هكذا هو الفنان علي حسين ابن مدينة حلب الذي أقام معرضه تحت عنوان (حُلم) في صالة ألف نون للفنون والروحانيات ليسكب إبداعه ضمن عدد من اللوحات المتنوعة واللافتة في مضمونها وألوانها وروحها.
حُلم... لم يتردد لحظة واحدة في تسمية معرضه الذي انجز أغلب اعماله في أحلك الظروف وأقساها, والتي كانت بعيدة كل البعد عن الحلم والرومانسية التي تعيشه شخوص أعماله, ولذلك كان لابد من وسيلة للدفاع عن الروح التي كسرتها الأحداث المؤلمة, ولكي يستطيع أن يعود لفرشاته وألوانه كانت ذاكرته هي السبيل الوحيد للخروج من هذا الواقع, يكفي أن يغمض عينيه ليعود لعشرات السنين إلى الوراء طفلاً يحمل مذياعه الصغير, ويصعد إلى سطح بيته القديم في عتمة ليل صيفي جميل, ويستلقي على بساط قديم افقدته الشمس ألوانه, ليتأمل السماء والنجوم وتلك الزرقة التي لم تفارق مخيلته وهو يبحث في المذياع عن صوت فيروز وعبد الحليم.
حُلم: الموضوع الذي استحوذ على أغلب أعماله ومنذ سنين طويلة جداً, هو ليس مجرد حالة رومانسية عابرة عاشها خلال إنجاز أعماله وحسب, بل هو حالة مشبعة بذاكرة المكان وتفاصيله, تلك الذاكرة التي تنجّيه من حالات السأم والألم والحزن.
د.بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية قالت في تصريح لها حول المعرض: بكل هذه الألوان الضّاجة بالحلم والحياة والأمل, والتي تعبر عن ذوقه ومحبته أن المرأة جزء جميل من هذه الحياة, الفنان علي حسين هو يمثل حصيلة تراث ثقافي وروحي يتحدى الزمان والمكان ويتجاوزهما, ويزرع للأجيال القادمة حلماً جميلاً, أننا نحن باقون ومنتجون ولا أحد يستطيع أن يقتلعنا من هذه الارض الطيبة.
بدوره الفنان علي حسين اكد أن الايقونة بالنسبة له شيء مقدس وجميل, وأن مهمة الفنان الحقيقي رسم الصورة الجميلة عن هذه الحياة التي فيها الفرح والأمل والجمال.
وأشار حسين بأنه تناول موضوع الحُلم بغزارة ومنذ زمن بعيد, هذا الحلم الذي له علاقة بطفولته.. وهذه الصورة ظلت في ذاكرته حتى اليوم... مبيناً أنه يميل إلى اللونين الأزرق والأحمر فهما من الألوان الأساسية في عمله, ولهما علاقة خاصة بتجربته الفنية...
وقال الفنان حسين: أنا أرسم المرأة بسحرها وجمالها غير مرتبطة بمكان أو زمان, لوحتي بعيدة عن الأجواء المغلقة, بل هي بالتكوين المفتوح, والعناصر في الفضاء الطلق..
الفنان بديع جحجاح قال: لطالما كان العبور حالة انتقال من ضفة إلى أخرى, يسبقها قرار واع أحياناً أو غير واع للولوج إلى عالم حيث التجارب على جنبات طرق ممتلئة بثمار المعرفة, مثل المصادفات غير المتوقعة, والأخيلة المنثورة كغبار الذاكرة والأحلام المتبادلة التي تنمو مع كل ولادة يوم جديد, شمسه أكثر حرارة وأكثر حميمية وأوضح رؤية.
وأضاف: الحلم عند علي حلم ملون, وكأننا داخل كنيسة أو جامع, أهم مافي اعماله المختلفة المقاسات, فهي تأخذك إلى فكرة أن هذا البلد هو عظيم وساحر وحضاري, وبالتالي علينا أن نعمل سوياً على الإنسان السوري, وعلى قيمنا, بعيداً عن هذه الهجمة الشرسة التي وصلت إلينا وذهبت إلى غير رجعة.
مجرد حُلم لكنه يساوي لوحة تختزن حياة كاملة.
ammaralnameh@hotmail.com