وخصوصاً أنه يمر في مرحلة انتقالية
ولأن المعدة تعودت على الصيام مايقرب من أربع عشرة ساعة يومياً طيلة شهر رمضان، فيجب ألا نصدمهافجأة ودفعة واحدة في أول أيام الفطر بكميات كبيرة من الأطعمة الدسمة والعالية في محتواها من السعرات الحرارية.
فتكون النتيجة الطبيعية ألماً في المعدة وتلبكاً في الأمعاء، ثم زيارة المستشفيات.
ولكي نتجنب حدوث هذه الأعراض لابد أن نراعي فيما نأكل ليس فقط الكمية بل النوعية أيضاً، فيفضل أن نبدأ إفطارنا في أول أيام العيد بتناول كمية قليلة من الطعام، تزداد هذه الكمية تدريجياً أثناء فترات اليوم، وأن نأكل ببطء مع المضغ الجيد، وألا نشرب كمية كبيرة من الماء والسوائل أثناء تناول الوجبات، وأن نقلل من تناول الأطعمة التي تهيج المعدة وتزيد الوجبات، وأن نقلل من تناول الأطعمة التي تهيج المعدة وتزيد من حموضتها كالمقليات والمعجنات وتلك التي تحتوي على بهارات حريفة وتوابل، وكذلك الشاي والقهوة والمشروبات الغازية.
ينبغي علينا أن نعيد النظر في عاداتنا الغذائية ونعدل من سلوكياتنا الخاطئة التي نمارسها أيام عيد الفطر، حتى وإن كانت عادات متوارثة عن الآباء والأجداد، ولاننسى أن هناك عوامل كثيرة أثرت في نمط حياتنا اليوم ولن تكن موجودة في السابق.
وقد أدى توافركافة السلع الغذائية بالأسواق وقلة الحركة وسهولة وسائل المواصفات والترفيه،بين أفراد المجتمع، إلى التقليل من حركتنا ومن نشاطنا البدني المبذول وبالتالي قللت الطاقة المنصرفة من أجسامنا مقارنة بما كان يبذله آباؤنا وأجدادنا في العمل والحركة والمشي والتنقل، ومع ذلك مازلنا نمارس نفس عاداتهم الغذائية التي كانوا يمارسونها في الماضي ونتناول نفس الكميات التي كانوا يتناولونها من الطعام وربما أكثر، ما أدى إلى أن يكون هناك فائض من السعرات الحرارية التي نتناولها والتي تخزن في الجسم على شكل دهون وشحوم تتراكم في أجسامنا وتؤدي إلى زيادة في الوزن ومن ثم سمنة واضحة.
والسمنة مشكلة صحية تعاني منها معظم الدول المتقدمة، وهي تزيد من خطر الموت المبكر وخصوصاً عندما تكون مصاحبة لداء السكري وارتفاع الكوليسترول في الدم وفرط ضغط الدم، كما ترتبط السمنة أيضاً بزيادة خطر مرض القلب والأوعية الدموية وفرط دهون الدم وغيرها من الأمراض.
وللحد من هذه المخاطر الصحية التي قد يصاب بها أحدنا، وحتى تكون كل أيامنا أعياداً، لابد من الاعتدال في كل شيء، والالتزام بروح شهر رمضان، وتنظيم الوجبات الغذائية.
وهذه بعض النصائح التي قد تساعدنا على ذلك:
- الاعتدال وعدم الإسراف في إعداد الأطعمة والحلويات للاحتفال بالعيد السعيد، والتقليل من الإسراف.
- مراعاة الأشخاص المرضى في الأسرة نفسها المصابين بأحد الأمراض المزمنة وذلك بإعداد بعض الأصناف التي تتناسب مع مرضهم ومع حميتهم الغذائية، كذلك مراعاة الزوار وعدم إلزامهم بتناول كافة الأصناف المنوعة في المائدة، فعلى سبيل المثال يفضل تقديم الشاي والعصير دون سكر للمصابين بداء السكري وكذلك توفير الحلويات المخصصة لمرضى السكري والتي لاتؤدي إلى ارتفاع سكر الدم لديهم.
- المحافظة على كمية الطعام القليلة التي تعودت عليها أجسامنا، أثناء شهر الصوم، لنتخلص بالتدريج من الزيادة في الوزن التي نكتسبها عادة مع التقدم في العمر.
- إذا كنت شخصاً بديناً ونقص وزنك أثناء صيام شهر رمضان، فعليك المحافظة على هذا الوزن وأن تستمر في ممارسة نفس العادات الغذائية والسلوك الغذائي الذي اكتسبته خلال وبعد عيد الفطر لتتخلص من السمنة والتي تعد خطراً على صحتك.
- علينا الاعتدال في تناول الحلوى والشوكولاته وكعك العيد لأنها تحتوي على كمية كبيرة من الدهون والسكريات والسعرات والحرارية التي قد يؤدي الإفراط في تناولها إلى اضطرابات هضمية وزيادة في الوزن.
الاختصاصي بالأمراض الداخلية والقلبية