فضلا عن إمكانية الحصول على الرواتب في أي وقت أو الاحتفاظ بجزء منه عند الرغبة كنوع من الادخار، إلا أن السلبيات الكثيرة التي ظهرت في تقديم الخدمة جعلت الكثيرين يتمنون العودة إلى الأسلوب القديم في صرف المعاشات الذي لا يضطرهم إلى الجري الماراثوني من مكان إلى آخر بحثا عن صراف يعمل و يقدم الخدمة و يمكنهم من الحصول على رواتبهم التي ينتظرونها بفارغ الصبر خاصة مع الارتفاع الشديد في أسعار المواد الذي يؤدي إلى تبخر الرواتب بعد أيام قليلة من الحصول عليها .
ويزداد الأمر سوءاً مع التوسع في عملية توطين الرواتب والمعاشات و دخول شرائح جديدة على الخط كالمتقاعدين من كبار السن الذين سيضطرون في أحسن الأحوال إذا توفرت الخدمة إلى الوقوف تحت أشعة الشمس المحرقة صيفا وفي برد شتاء بانتظار الحصول على الرواتب حيث لا مظلة تحميهم !
و يعزو بعض المعنيين بالأمر من المسؤولين السبب في تكرار المشكلة إلى قلة عدد الصرافات خاصة مع تحديد حد أعظمي من التغذية النقدية يومياً لكل صراف لايمكن للمصرف العقاري تجاوزه فيتم استنفاد هذا الرصيد في زمن قياسي مع بداية كل شهر نتيجة سحوبات رواتب العمال والموظفين والمتقاعدين على حد سواء .فيخرج الصراف من الخدمة إلى حين تغذيته في اليوم التالي هذا من ناحية أو لسوء استخدام الصرافات من قبل بعض العاملين لجهلهم بالتعامل معها من ناحية أخرى .
ومن وجهة نظرنا فان الحل يكمن في توفير صرافات داخل كل مؤسسة تم توطين رواتب موظفيها و تزويد تلك الصرافات على الأقل برصيد يكفي ليغطي رواتب جميع الموظفين في تلك الجهة بحيث لا يضطرون إلى الخروج إلى الشارع بحثاً عن صرافات أخرى تلبي الحاجة ,إضافة إلى تزويد الصرافات بلوحات تشرح كيفية استخدامها بأسلوب سلسل وبسيط يمكن الجميع من حسن الاستخدام و كذلك تخصيص عامل صيانة يعمل على إصلاح وتدارك الأعطال في حال حدوثها بالسرعة المطلوبة و بما يضمن استمرارية عمل الصرافات وتقديمها الخدمة للمواطنين بما يحقق لهم الرضا والأمان .