ولاسيما بين الأميركي والتركي، بعد انغماس الطرفين في وهم الطموحات والأحلام والمشاريع الاستعمارية.
فالمتابع لصيرورة الأحداث خلال الساعات والأيام القليلة الماضية يلحظ ويلمس على الفور ذلك التوازع الوظيفي للأدوار بين تلك الأطراف، وهذا برغم التصريحات الاستعراضية من ترامب وأردوغان والتي يراد بها تعمية وتغطية الحقائق على الأرض، ولعل مواصلة النظام التركي عدوانه على الأراضي السورية واحتلاله مزيداً من القرى والبلدات والتي كان آخرها مدينة رأس العين برغم الاتفاق المزعوم مع الولايات المتحدة الأميركية على تعليق العدوان مدة 120 ساعة، يؤكد حقيقة هذا الترابط اللا محدود بين واشنطن وأنقرة من أجل تحقيق أهدافهما ، خاصة إقامة ما يسمى بالمنطقة الآمنة التي تحقق على المدى البعيد أهداف وغايات الطرفين.
يبقى اللافت على الأرض هو ذلك التقدم المُطّرد للجيش العربي السوري ومواجهته للعدوان التركي - الأميركي بكل بسالة وإصرار على محاربة الإرهاب وتطهير وتحرير كل شبر من تراب هذا الوطن من كل المعتدين والطامعين، وبعيداً عن كل الاتفاقات والمشاريع الاستعمارية، وهذا بحد ذاته يوجه رسالة حاسمة إلى تلك الأطراف بأن دمشق ماضية في طريق محاربة الإرهاب حتى الوصول إلى نهايته، وهي بالتالي غير معنية بكل ما هو خارج السياق التاريخي لإرادة وكرامة ووحدة السوريين الذين لطالما أثبتوا أنهم أقوى من كل الغزاة والمستعمرين.
ما هو مؤكد أن أردوغان في عدوانه على سورية قد أغرق نفسه أكثر وأكثر في أوهام طموحاته وحماقاته التي ما يزال الأميركي يدفعه إليها عنوة، ليس لإغراقه أكثر، بل لأنها تحقق جزءا كبيراً من الأهداف الإستراتيجية الأميركية في المنطقة.