وقال البطريرك لحام في كلمة له بافتتاح سينودس أساقفة كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك الذي بدأ اليوم في لبنان وينتهي في 23 حزيران الحالي بحضور اساقفة ومطارنة من مختلف الدول العربية والعالمية، اننا متضامنون مع شعبنا السوري الصامد في اصراره على الحياة الكريمة ووحدة الوطن وتلاحمه بكل مكوناته الاجتماعية والدينية والوطنية ومع مسيرة الاصلاح الشامل والفعال الذي ينبغي أن يتحقق على أرض الواقع في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية والخدمية بتضافر جهود جميع السوريين دولة وحكومة وأحزابا ومعارضة بناءة وأخصائيين.
وذكر بموقف رؤساء الكنائس الكاثوليكية في سورية في اجتماعهم في 25 نيسان الماضي، قائلا ان الحوار دعت اليه الدولة ونهيب بكل الاطراف الوطنية في الداخل والخارج إلى المشاركة فيه لبناء سورية الجديدة الديمقراطية التعددية.
وتابع البطريرك لحام ان العنف قد تجاوز الحدود ولا يسعنا الا أن نناشد بقوة واصرار الضمائر الحية لتعود إلى رشدها فتقلع عن كل ما يدمر الانسان والوطن، لذا نشجب كل أساليب العنف من حيث أتت وندعو إلى عدم زج المواطنين الامنين في الصراع السياسي وعدم تخويف الناس وترهيبهم بالخطف والقتل والابتزاز والتخريب والاستيلاء على ممتلكاتهم وفرض الذات بالقوة والبطش.
وأضاف اننا نتضامن مع الام ومعاناة جميع المواطنين المتضررين من جراء الاحداث الاليمة ودوامة العنف في مناطق مختلفة من البلاد من مدنيين وعسكريين.
وتطرق البطريرك إلى بيان أصحاب الغبطة بطاركة سورية في أيار الماضي والذي جاء فيه نصلي إلى الله تعالى ليضمد جراح سورية والسوريين فيعود أبناء الوطن الواحد إلى بعضهم البعض بالمحبة والمصارحة والمصالحة والمسامحة والتآزر والحكمة مفضلين دائما مصلحة الوطن على أي مصلحة أخرى بعيدين كل البعد عن العنف بكل أشكاله واضعين نصب أعينهم كل ما هو لخير وطننا العزيز وبنائه مجددا على أسس حضارية وانسانية قوامها العدل والمواطنة الصالحة والعيش المشترك والسلمية في حرية التعبير وكل ما من شأنه خدمة الوطن والمواطن.
وفي الشأن اللبناني جدد البطريرك لحام تقديره لدعوة الرئيس ميشال سليمان إلى عقد مؤتمر الحوار الوطني مشيرا إلى أن هذه المبادرة خطوة هامة نحو التهدئة وابدال الخطاب السياسي المتشنج بخطاب عقلاني مسؤول حيث ان حل الامور بالتفاهم يجب أن يبقى الهم الاساسي لكل المسؤولين وخصوصا في هذه الظروف الدقيقة والاستثنائية التي تمر فيها المنطقة ولبنان جزء منها.
واستنكر بشدة الاحداث المتنقلة والاليمة التي عرفتها بعض المناطق اللبنانية في الاونة الاخيرة والتي تزيد من معاناة الناس المعيشية والحياتية داعيا الفرقاء إلى التهدئة والابتعاد عن الاحتكام إلى لغة السلاح وسلوكيات الحرب.
من جهة أخرى لفت بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والاسكندرية والقدس للروم الملكيين الكاثوليك إلى أن أهم القضايا التي كانت موضوع دراسة مميزة في السينودس هي القضية الفلسطينية وأهمية وأولوية حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي والعربي وذلك من خلال الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وأشار البطريرك لحام إلى أن اجتماع السينودس يأتي للمرة الثالثة في ظل ظروف صعبة تهز المشرق العربي في كل أرجائه بدرجات متفاوتة مشددا على الارتباط بالبلدان العربية أكثر من أي وقت مضى.
وأضاف انه السينودس الثالث الذي نعقده وبلادنا تعصف فيها رياح عاتية وتسيل الدماء غزيرة في المغرب العربي وفي مصر والبحرين وفلسطين والعراق وسورية وحتى في لبنان والمشكلة الكبرى حاليا هي وضع سورية وهو وضع مرتبط بالعالم العربي ومرهون به.
وقال البطريرك لحام أمام كل هذا علينا نحن المسيحيين أن نجد مكاننا ونكتشف دعوتنا وما هو تدبير الله الخلاصي علينا وعلينا بنوع خاص أن نكون متضامنين مع هذا العالم العربي الذي هو عالمنا وفيه جذورنا وقد صنعنا الكثير الكثير من تاريخه وأدبه وحضارته لا بل نحن بناة العروبة فيه وصانعوها ومفكروها ومنظروها وروادها وناشروها.
وأضاف هذا هو الوقت الذي فيه على المسيحيين أن يكتشفوا قوة المحبة وصحة تعاليم السيد المسيح، أجل عليهم أن يكتشفوا أنهم أبناء القيامة وأن قيامتهم هي التزامهم قضايا بلادهم وأوطانهم وشعوبهم ومواطنيهم جميعا فهم الذين يسهمون في قيامة المجتمع مع كونهم القطيع الصغير الذي أوكل اليه السيد المسيح هذه الرسالة العظيمة الخالدة الثابتة غير المتزعزعة الا وهي دعوته لنا أن نكون نورا وملحا وخميرة في مجتمعنا اننا نشارك ونشترك مع أوطاننا في ضعفها وفي وهنها وهشاشتها وسرعة عطبها لكي نكتشف معا ونحقق معا قوة وامال القيامة.
وأطلق البطريرك لحام نداء إلى زعماء العالم من أجل السلام قال فيه أرفع نداء إلى قادة العالم لاقول لهم ان السلام في منطقة الشرق الاوسط هو مسؤوليتكم جميعا وهو مفتاح السلام لكم أيضا فتعالوا إلى أرض السلام لصناعة السلام.