تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سيناء..أزمة نظام واتفاقية ( كامب ديفيد )

شؤون سياسية
الأثنين 13-8-2012
بقلم: نواف أبو الهيجاء

ماحدث في شمال سيناء يوم الاحد الماضي من مجزرة بحق جنود و ضباط مصريين اثار الكثير من ردود الافعال سواء داخل مصر او في الوسط الفلسطيني ام في داخل الكيان الصهيوني .

هذه المجموعات التي قيل انها مجاميع من ( الاسلاميين المتطرفين) اقترفت مجزرة كانت النتيجة الاولية لها ان اغلقت مصر بوابة رفح واغلقت المعابر والأنفاق بين الشطر المصري من رفح والشطر الفلسطيني من رفح ذاتها . كما انها وضعت الطرفين الحاكمين في قطاع غزة وفي مصر في مأزق محرج خاصة انهما ينتميان الى نفس المنهج والخندق (الاسلام السياسي ) .‏

الكيان الصهيوني انتهز الفرصة ليؤكد ان امن مصر وامنه واحد ومتداخل – مستغلا ما في النص الامني من اتفاقية ( كامب ديفيد ) التي جعلت مصر في سيناء تقوم بواجب الحفاظ على امن الكيان الصهيوني وليس الامن القومي العربي او المصري . فالاتفاقية قيدت مصر وحركتها العسكرية في سيناء – بل هي مست السيادة المصرية في الصميم حين حددت كم القوات المصرية في سيناء وانواع اسلحتها والمدى المسموح لهذه القوات بالحركة .‏

وبعد الحدث اجرى الرئيس المصري حركة اقالات وتنقلات في الاجهزة الامنية والاستخبارات ومحافظة سيناء – كما ان القوات المسلحة المصرية دخلت في معركة ضد هؤلاء ( الارهابيين ) جوا وبرا في وقت واحد .. مع الاستمرار في اغلاق معبر رفح – أي استمرار الحصار الصهيوني المفروض على القطاع منذ اكثر من خمس سنوات – وكان النظام المصري السابق – نظام حسني مبارك مسهما رئيسا في الحصار .‏

الحقيقة ان الشارع المصري عبر عن غضب شديد لما حدث واكد ان الحل لايكمن في مطاردة الارهاب ولا في استمرار محاصرة القطاع بل في مراجعة تامة للسياسة المصرية حيال العدو الصهيوني – وتحديدا اتفاقية كامب ديفيد بشقيها السياسي والامني .ولكي تعود مصر الى احتلال موقعها الطبيعي في ساحة الصراع مع العدو الصهيوني . لكن هل ان النظام المصري الجديد يمكن ان يفتح ملف كامب ديفيد من اساسه لينسفه جملة وتفصيلا ؟ لقد تحركت القوات المصرية المدرعة والطائرات في سيناء بعد الحادث وذلك عبر اتفاق مباشر مع الكيان الصهيوني – ذلك ان الاتفاقية تمنع مصر من تحريك قواتها الى هذا المدى في سيناء ولصق حدود فلسطين المحتلة .. فهل ترضى الكرامة المصرية والعربية ان يتم تحريك قواتنا العربية في اراضينا بعد اخذ ( الاذن ) من العدو الصهيوني .؟ فلسطينيا احرجت العملية الاجرامية ليس فقط حركة حماس بل كل الفصائل الفلسطينية في القطاع وذلك حق وحتمي لأن العملية في اساسها تريد النيل من العلاقة الفلسطينية المصرية ، ولذا كان رد فعل السلطة في رام الله اعلان الحداد ثلاثة ايام على ارواح الشهداء المصريين الستة عشر وجرحى اخوتنا المصريين . لكن هل يمكن ان تلعب السلطة المصرية في مثل هذا الظرف دورا ايجابيا في اعادة اللحمة للوحدة الوطنية الفلسطينية ؟ هذا سؤال متروك لمدى استجابة النظام المصري لرأي الشعب العربي في كل مكان ولطلب الشعب المصري باعادة النظر باتفاقية المهانة – اتفاقية كامب ديفيد .‏

علاقة الشعب المصري بالنظام وبالرئيس الجديد ستحددها سياسته حيال العدو الصهيوني وفي اولى الخطوات العملية اعادة فتح ملف ( كامب ديفيد ) لتعود مصر الى امتها ودورها الريادي في ساحة المواجهة مع العدو التاريخي للامة العربية – الكيان الصهيوني الطامع بارض العرب من المحيط الى الخليج ومن ( النيل الى الفرات).‏

Nawafabulhaija@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية