تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الانتخابات الأميركية .. واحتمالات عودة أوباما

عن موقع: commondreams
ترجمة
الأثنين 13-8-2012
ترجمة : خديجة القصاب

مع اقتراب نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية من نهايتها تكون نفقات الحزبين الجمهوري والديمقراطي في هذا السباق الى البيت الابيض قد تجاوزت العشرة ملايين دولار, ويأتي هذا الارتفاع في تلك النفقات كرد فعل على الشكوك التي تسربت الى الشارع الأميركي من ان هناك اكثر من مجرد اختلاف في الاسلوب والإدارة بين الحزبين المتصارعين على السلطة.

ومن الطبيعي ان تركز حملة الانتخابات تلك في بدايتها على أمور سطحية على غرار التساؤل هل مرشح الجمهوريين حظه عاثر؟ وهل باراك اوباما الرئيس الحالي يتمتع برباطة جأش اكثر من خصمه ميت رومني؟ وأيِ من المرشحين يعشق اسرائيل اكثر من الآخر ؟ اذ لايزال البعض يصف النظام الأميركي بالديمقراطي هذا بينما يعلن انصار كل حزب على ان الانتخابات الجارية اليوم هي الاهم في تاريخ الولايات المتحدة والمتابع للعبة السياسية الدائرة في واشنطن قبل صدور النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني القادم يجد نفسه وقد خسر منزله في ازمة الرهن العقاري او المضاربات المصرفية فبعد اربع سنوات من الترقب والانتظار في ظل حكومة اوباما التي راوحت مكانها خيبت سياسة العجز عن التغيير آمال الشعب الامريكي ليصبح من الصعوبة بمكان التنكر لتراكمات وقائع السياسة الانتخابية ليتابع الكاتب تشارلز ديفيز وهو مراسل عدة محطات تلفزيونية على غرار باسفيك و انتربرس ومن ابرز تحقيقاته “ سياسة واشنطن في امريكا اللاتينية وساعد ديفيز المخرج التقدمي مايكل مور في ابحاثه حول فيلم هذا الاخير الوثائقي “الرأسمالية” – كانت احوال “ الديمقراطية “ التي تدعو للأسى في الولايات المتحدة قد دفعت العديد من الكتاب للنظر في الانتخابات النيابية الرئاسية الامريكية على انها هدر للوقت واستنزاف للطاقة البشرية ، ترجم هذا الهدر على ارض الواقع من خلال لامبالاة شريحة واسعة من الناخبين ومن خلال مقاطعتهم صناديق الاقتراع فمنذ ان خذلتهم الطبقة السياسية الحاكمة في الولايات المتحدة انصرف الناشطون في ارجاء البلاد بمساعدة الذين خسروا منازلهم المرهونة للمصارف العقارية وراحوا يرسلون رسائل بالبريد الالكتروني للمتضررين من ازمة الرهن العقاري يدعونهم لمواجهة الحجوزات التي تقيمها تلك المصارف على ممتلكاتهم والتصدي لها .‏

ويصرح ناشط في جناح اليسار لمجموعة “ فير “ المناصرة للسلام والعدالة قائلاً: عندما يخوض الديمقراطيون سباق الانتخابات الرئاسية يتكلمون عن الليبرالية وعن سياساتهم ذات الجماهيرية لكن ما ان يفوزوا في تلك الانتخابات حتى تعمل سياستهم على خدمة النخب الرأسمالية لأن طروح الحزب الديمقراطي الحاكم اليوم في الولايات المتحدة اقرب الى اجندة الحروب منها الى الدعوة للسلم كما اتهم جمهور الناخبين اليساريين بالاستسلام الى تلك الاجندة الدموية فطالما هناك شريحة من الجمهوريين تدلي بتصريحات مخيفة حول مستقبل الولايات المتحدة فإن منافسيهم من الديمقراطيين يعتمدون على الاتحادات العمالية الامريكية وعلى مجموعات حماية البيئة وعلى منظمة “ تحرك” لإطلاق مفاجأة في اللحظات الاخيرة من الانتخابات الرئاسية .ومن المعروف ان هناك مجموعات ضغط تمتلك القدرة على استبعاد الحزب الديمقراطي عن السلطة خلال الانتخابات القادمة في تشرين الثاني من هذا العام فالتقسيمات الاقليمية الى وحدات انتخابية تعطي الحزب الديمقراطي على سبيل المثال اغلبية في عدد كبير من المناطق في حين تتوزع القوة الاقتراعية للمعارضة الجمهورية في اقل عدد ممكن من المناطق بحيث تقسم تلك المناطق الى وحدات سياسية تصب في مصلحة حزب دون اخر لكن اذا ما اخذنا بعين الاعتبار كيف يتحكم مقاولو الحروب واصحاب المصارف واللوبيات السياسية بزعماء الاحزاب الامريكية ومرشحيها يصبح الفوز في الانتخابات الرئاسية الذي يخضع لتلاعب المصالح رهاناَ خاسراً.‏

ويشكل ريع تلك الانتخابات مهزلة تثير سخرية المتنورين في البلاد والدليل على ذلك حملة ترشيح “نورمان سولومون” الذي يمثل المرتبة الخامسة بين المرشحين الى البيت الابيض وهو ناشط امريكي مناهض للحروب التي تشنها واشنطن في انحاء متفرقة من العالم وهو كاتب يسعى لأخذ مكانه العضو في الكونغرس “ لين وولسي” من كاليفورنيا التي اعلنت انسحابها من الكونغرس بعد ان اتهمت بأنها اكثر اعضاء الكونغرس تقدميه في الولايات المتحدة وتعتبر حملة السولومون الانتخابية تحذيراَ للديمقراطيين من ان جناح اليسار داخل حزبهم لن يكتفي باحتضان زعامته التقليدية لابل سيعمل هذا الجناح على اعتناق طروحات الحركات الاجتماعية التي ستتصدى لأي محاولات لاستغلال هؤلاء اليساريين من المرشحين للانتخابات وسواهم.‏

لكن الوقوف الى جانب اي من الحزبين الامريكيين المتصارعين على السلطة يحمل مخاوف ومشكلات في جوانبه اكثر مما يتوقعه الشارع في الولايات المتحدة اذ تكمن معضلة الانتخابات الامريكية في سباق رأس المال اكثر من سباق الشعارات والشخصيات التي تخوض حملة الترشيح للبيت الابيض فالمهم اين يجد- المرشح لأي انتخابات سواء كانت بالنسبة لمجلس ولاية او محافظها او رئاسة الجمهورية- الاموال التي يحتاج اليها لإنفاقها كي يصل الى منصب سياسي مرموق اما الشعارات فتأتي في المرتبة الاخيرة لان المرشح لن يذهب بعيداً اذا ما رفع شعار الجريمة كعمل مشين على سبيل المثال ولن يحصل على أي اصوات تذكر في أي انتخابات فيما لو نادى بمبادئ وقيم تدعو لإصلاح المجتمع وتطهيره من المخدرات والجريمة وحمل السلاح ومطالبته بتحقيق السلام في العالم فكل ما يصرف في الساحة السياسية الامريكية خلال الانتخابات له علاقة بقوة المال وسطوته ونفوذ اصحابه فقط وليس بالأخلاق والقيم ولذلك سيظل المرشح الاكثر دعماً بأموال حزبه هو الفائز حكماً بأي انتخابات رئاسية وسواها.‏

 بقلم: تشارلز ديفيز‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية