تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حماة...غلاء غير مسبوق للحليب ومشتقاته

أسواق
الأحد 6/4/2008
محمد المصطفى

حين كنا صغاراً كنا نسمع أهلنا يرددون بعد كل زيارة إلى حماة: (حماة أم الفقير) وكنا نستغرب أن يكون للفقير أكثر من أم.. وعندما كبرنا أدركنا معنى أن تكون حماة أماً للفقير. لأنها وبكل صدق كانت كذلك بحنوها.. وحنانها ورخص أسعارها التي يجد فيها الفقير ملاذاً وعوناً.. ومعاشاً.‏

اليوم لم تعد حماة كذلك بعد أن انضمت إلى باقي المدن السورية في ارتفاع أسعارها واضطراب وقلق أسواقها وهي المعروفة عبر تاريخها الممتد إلى مئات السنين بأجبانها وألبانها ولحوم أغنامها .. وسمنها العربي الذي يضرب به المثل ويصل إلى مختلف الأسواق المحلية والمجاورة.‏‏

لأول مرة في تاريخ هذه المحافظة وصل سعر كيلو لبن الغنم (الحموي) إلى 55 ل.س في بداية الموسم ليهبط الآن إلى نحو 45 ل.س وهو الذي كان يباع في مثل هذه الأيام من الأعوام السابقة بنحو 25 ل.س في حين وصل سعر كيلو الحليب البقري إلى 25 ل. س وكان يباع قبل نحو 3 سنوات ما بين 8-10 ل.س‏‏

أما باقي المشتقات فحدث ولا حرج: القشطة العربية الغنم ب 225 ل.س البقر ب 175 ل.س وهو أعلى من السعر المعتاد بنحو 100 ل.س للكيلو الواحد.‏‏

الشمندور وصل في بداية الموسم إلى 175 ل.س وليتهاود الآن إلى نحو 120 للنوع الجيد منه, وهو الذي لم يتجاوز سعره في السنوات السابقة 80- 90 ل.س أما الجبن والذي تعد حماة واحدة من أهم مراكز تصنيعه وإنتاجه وتصديره فقد سجل سعر الكيلو غرام البقري المشلل منه نحو 175 ل.س والغنم 225ل.س وسعر كيلو العكاوي غنم(110-140) والبقر 100ل...علما أن سعر كيلو المشلل البقري كان يباع في الأعوام القليلة الماضية ب 110 ل.س للبقري 125 ل.س للغنمي.‏‏

وسجل سعر كيلو جبن القشقوان ارتفاعا حادا لامس حدود 350 ل.س للكيلو غرام الواحد.‏‏

والسمون وحدها سجلت ارتفاعاً معقولاً قياساً بالسنوات الماضية حتى الآن على أقل تقدير إذ بيع الكيلو الغنمي منه ب 450 والبقري بنحو 275 ل.س في حين كان سعر الأول يتراوح في الأعوام الماضية ما بين 375- 400 والثاني ما بين 210 - 225 , وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن أسعار هذه المشتقات قد ارتفعت بنسب متفاوتة تتراوح ما بين 25 % إلى 50% وهو ارتفاع حاد لا يتناسب مع القدرات الشرائية لمعظم الشرائح الاجتماعية والأسباب كما بينها لنا الكثيرون من العاملين في هذه التجارة تعود برأيهم إلى ثلاثة أسباب رئيسية: أولها الارتفاع الحاد لثمن الأعلاف الذي تجاوز في بعض أنواعها الضعفين وفي أحسنها الضعف وثانيه الجفاف وحالة المراعي لهذا العام في بادية حماة وهي التي تربي نحو 2 مليون رأس من الغنم وحده, وثالثها موجة الغلاء الفاحش التي تشهدها أسواقنا وارتفاع الأسعار اليومي, وفقدان الضوابط الرقابية وتأثر أسواقنا بالأسواق العالمية التي تشهد هي الأخرى غلاء يتردد صداه في كل مكان وخاصة في الأقطار المجاورة.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية