويرسل من قلب الحدث سورية.. فكانت التقارير واللقاءات والموضوعات تشكل جميعها هوية إعلامية عربية بارزة في زمن كادت أن تتشتت فيه حتى هذه الهوية, لكن سرعان ما أصبح المركز الإعلامي السوري في مدينة المعارض في ذاكرة كل إعلامي عربي وأجنبي وطىء أرض الوطن بمثابة لوحة معبرة عريقة حية من الصعب أن يمحوها الزمن بسرعة.. إذ لم تشهد قمة عربية عقدت سابقاً أن حُشد لها هذه الكم من الإعلام المتنوع بكل ماتعنيه الكلمة من معنى كما شهدت قمة دمشق العشرون, , فقد سجلت مصر الشقيقة لوحدها 100 إعلامي مصري وقس على ذلك الكثير الكثير, ولعل الأهم في قمة دمشق أن المواطن العربي على امتداد ساحة الوطن الكبير تنفس الصعداء وهو يرمق بعينيه الآمال ويرنو بقلبه الصابر إلى أزمات هذه الأمة حين وجد أن حضن دمشق الدافىء يستوعب كل هؤلاء وينفض برحمة القربى كل الأوجاع المزمنة.. فكانت على التوازي قمة الطلبة العرب التي سجلت بامتياز أقوى رسالة تحد لمن يسبح خارج تيار العروبة دون نسيان بالطبع قمة أطفال غزة والعراق والجولان وجنوب لبنان التي انتفضت لتسمع صوتها إلى القادة العرب عبر أثير كل إعلام العرب.