تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المصالحة الوطنية والدور الحيوي ...د.الإمام : احتضان الشباب والحوار المدروس أهم مقومات المصالحة الوطنية

شباب
الأثنين 13-8-2012
تحقيق : حسين مفرج

بعد أن فشلت جميع الرهانات على سقوط سورية الحضارة والتاريخ والإنسان وإغراقها بحرب أهلية كما حدث في عدة دول عربية , وبعد أن لقن شعبنا الأبي وجيشنا الباسل العالم بأسره درساً لن ينساه بالتماسك وعشق الأوطان

والإرادة القوية والتآخي واستطاعت سورية أن تخرج منتصرة من المؤامرة القذرة التي أحاكها المتآمرون عليها من الغرب والعربان للنيل من وحدتها الوطنية وسيادتها وإرادة شعبها , أرادت سورية أن تحتضن أبناءها من جديد وتؤكد لهم أنها الأم والأخت والحبيبة وستبقى كذلك رغم أنوف كل من لا يريد الخير لها معتبرة أن المصالحة والمصارحة مع الذات من أهم مقومات تطور المجتمعات , لتنطلق برحلة المصالحة الوطنية التي من شأنها أن تضمد الجراح وتلم الشمل من جديد , لكن الأسئلة المطروحة : إلى أي درجة يمكن أن تنجح مصالحتنا الوطنية في هذه المرحلة ؟ وما دور الشباب فيها ؟ والاهم أين تكمن أهميتها وأبعادها ؟ وما المحاور التي يمكن أن تعمل وفقها ؟ وهل شبابنا قادر على القيام بدوره بهذه الخطوة الرائدة ؟ وكيف يقرؤها شبابنا ؟‏‏

وللإجابة عن جميع هذه التساؤلات التقينا الدكتور وائل الإمام الأستاذ في جامعة دمشق , وعدد من الشباب الذي اثبت وجوده على خارطة العمل الوطني , لنتابع ونرى .............‏‏

تعزيز الانتماء الوطني‏‏

حازم أبو, س , ( جبهة التغير والتحرير ) قال : أما بالنسبة للشباب ودورهم , فالشباب يتألفون من فئتين الأولى : الشباب المنخرط ضمن تكتلات سياسية أو كيانات والثانية : الشباب المستقل لكنه أيضاً يمارس الحالة السياسية بآرائه ومواقفه , وبالتالي يجب على الشباب التابعين لقوى سياسية غير وطنية من الموالاة والمعارضة أن يعيدوا التفكير في مواقفهم وأفكارهم لأن مستقبلهم مهدد بهذه الحالة , والشباب ضمن التكوينات السياسية الوطنية من المعارضة والموالاة تنطبق عليهم الشروط الخاضعة لها تنظيماتهم السياسية وليسوا استثناء , لكن المعضلة الحقيقية الموجودة بالأغلبية غير الفاعلة سياسياً وهؤلاء يجب عليهم وضع ثوابت أساسية ( معارضة التدخل الخارجي والحل السياسي ورفض السلاح وعدم الانجرار وراء انتماءات ثانوية عدا الانتماء الوطني ) , فأي حل سياسي له مقومات داخلية وخارجية والموقف الروسي أعطانا مجالاً أوسع للعمل بالحل السياسي لكن مايعيق هذا الموقف تعنت قوى المعارضة والموالاة , وبالتالي فإن الحل السياسي وارد في حالة تقديم تنازلات من الطرفين وتطبيق مقومات الحل السياسي .‏‏

لابد من تفعيل دور الشباب أولاً‏‏

أما مادلين , ك , طالبة في كلية الحقوق ترى أننا عندما نتحدث عن المصالحة الوطنية علينا أن نتحدث عن طرفين معارضة وموالاة وبهذه الحالة يجب أن يتفق الطرفان على وضع مفهوم المصالحة الوطنية , وإذا ما أردنا الوصول للمصالحة الوطنية لا بد من تنازل كلا الطرفين للوصول لحالة هدنة لنبدأ فيما بعد الحديث عن الحوار والمصالحة الوطنية بالابتعاد عن التعنت وصياغة مفهوم الحرية بالشكل الصحيح , أما بالنسبة للشباب وقبل أن نتحدث عن دورنا لابد من تفعيل هذا الدور أولاً وعندها يفترض علينا كشباب توعية الآخرين وتنظيف البلد من الدمار لأننا كشباب سوري لم يتم بناؤنا بالأساس للقيام بأي دور بالمجتمع عداك عن بعض المبادرات الفردية , فالشباب السوري واع ويدرك ما يحيط به لكنه معطل , وهنا لا بد من دور جاد للمنظمات في تفعيل دور الشباب وإعطاء فرصة لهم لمبادرات حقيقية كذلك الإعلام يجب أن يصبح قريباً أكثر من الشباب واستغرب عدم وجود وزارة خاصة بالشباب أو وصول الشباب للبرلمان , ونهاية إذا لم يعط الشباب مساحة واسعة من الحرية لا يمكن الدخول في مرحلة البناء مهما كان توجههم .‏‏

سقفها سقف سورية‏‏

فيما يرى مصطفى أبو , ج , ( سوري قومي ) أن المصالحة الوطنية موضوع حساس للبلد ويسير وفق خطين , عسكري وسياسي ولا يمكن التخلي عن أحدهما , فالعسكري يقوم به الجيش السوري للقصاص من المجرمين, والسياسي تقوم به الدولة من حيث الإصلاحات والقوانين التي تصدرها , ويضيف : المجتمع السوري واحد وانتماؤنا لسورية خارج كل الانتماءات الضيقة ( طائفية – مذهبية ) وهنا يجب أن يكون سقف المصالحة الوطنية سقف سورية والسيد رئيس الجمهورية في بداية الأحداث قال يجب أن نعمل كيد واحدة , فالبلد تمثل السوريين وسورية للسوريين والسوريون أمة تامة , أما الشباب وحصراً الطلبة منهم هم نقطة الارتكاز بالعمل القومي ومن هنا يأتي دور الشباب , فقد جلسنا كشباب بحوارات وطنية وقمنا بحملات وطنية وخضنا عدة نقاشات وبالتالي نستطيع القيام بدور كبير جداً , أما المصالحة الوطنية فيجب أن تكون مع أشخاص انتماءهم الأول لسورية وليس مع القتلة والمجرمين وكشباب يجب أن يكون دورنا في أكثر من مجال , فهناك مجالات ضيقة ( الطالب في جامعته والشاب في قريته ) وهنا يجب أن يتم تثقيف الشباب إعلامياً ليكونوا فاعلين أكثر في قراهم ومدنهم وجامعاتهم , وعندها يعمل أولئك الشباب على توسيع القاعدة وفق مفهوم انتمائهم لسورية , وهناك مجالات أوسع تحت مظلة الدولة ( إقامة ندوات إعلامية لاحتضان الشباب المعارض من مختلف الأحزاب تحت راية سورية وتفعيل دور البرلمان الشبابي لما له من أهمية في طرح مشاكل الشباب ودورهم ) , فهناك شباب تورطوا بحمل السلاح يريدون العودة لكنهم خائفون , وهنا دور المصالحة الوطنية التي تعتبر باباً لجميع أولئك الأشخاص , وأعتقد أنها ستلقى صدىً كبيراً بالمجتمع , فلجنة المصالحة الوطنية بحمص مثلاً اشتغلت بشكل جاد وأعادت الكثير من المخطوفين .‏‏

وبعد أن رصدنا آراء شبابنا وتعرفنا على تطلعاتهم وقراءتهم لهذه الخطوة والدور المناط بهم , لنتعرف على أهمية هذه الخطوة ومدى نجاحها وأبعادها عبر الآتي :‏‏

لترتيب بيتنا من الداخل‏‏

الدكتور الإمام قال مما لا شك فيه أن الانطلاق بمشروع المصالحة الوطنية في هذه المرحلة بالذات على قدر كبير من الأهمية لأنه يعيد ترتيب أوراق البيت السوري من الداخل ويكرس عدة مفاهيم هامة جداً لمرحلة البناء , تضمد الجراح , كانت موجودة على الورق لكنها غائبة على ارض الواقع , وتتمثل هذه الخطوة ببعديـــن الأول فكري والثاني مادي للوصول بسورية إلى بر الأمان .‏‏

فكرياً‏‏

أما البعد الفكري فيتمثل بالحوار المدروس المبني على نظرية واضحة تأخذ بعين الاعتبار عدة مقومات أهمها , النواحي الدينية ( القرآن والإنجيل ) أي حرية الاعتقاد وممارسة الطقوس الدينية وهذه موجودة سابقاً لكن لابد من التأكيد عليها , والنواحي الاجتماعية أي تثبيت بعد القانون في أذهان الجميع على أن يعتمد ذلك على التفاعلية بين السلطة والمواطن أي القصاص من المجرمين وتعزيز مبدأ حرية الاعتقاد بحيث تحدث تغيرات على البعد الاجتماعي , إضافة للنواحي المصالحية إذ أن كل فرد بالمجتمع لديه مصلحة في شيء ما وبالتالي لابد من تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص ( وضوح المعايير ) وإتاحة الفرص أمام الجميع لتحقيق ما يطمحون له , ثم لابد من التوجه للنواحي الوطنية أي ترسيخ المفهوم المؤسساتي وأن جميع المؤسسات ملكية عامة للشعب , لنصل للنواحي البنائية التي تعتمد على البناء الفكري الصحيح ,ونتوج كل ذلك بالنواحي التأطيرية التي تعمل على تأطير هذا الفكر وتسقطه على أرض الواقع , والنواحي التطبيقية التي تهدف لوضع آليات واضحة المعالم للقيام بهذه الأمور جميعاً .‏‏

مادياً‏‏

فيما يتمثل البعد المادي بعدة أمور أهمها استعادة الحقوق وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب أي إعادة الحقوق لأصحابها والقصاص من المجرمين , ثم إعادة البناء وإعادة هيكلية البلديات والمكاتب التنفيذية في المحافظات المنكوبة وإعادة توزيع مؤسسات الدولة ضمن المحافظة الواحدة .‏‏

وشبابنا .. أين ؟‏‏

ولأن الشباب عماد أي مجتمع تقع على كاهل شبابنا مسؤولية كبيرة , ففي حزب البعث العربي الاشتراكي لدينا فئات شبابية تفكر بشكل أعمق من الفئات القيادية في الحزب , وبالتالي لابد من احتضان الفئات العمرية الشابة والسماح للتحرك الشعبي الشبابي للأحزاب على امتداد الوطن لأن الشباب فئة غنية وعددها كبير ما يجعل هذه الأحزاب تتشابه مع بعضها .‏‏

والبديل هو سيطرة المتطرفين على هذه الفئة من إخونجية ووهابية , ووضع شروط على أئمة وخطباء المساجد تماثل الشروط المطبقة على القضاة , إضافة لترسيخ مفهوم القانون والدستور عبر حملات توعية حقيقية على مستوى الإعلام بمختلف أنواعه , والمدارس والجامعات حتى يستطيع أن يدرك المواطن مفهوم المواطنة وعلاقته مع الدولة في المرحلة القادمة , كما لابد من إعادة صورة الدولة وهيبتها بطريقة حديثة تتماشى مع الدستور الجديد وإرساء مفهوم الحوار بين المواطن والشرطي والمواطن والموظف وبالعكس , وزرع ثقافة أن العامل في الدولة هو مؤد لخدمة وبالتالي فإن المواطن زبون لديه وهذا يعني الارتقاء بالعلاقة بين الموظف والمواطن عبر احترام الموظف للمواطن ومعاملته بشكل جيد وهذا أساسي في المرحلة القادمة , وعلينا ألا ننسى زرع مفهوم حق الاعتقاد الذي له دلائل أساسية ويعتبر أعلى من مفهوم التسامح الديني والعمل على ترسيخه إعلامياً وتدريبياً في المدارس .‏‏

خطوة ناجحة‏‏

ويضيف الدكتور الإمام : أعتقد أن المصالحة الوطنية ستحقق نتائج إيجابية على الأرض لان نوايا القائمين عليها صادقة , كما أن شبابنا قادرون على القيام بدورهم الرائد بامتياز لأنهم يدركون جيداً ما يحيط بهم ويتحملون مسؤولياتهم بنجاح .‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية