عن الأرصاد الجوية في سورية وما عانته من جراء الحرب ،وما وصلت إليه اليوم يقول الأستاذ رضوان الأحمد مدير الرصد الجوي للتنبؤات ورئيس مركز التنبؤ :إن مديرية الرصد الجوي تعد العماد الأساسي في المديرية العامة للأرصاد الجوية التي تتفرع لعدة مديريات منها مديرية المناخ ،ومديرية الرصد الجوي، ومديرية الشؤون الفنية ،بالإضافة الى مديريات أخرى هي مديريات إدارية .
أما بخصوص العمل في مديرية الرصد الجوي فإنه لا يتوقف فقط على إصدار النشرات اليومية إنما هو رصد لتطور التنبؤات لتصبح تنبؤات اسبوعية و شهرية وفصلية ،وقد أصدرت المديرية العامة للأرصاد الجوية في الجمهورية العربية السورية لأول مرة تنبؤات فصلية عن فصل الخريف بوصف هذا الخريف بأنه خريف دافئ معتدل مع أمطار حول المعدل ،أو يمكن القول أن الامطار موزعة خلال أشهر فصل الخريف الثلاثة و تكون خلال الشهر العاشر متمركزة على المناطق الساحلية وفي نهايته،كما تكون الأمطار متفرقة ودرجات الحرارة أعلى من معدلاتها ،ويوصف هذا الخريف بأنه دافئ كذلك الأمر بالنسبة للشهر الثاني من فصل الخريف وهو تشرين الثاني تكون درجة حرارته قريبة من معدلاتها أيضا الأمطار تكون أكثر من شهر تشرين الأول بالإضافة الى منخفضين فوق مناطق متفرقة من البلاد ،وتكون درجات الحرارة حول معدلاتها او أعلى بقليل،وحسب التنبؤات المتوفرة لدينا فإن شهر كانون الأول أيضا تكون فيه درجات الحرارة بالعموم حول المعدل أو أعلى بقليل والأمطار قليلة جدا وهي متمركزة على المناطق الساحلية ، وهذه النشرة هي فكرة توضيحية عن فصل الخريف .
ومع التطور الكبير والنقلة النوعية الكبيرة بعلم الأرصاد الجوية و تطور علم الأقمار الصناعية والتنبؤات العددية التي لها دور كبير بتطور هذا العلم التي كانت بالفترات الماضية هي عبارة عن طرق كلاسيكية تتم بأخذ القياسات في كل دول العالم بنفس التوقيت ثم ترسل الى المراكز الإقليمية ومن ثم الى المركز العالمي،مثلا المركز الأوروبي بعدها تعاد إلى كل دول العالم بقياسات لكل المحطات ثم يتم وضع هذه المعلومات على خرائط عادية فتقوم بالتحليل بطريقة كلاسيكية ليتم التنبؤ عندنا بالطرق الاستقرائية وكانت هناك نسبة عالية من الخطأ خاصة بعد مرور 48 ساعة من مرور هذه المعلومات بسبب ضعف الامكانيات والطرق الاستقرائية المتبعة والتي تعد بسيطة جدا .
لكن مع بداية هذا القرن أي مع بداية عام الألفين تطور علم الأرصاد الجوية بتطور التنبؤات العددية ليعود مع بداية 2010 ويتطور بشكل جلي خاصة مع ظهور موديلات هي من أقوى الموديلات العددية ونذكر مثال على هذه الموديلات (إيتا موديل)هو من أقوى الموديلات العددية تقوم بتحليل هذه البيانات ورسم خطوط بيانية لها ،وتعطينا بيانات لعشرة أيام للحد الأدنى بموثوقية عالية جدا يعني ثلاثة أيام الأولى تصل صدقيتها وصحتها الى أكثر من 95 بالمئة.
ويبين الأحمد أنه مع تقدم الفترة تزيد عملية الارتياب وعدم الدقة لكنه في العشرة أيام الأولى تثبت صحتها أكثر من 50 الى 60 بالمئة خاصة بالنسبة لدرجات الحرارة والأمطار والعواصف الثلجية أو المطرية.
ويؤكد الأحمد أن علم الأرصاد الجوية هو علم حقيقي مبني على مجموعة من حلول المعادلات والبرمجيات ولا يعتمد على الإطلاق لا على الغيبيات ولا التنجيم وهو علم يدرس بالجامعات السورية والعالمية ويتم اعتماد هذه المعلومات والنماذج
لكي نحصل على منتوجات أقرب الى الدقة مع الأخذ بعين الاعتبار المعلومات المحلية لكل دولة على حدة بالتالي نحصل على تنبؤات ساعية او يومية أو شهرية.
وهي التي توضح توضع المنخفضات والمرتفعات بدقة عالية ،ويعد حل المعادلات البرمجيات أسهل بكثير من الطرق اليدوية التي هي استقرائية قد ينتج عنها خطأ بالمجرب أو بالقياس،وتعد المعلومات الحالية مع وجود دراسات احصائية سابقة ووصف عام للمناخ ودراسات عددية متطورة واعتماد هذه الموديلات أصبحت الأمور أكثر دقة وأصبح هناك عدة مراكز بديلة تقوم بدراسة الأوضاع الجوية على سبيل المثال المركز الأوروبي والكوري وهو يرسل بيانات ذات وثوقية عالية ونحن بسورية نتبع للإقليم السادس وهو مركز يتبع أوروبا وذلك بسبب قرب طقس سورية من طقس أوروبا .
طورنا موضوع الضباب
هاشم شربا متنبئ جوي وحدة التنبؤات العددية يقول إن لدينا تجربة نحاول تطويرها يكون لها تطبيق بشكل واقعي بالفترات القادمة بموديل (إيتا) بإضافة بعض التطبيقات مثلا موضوع الضباب غير موجود بالنسخة الأصلية نحن طورناه بمجهودنا الشخصي بالمديرية العامة للأرصاد الجوية لكي نصل لتوصيف أفضل للأحوال الجوية بمنطقتنا .
نحن بدأنا بتنبؤاتنا العددية بشقيها القصيرة والطويلة وأصبحنا فيها جيدين ويتم الاستفادة منها بنشراتنا الجوية بالنسبة الى الطويلة لدينا تجربة نحاول أن نطورها بشكل واقعي أكثر بالفترات القادمة.
وهي تنقسم الى عدة أقسام من ضمنها المدى القصير والتي نعرف من خلالها حالات الجو لعدة ايام قادمة وتكون نسبة الموثوقية عالية لأننا ندرس نقاطاً معينة تعطينا درجات حرارة خلال فترة قريبة ،بالتالي نحن نطور الحالة الجوية من خلال البرامج الحاسوبية لتعطينا توقعاً للحالة القادمة أي خلال عدة أيام قادمة وهي توصف فيها بشكل نقطي وموثوقيتها عالية جدا تصل 95بالمئة.
أيضا هناك أنواع أخرى من التنبؤات العددية منها التنبؤات الممدة وهي الموسمية والمناخية الموسمية هي تصف الحالة الجوية بشكل عام من خلال توصيف الوضع الفلكي ودرجة حرارة المحيطات والرطوبة في التربة بالتالي هذا يؤدي الى تنبؤات تمتد الى فترة أطول لكن بموثوقية اقل تصل الى 60الى 70 بالمئة وتوصف الحالة العامة دون تخصيص مناطق.
وأخيرا بين الاستاذ الأحمد أن بلاد الشام تعد من المناطق الصعبة بالتنبؤ الجوي وذلك لتعرضها لكافة الظواهر الجوية وفصولها الأربعة سواء كان غبار ضباب، منخفضات قطبية حرارية بأنواعها،لذلك نحن نتنبأ بالظواهر الجوية بالعالم والفصول الانتقالية التي تتنوع فيها التنبؤات اكثر من غيرها.
ولفت أنه بسبب الحرب تأخرنا بعض الشيء من حيث التجهيزات وعدم وجود تقنية تواكب تطور العلم بسبب الحرب الحالية والحصار الاقتصادي ..لكن المديرية العامة للأرصاد الجوية من القطاعات التي استطاعت تصبر وتصمد خلال الحرب،وكانت تصدر نشراتها الجوية لكل القطاعات العسكرية والاقتصادية وغيرها وسنبقى مستمرين في السعي الى التطور والتقدم المتواصل .