فإيران التي قدمت في مفاوضات اسطنبول وبغداد منطقاً واضحاً ودقيقاً بأنها لن تتخلى إطلاقاً عن حقوقها النووية تعلن استعدادها لمناقشة وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20٪ إذا أعطى الغرب خطوات ايجابية مماثلة واعترف بحق إيران في مجال تخصيب اليورانيوم في إطار معاهدة حظر الانتشار «ان بي تي» وتحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفي هذا السياق أعلن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد استعداد بلاده لطرح موضوع تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة للنقاش معربا عن أمله في أن تشهد مفاوضات موسكو خطوات ايجابية.
وقال احمدي نجاد في مقابلة مع صحيفة فرانكفورتر الالمانية: ان الثقة عادة تكون متبادلة ونحن على استعداد طوعي للقيام بخطوة ايجابية اذا قام الطرف الاخر أيضا بخطوات مماثلة.
وانتقد أحمدي نجاد مواقف الغرب العدائية ازاء البرنامج النووي الايراني السلمي وقال: ان الغرب يتخذ هذه المواقف في الوقت الذي يعلم فيه أن ايران ليست في وارد الحصول على سلاح نووي مشيرا الى أن الشعب الايراني اعتاد على هذه المواقف العدائية.
بدوره اعرب مساعد وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان عن تفاؤل بلاده بالمفاوضات مع مجموعة 5 زائد 1.
وقال عبد اللهيان ان بعض الاطراف المفاوضة اعلنت انها تعترف بالحقوق النووية الايرانية ومن الطبيعي ان تكون مباحثاتنا في اطار ضمان الحقوق والواجبات وسنتابع خلال هذه المباحثات موضوعين محددين ولن نتخلى ابدا عن حقوقنا النووية.
وقال اذا تم الاعتراف بالحقوق البديهية لايران في مجال تخصيب اليورانيوم الذي هو انجاز وطني في اطار معاهدة حظر الانتشار النووي ان بي تي وتحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية فمن الطبيعي ان يشكل ذلك ارضية ايجابية لاتخاذ خطوات اكثر عملية.
ولفت عبد اللهيان الى وجود ترتيبات سياسية وامنية جديدة قيد الانجاز في المنطقة يتم بموجبها الاهتمام بالمقاومة والقضية الفلسطينية وتهميش اميركا والكيان الصهيوني ولكن للاسف تحاول بعض الاطراف الدولية ان توجه هذه الترتيبات السياسية والامنية الجديدة المنبثقة عن ارادة الشعوب نحو تدمير محور المقاومة امام الكيان الصهيوني لكي يتعزز محور هذا الكيان واميركا في المنطقة.
وقال مساعد وزير الخارجية الايرانية ان التصرفات التي يقوم بها الكيان الصهيوني في المنطقة هي تصرفات مليئة بالعدوان والقتل والعنف وان احد اسباب اندلاع الثورات العربية هو مواكبة بعض الدول العربية لاهداف الكيان الصهيوني مؤكدا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لم ولن تتدخل في اي من هذه التطورات التي حدثت في المنطقة.
وشدد عبد اللهيان على ان بلاده تنادي دوما بالوحدة والتعاون وتعتبر الحرب الطائفية خطا احمر وخطرا كبيرا على الامن الاقليمي والعالم الاسلامي والظروف الحساسة التي تعيشها المنطقة حاليا.
من جانبه أكد سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي أن إسراع ايران باقناع المجتمع الدولي في التوجه السلمي لبرنامجها النووي سيعجل من الاعتراف بحقها في امتلاك الطاقة النووية السلمية.
ونقل موقع روسيا اليوم الالكتروني عن ريابكوف قوله ان حق استعمال الطاقة النووية للاهداف السلمية موجود في معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية ولكن هذا الحق موضوعيا تم تضييقه بحق ايران بعدد من القرارات الصادرة عن مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي لا تعتبر جزءا من القانون الدولي وقرارات مجلس الامن التي تعتبر وثائق دولية قانونية ملزمة.
وأكد ريابكوف ضرورة اعادة بناء الثقة المتبادلة: وهذا يعني الحديث عن مسالة تخصيب اليورانيوم في موقع فوردو الايراني والحديث عن موضوع تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة بشكل عام لافتا الى ان الاطراف تتحدث في الوقت الحالي عن الرزمة ذاتها من المسائل والمطلوب ايجاد نموذج مناسب لحلها.
وبدأت في موسكو أمس المحادثات بين ايران ومجموعة خمسة زائد واحد حيث يترأس الوفد الايراني سعيد جليلي امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني.
من جهته قال مساعد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني علي باقري في مؤتمر صحفي عقده في ختام الجولة الثانية من المحادثات بين ايران و5+1، "عقدنا جولتين جادتين وبناءتين من المحادثات في موسكو" موضحا: ان آشتون طلبت من جليلي مهلة للغد لبحث المقترحات الايرانية.
واضاف باقري ان ايران ركزت خلال مفاوضاتها على الاتفاقيات الحاصلة بين الجانبين في مباحثات بغداد واسطنبول موضحا انه تم تقديم اقتراح مفصل وكامل مبني على الاتفاقيات التي تمت في الاجتماعين السابقين في بغداد واسطنبول.
وصرح باقري ان ايران قدمت اجوبة عن مقترحات 5+1 التي طرحت ببغداد، مضيفا ان رد ايران على مقترحات بغداد حظي باهتمام الجانب الآخر.
الى ذلك اوضح مساعد امين المجلس الاعلى للامن القومي ان ايران طالبت خلال المفاوضات بإطار عام للمفاوضات ومقترحات إيران التي تقوم على خمس خطوات.
واضاف باقري ان ايران اكدت في الخطوات المقترحة على حقها في تخصيب اليورانيوم مؤكدا ان الطريق الوحيد لنجاح المحادثات يكمن في الاعتراف بحقوق ايران.وشدد باقري على ان بامكان مقترح ايران نقل المحادثات الى مراحل متقدمة.