والتأخر في إنجاز بعض المشاريع، تبدو الحاجة ماسة للبحث عن وسيلة لردم الهوة بين الطلب الكبير والنقص المتزايد، والذي وصل حد العطش الذي عانت منه معظم القرى والأرياف خلال الصيف، وانطلاقاً من هذا الواقع ومع حلول فصل الشتاء يجب الاستفادة من تقنية حصاد مياه الأمطار وتجميعها واستغلالها كمصدر أساسي لدعم مخزون الموارد المائية السطحية والجوفية ولا سيما في ظل التقلبات المناخية التي يشهدها العالم.
لدينا في سورية هطلات مطرية سنوية تكاد تكون جيدة ويجب أن يكون لدينا إمكانيات لتأمين موارد مائية إضافية باستخدام هذه التقنية، حيث يتم استغلال جزء بسيط فقط على نحو فعال. وتتم خسارة الأجزاء المتبقية من خلال التبخر والتسرب والجريان السطحي نحو البحر. ولو تم جمع المياه في المناطق الريفية بالشكل الأمثل لكنا قد وفرنا ملايين الأمتار المكعبة التي تبدأ من وصول الأمطار إلـى أسطح المباني أو الأراضي وحتى مرحلة الجريان للمياه في شكل سيول أو بتحويل جزئي لتصريف الأودية والأنهار أو حجز مياه النهر أو الوادي عن طريق بناء سد في مجراه أو منـشآت تحويليـة بهدف التخزين والاستفادة من هذه المياه في أوقات انعدام هطل الأمطار أو أوقات الجفاف.
إدارة الموارد المائية تمثل حجر الزاوية في تأمين الأمن الغذائي وتوفير الاحتياجات المائية وتحسين الواقع الزراعي وتوسيع رقعة الأراضي المروية وتشجيع السياحة البيئية وتنمية الثروة الحيوانية، وتأمين مياه الشرب والري للمناطق السكنية، الأمر الذي يتطلب التوجه لإنشاء السدات المائية، والأهم منه الاختيار السليم والمدروس للمواقع الصحيحة لإنشائها وعدم إقامتها بشكل عشوائي كما يحصل حالياً، والتركيز على تحقيق الاستفادة القصوى من بنائها اقتصادياً واجتماعياً وبيئياً واستثمارها في توليد الكهرباء وفي السياحية، وتحسين إنتاجية المحاصيل الزراعية وتوفير مياه إضافية بتكلفة قليلة وتأمين حاجة الإنسان منها. كذلك يجب التأكيد على إعادة تأهيل مشاريع الري القائمة لرفع كفاءتها المائية والإنتاجية، ومعاودة تنفيذ الخطة الوطنية لاستكمال محطات المعالجة التي كانت مقررة في العديد من المواقع وفي جميع المحافظات.