وهذا يثبت مجدداً أن أميركا، توغلت داخل الأراضي السورية كقوة احتلال غاشمة، ولا يمكن أن نجد لها توصيفاً آخر غير ذلك، وأنها اقترفت كل ما اقترفته من اعتداءات وجرائم آثمة، وكان هدفها محصوراً فقط في نقطة واحدة، وهي سرقة الموارد النفطية والغازية السورية سواء بطريقة مباشرة، أم عن طريق مرتزقتها الإرهابية في الميدان.
(قواتنا ستبقى في قرى محاذية لآبار النفط في شمال شرق سورية لحمايتها).. هذا ما قاله إسبر صراحة متناسياً أنه بكلامه هذا يعري إدارة بلاده وتحالفها الاستعراضي، فهل يتذاكى الأميركي بتصريحاته هذه؟، وعلى من يتذاكى، وهو المكشوف سلفاً مهما تلطى ببراقع إنسانية وتباكى كذباً ونفاقاً على السوريين؟! والأهم أن هذه الآبار هي آبار سورية ومهمة حمايتها منوطة فقط بالجيش العربي السوري، وليس لأي جهة كانت، أي حق، أو أي شرعية في التواجد بالقرب منها، فالغزاة وبيادقهم الإرهابية سيجبرون على الانسحاب عاجلاً أم آجلاً.
ولنا هنا أن نسأل الأميركي، من هو بحاجة حقاً لحمايته المأجورة، هل هي آبار النفط السورية؟، أم مرتزقته على الأرض، وهي التي لطالما كانت عينه الساهرة، وذراعه النهبوي في المنطقة، والتي هيأت الذريعة اليوم لعدوان تركي سافر، لم يتوان نظام أردوغان عن استخدام الأسلحة المحرمة دولياً، ومنها الفوسفور بهدف تحقيق أطماعه التوسعية، ولم يستثنِ طفلاً أو امرأة أو حتى كهلاً، بمباركة من ترامب شخصياً، كيف لا وخطوط الاتصالات الساخنة لا تزال قائمة بين الطرفين رغم كل ما يثار عن حدوث تصادم تركي أميركي بينما هو في الواقع قد يكون تراجعاً أميركياً لصالح توغل تركي لاستكمال ما تم الاتفاق عليه سابقاً من (المنطقة الآمنة) المزعومة.
ثم ألم يسأم الأميركي بعد من مسمار جحا الداعشي؟، واتخاذه فزاعة يسوغ فيها بقاءه في الشمال الشرقي، وتحديداً قرب حقول النفط؟، أوليس داعش أداته الإرهابية، ومنتجه التكفيري؟، أوليس هو من صنعه في مختبراته البنتاغونية؟، والأهم أوليس هو من يقوم خوفاً على دواعشه بإجلائهم من السجون، أو حتى من الأماكن التي يحاصرهم فيها بواسل جيشنا العربي السوري بمروحياته العسكرية إلى العراق، وإلى أماكن أخرى ليكونوا قنابله الموقوتة يفجرها أينما شاء، وفي التوقيت الذي يناسبه؟