كما تم خلال الحفل عرض مقاطع من الفيلم الروسي المعروف «عدة أيام من حياة أوبلوموف» المقتبس عن رواية الكاتب. وحضر الاحتفالية أعلام الأدب والسينما الروسية وعلى رأسهم المخرج الروسي نيكيتا ميخالكوف، الذي تحدث عن الكاتب وواقع وفلسفة الإنسان الروسي من خلال رواية الكاتب «أوبلوموف» التي أصبحت رمزاً لإبداع غونتشاروف ومن أكثر شخصيات رواياته تداولاً بين الناس، سواء في روسيا أو خارجها.
قال ميخالكوف: إن «العمل على نص «أوبلوموف» أصبح بالنسبة لي اكتشافاً جديداً ليس من الناحية السينمائية بل الحياتية، إذ تعرفت على فلسفة عميقة بأبعادها ومفاهيمها المختلفة، على أسلوب تفكير صريح ووسيلة أخرى للتعبير عن طبيعة الإنسان الروسي. وهذه البراعة في الطرح هي عبقرية غونتشاروف ويمكن أن يعكسها مخرج روسي فقط».
تتوجه- خصيصاً لحضور هذا الحدث الهام- الأخوات ماري وإليزابيث وكلير سيمون أنجال عائلة غونتشاروف الروسية القاطنون في فرنسا إلى مدينة أوليانوفسك، موطن غونتشاروف، لزيارة متحف غونتشاروف وخصيصاً للمشاركة في الفعاليات التي تشهدها روسيا بهذه المناسبة.
وقالت كلير سيمون: إنه «بفضل متحف غونتشاروف في أوليانوفسك تعرفنا على الكثير من تفاصيل حياة غونتشاروف، كنا نعرف دائماً أن لنا جذوراً تجمعنا بالكاتب العظيم، ولكننا تعرفنا على أشهر أعماله في تسعينيات القرن الماضي، ونواظب دائماً على زيارة روسيا خاصة في مثل هذه المناسبة». ولم يخل الحفل من المشاركة الرسمية حيث كشف محافظ مقاطعة أوليانوفسك سيرغي موروزوف عن الفعاليات المرتقبة في مسقط رأس الكاتب.
وقال موروزوف: «ستشهد أوليانوفسك أكبر فعالية أدبية ثقافية هذا العام بمناسبة الذكرى المئتين لميلاد إيفان غونتشاروف، من بينها افتتاح مركز تاريخي تذكاري أدبي، سيصبح الأكبر على الإطلاق في روسيا، وإجراء العشرات من الفعاليات الاحتفالية الضخمة».
إيفان غونتشاروف صاحب روايات «أوبلوموف» و«الهاوية»... وأعمال اخرى، باتت محورية في حياة المواطن الروسي، كان يؤكد أن «العقل في الفن هو مهارة خلق الصور». سطوع الصور والشخصيات لدى غونتشاروف أمر قدره القارئ والناقد. وأفكار يستوحيها حتى يومنا هذا كل من تسنح له الفرصة للتعرف على الأعمال والفلسفة والرحلات الاستكشافية لهذا الكاتب.