من مأزق متى وكيف تخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي, فيما تمضي بروكسل في خططها للمصادقة على الاتفاق, في وقت يدرس قادة الاتحاد طلب التأجيل الذي أرسله جونسون.
حيث اجتمعت الحكومة البريطانية أمس في مسعى جديد للحصول على دعم البرلمان لاتفاق بريكست الذي تم التوصل إليه مع الاتحاد الأوروبي, بعد فشل محاولة أولى وإخراج البلاد من الاتحاد الأوروبي في نهاية الشهر, وسط مساعي المعارضة عرقلة خططها, على الرغم من أن الإجراء قد لا يكون إجراء صحيحا برلمانيا، وستطرح الحكومة هذا الأسبوع التشريعات المحلية اللازمة لتنفيذ اتفاق الطلاق.
وقال الوزير مايكل غوف أقرب مساعدي جونسون: إذا نجحنا في الحصول على التشريع, فلن يكون هناك تمديد, سيكون موعد 31 تشرين الأول في المتناول. وتابع أنه من الخطر افتراض أن قادة الاتحاد سوف يوافقون على تمديد موعد «بريكست».
وأفاد وزير الخارجية دومينيك راب لـ «بي بي سي» أنه استنادا إلى محادثاته مع العواصم الأوروبية الأخرى «لقد سئموا من هذا الآن, ونحن سئمنا منه»، بعد أكثر من ثلاث سنوات من التصويت على بريكست.
من جهته قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إنه يأمل أن يصوت النواب البريطانيون على المضي نحو خروج منظم من الاتحاد الأوروبي، مضيفا أن بإمكانه تصور تأجيل قصير للانفصال إذا احتاجت لندن وقتا لتمرير تشريع.
وأضاف ماس في تصريحات في برلين: آمل أن يتمكن المجلس الأدنى للبرلمان البريطاني، انطلاقا من المسؤولية اللازمة من اتخاذ قرار بهذا الشأن وأن نصبح استنادا لهذا القرار في وضع يمكننا من تحقيق خروج منظم لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وتابع قائلا: إذا واجهت بريطانيا مشكلات في المصادقة على الاتفاق فإنني لن استبعد تأجيلا قصيرا لأسباب فنية.
من جهتها وصفت المعارضة العمالية الاتفاق الذي توصل إليه جونسون بأنه «خيانة» وصوتت للتأجيل.
ورغم ذلك ألمحت شخصيات بارزة أول أمس إلى أن حزب العمال قد يسمح بتمريره رهنا بالتعديلات, بما في ذلك إجراء استفتاء ثان يتضمن وضع الاتفاق في مقابل البقاء في الاتحاد الأوروبي.
بدورها تمضي بروكسل في خططها للمصادقة على الاتفاق فيما يدرس قادة الاتحاد طلب التأجيل الذي أرسله جونسون, والتقى سفراء ومسؤولون كبار في الاتحاد أول أمس.
وصرح دبلوماسي أوروبي فضل عدم ذكر اسمه لـ»فرانس برس»: أن الاتحاد الأوروبي يبقي كافة الخيارات متاحة, وسيمضي في هذه الاستراتيجية إلى أن يتضح الأمر على الجانب البريطاني.
وكانت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية أوردت أول أمس أن الاتحاد الأوروبي سيرجئ «بريكست» حتى شباط المقبل إذا أخفق جونسون في تمرير صفقته في البرلمان هذا الأسبوع.
ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية قولها إن هذا الموعد يمكن تبديله، أي أن بريطانيا يمكن أن تغادر الاتحاد قبل الموعد المذكور في 1 أو 15 من تشرين الثاني أو كانون أول أو كانون الثاني، إذا صادق البرلمان على الصفقة قبل انتهاء فترة التمديد.
إلى ذلك ارتفع سعر صرف الجنيه الاسترليني أمس 1.30 مقابل الدولار في ارتفاع هو الأعلى في خمسة أشهر، لكن عدم تبني أي اتفاق يثير قلق الأوساط الاقتصادية التي تخشى حصول فوضى على الحدود ونقصا في المواد الغذائية والأدوية وارتفاعا في الأسعار وحتى ركودا.