كما ان سورية تواجه مؤامرة دولية وخارجية تستهدف وحدة مصيرها ومستقبلها وحرية قرارها، هذا ما اكدته الاوساط العربية والدولية الاعلامية والحزبية والسياسية من جديد موضحة ان القوى العالمية هي المستفيد الاوحد من المجازر المتنقلة ضد المدنيين في الشرق الاوسط عبر التهديدات بالتدخل في سورية وايران وتسعير نار الصراع بين طرفي السودان الذي عملت على تقسيمه.
أحزاب وقوى لبنانية: سورية تواجه مؤامرة دولية وخارجية لممانعتها ومقاومتها
فقد أكد النائب اللبناني نواف الموسوي عضو كتلة الوفاء للمقاومة ووزير الصحة اللبناني علي حسن خليل أن الادارة الامريكية قررت وضمن استراتيجيتها اثارة الاضطرابات والقلاقل في المنطقة بعدما عجزت عن السيطرة عليها.
وقال الموسوي خلال احتفال في بلدة الجية اللبنانية أمس هذا ما يحاولون أن يقوموا به في سورية والعراق اليوم داعيا القوى السياسية في لبنان إلى أن تأخذ هذا الامر بعين الاعتبار من خلال هيئة الحوار الوطني، بينما اكد خليل ان لبنان لا يمكن ان يكون مقراً او ممراً للمؤامرة على سورية مشيراً الى ان الاستراتيجية الدفاعية هي التي تعزز عناصر القوة.
كذلك أكد الشيخ نبيل قاووق نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله ان جهات عربية تقوم بتمويل المجازر الارهابية التي تحصل في سورية قبل كل اجتماع لمجلس الامن الدولي لتتاجر بدماء الشعب السوري وتتخذ منه وقودا لتصعيد الضغوطات والقرارات الدولية.
وقال قاووق في كلمة خلال احتفال اقامه حزب الله.. ان هذه الجهات راحت تراهن على الازمة في سورية بهدف اضعاف هذا البلد الممانع وتغيير معادلة الصراع ولكن رهاناتهم اصطدمت بالفشل لافتا الى ان اعداء سورية أقروا بعجزهم عن اسقاطها بالقوة وراحوا يتحدثون عن أن النظام سيبقى لسنوات ما يثبت أنهم مجرد مجرمين تلطخت أيديهم بدماء الشعب السوري.
وحذر قاووق من انتقال الازمة السورية الى لبنان في وقت يصر البعض على تغطية تسلل المسلحين الارهابيين الى سورية ذهابا وايابا.
من ناحيته اكد الشيخ حسان عبد الله رئيس تجمع العلماء المسلمين في لبنان ان سورية تواجه مؤامرة دولية وخارجية تستهدف اخراجها من اطار دائرتها الجغرافية العربية كدولة مقاومة وممانعة.
وقال الشيخ عبد الله خلال لقائه أمس رئيس حزب الاتحاد اللبناني عبد الرحيم مراد: ان سورية أصبحت محط صراع نفوذ عالمي وبالتالي على الشعب السوري ان يدرك انه يجب الا يكون أداة بيد القوى العالمية العدوة للامة العربية وان يعمد بسرعة للجوء إلى طاولة الحوار للخروج من المأزق.
في السياق ذاته أكدت مجموعة العمل للاحزاب الشيوعية والعمالية العالمية ان القوى العالمية مستفيدة من المجازر المتنقلة ضد المدنيين والحروب المدمرة التي تشكل المنطقة مركزا رئيسا لها سواء عبر تسعير نار الصراع بين طرفي السودان المقسم ودفعهما إلى معارك عسكرية جديدة أو عبر التهديدات الاميركية الاوروبية بالتدخل في سورية وايران.
وقالت الاحزاب في بيان بعد اجتماعها في بيروت ان الهدف من تلك الحروب وغيرها مما يجري الاعداد له في اسيا عموما هو تقسيم العالم من جديد ومنع الدول الرأسمالية الناشئة من تغيير ميزان القوى للسيطرة على الثروات الطبيعية ومصادر الطاقة والاسواق وطرق المواصلات العالمية.
هذا ودعت الاحزاب والقوى الوطنية اللبنانية الحكومة إلى ترجمة ما صدر عن طاولة الحوار من تأكيد لمنع أي عمل عدائي من لبنان ضد سورية.
وشددت الاحزاب في بيان على ضرورة ان تأخذ الحكومة الاجراءات لوضع حد لتحركات بعض المجموعات الارهابية المسلحة المأجورة التي تتحرك على الايقاع الخارجي وتحاول بين الفينة والاخرى استخدام لبنان ساحة للتحرك واطلاق سهامها السامة ضد سورية.
كاتب تونسي: صمود السوريين
كشف المؤامرة الدولية على العرب
قال الكاتب التونسي النفطي حولة: ان صمود الشعب السوري وجيشه وقيادته هو الذي أدى الى كشف المزيد حول المؤامرة الدولية والحرب الكونية التي تستهدف سورية والامة العربية التي تعرضت بعض أقطارها للتخريب والدمار والفوضى العارمة والاحتلال المباشر كما حصل في ليبيا.
وأضاف الكاتب في مقال نشرته أمس صحيفة الشروق اليومية التونسية ان الوطن العربي دخل في نفق مظلم من الصراعات والصراعات المضادة باسم الثورة والثورة المضادة وبدأنا نشهد الانفلات في كل شيء حتى بتنا نخشى فقدان كيان الدولة كجهاز منظم يمارس السلطة عبر منظومة من المؤسسات والقوانين المنظمة للحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
صحف عربية: من يدعي الحرص على الشعب السوري ذاته يغض الطرف عن الجرائم الإسرائيلية في فلسطين
بموازاة ذلك أكدت صحيفة الوطن العمانية أن تطورات الازمة في سورية وما يعلنه الاميركيون يكشف يوما بعد آخر حقيقة الاهداف الغربية والاميركية منها والمتمثلة باستهداف الموقف السوري الداعم للمقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي في المنطقة وعلاقته مع ايران.
واستشهدت الصحيفة في مقال نشرته في زاوية رأي بعنوان الازمة السورية وضرورة التنادي إلى كلمة سواء بهذا الصدد بما كشفه الخبير السياسي النائب السابق لمستشار الامن القومي الاميركي ايليوت أبرامز عن الابعاد الاستراتيجية التي تقف خلف التدخل في الازمة في سورية والدخول من بوابة دعم المعارضة السورية تحت أقنعة الحرية والديمقراطية وحماية المدنيين وحقوق الانسان حيث تحدث عن الاهمية الاستراتيجية لاسقاط الحكومة السورية والمتمثلة بتحقيق الخسارة للمقاومة الوطنية اللبنانية وايران وروسيا.
بدوره انتقد الكاتب عبد الاله بلقزيز طريقة تعاطي مجلس الامن الدولي مع الازمة في سورية ونسيانه تماما القضية الفلسطينية.
وقال الكاتب في مقال بصحيفة الخليج الاماراتية ان الذين صحت ضمائرهم في مجلس الامن هم من يغطون على مأساة تجري وقائعها كل يوم منذ ثلثي قرن ويطمسونها بتجاهل حقوق الضحية ودمه المسفوك وبالتستر على الجلاد وحمايته من العقاب في مجلس الامن نفسه مشيرا إلى ان موقفهم الاخلاقي ضعيف ومعدوم بسبب موقفهم المخزي من قضية فلسطين ويفقد سياساتهم تجاه منطقتنا كل شرعية.
وأضاف بلقزيز ان سيرة مجلس الامن في اعتناق عقيدة المعايير المزدوجة وحمايته المستمرة للقتلة والمجرمين في الدولة الصهيونية واباحته القتل الجماعي في العراق وأفغانستان تؤكد بأنه بمعزل عن الاخلاق والمبادئ وبأن سياساته التي يسيطر الغرب الامبريالي على قرارها مدفوعة بمنطق المصالح لا بمنطق المبادئ.