هذا هو مفهوم الكثير من الأهل في العصرالحديث ...ومثال على ذلك اللعب الالكترونية الحديثة باهظة الثمن تجدها في يد غالبية الأطفال كالحلوى .
وأصبحنا نجعل من هذه الألعاب الالكترونية وغيرها، رفقاء وأصدقاء لأولادنا لأنها كالسحر بالنسبة للأبناء فهي تشغل وقت فراغهم بالكامل، وعامل جذب سريع لهم بماتحتويه من أفلام ومسابقات مشوقة، وبتنا متناسين الجانب الروحي للأبناء والرغبة في الصداقة ...فتكون النتيجة بعد فترة ليست ببعيدة وجود فجوة عميقة بيننا وبين أولادنا ، بسبب بعدنا نحن الأهل عنهم، وانشغالنا بالعمل في حياتنا سواء على مستوى الآباء أو الأمهات دون التخطيط والتنظيم في ذلك... كنتاج لهذه الفجوة ومع توفر الناحية المادية لهم نجدهم منزوين ، منطوين، يخبروننا بأن حياتهم مملة فيها العديد والعديد من المشاكل... وحينما ننقب عن هذه المشاكل نتساءل أين هي هذه المشاكل؟ فأنت لديك ... كذا ...وكذا ...وكذا من الأشياء المادية... وبالتالي نجد الآباء ليس لديهم إجابة بسبب عدم قدرتهم على التعبير عن مشاعرهم الداخلية... ولكن هذا هو نتاج الفراغ الروحي لديهم، لأنه لايوجد وقت يومي يقضيه الآباء خاصة مع الأبناء ..لو نصف ساعة لنشعرهم بأهميتهم لدينا.. وهذا هومايطلبه الابن من الوالدين . مجرد القليل من الدقائق قبل الخلود إلى النوم نقرأ قصة قصيرة معهم، سيكون لها أكبر الأثر على مشاعرهم وتصرفاتهم معنا...
كماويجب على الأهل المساعدة في اختيار الصديق الصالح ، فأبناؤنا بحاجة حقيقية للأصدقاء وليس للألعاب الالكترونية لأن الصديق مبعث بهجة وفرح للصغار والكبار على حد سواء .
كماأنه يجب أن يكون هذا الصديق بصفة مستمرة لايتغير أي الرابطة بينهما يجب أن تكون متينة وعميقة ...وليست مجرد معرفة سطحية وأن يعمل الوالدان على لقاء أصدقاء أبنائهم وبصفة مستمرة لأن الاستمرار في ذلك سيعمل على زيادة محبة الأبناء لنا... لاهتمامنا بشؤونهم الشخصية.. لذلك فإن أبناءنا لايطلبون منا الكثير، وإنما يطلبون منا القليل من الوقت، وأن نتفهم نفسيتهم ومتطلبات أعمارهم وبذلك نستطيع أن نحل غالبية المشاكل التي بيننا وبينهم بأسلوب إيجابي مؤكدين على أن دورنا في الحياة هو تربية جيل سليم العقل والبنيان .