تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الطاقــة الخـــلّاقة

آراء
الأربعاء 29-7-2009م
أحمد عرابي بعاج

العمل الجاد متعة لدى المبدعين وذلك لقوة الشعور لديهم بإنجاز شيء ما حتى يغيروا أنفسهم وينزعوا الاعتراف من المجتمع بجهودهم ومكانتهم ، فضلاً عن تحقيق الأهداف المرجوة في عملهم، وهنا ربما كانت أبرز مظاهر الإبداع الخلاقة.

لذلك كانت أهمية الرعاية والتحفيز ، لأن الفرد المبدع عصامي يعتمد على قدراته وكفاءته في تحقيق النجاحات ، لا عظامياً يعيش على عظمة الآخرين ويستفيد من جهودهم، ولذلك بات من حقه الرعاية لكي يبدع وينتج.‏

ولو حاولنا التعرف على الكوادر المبدعة والمتميزة لوجدناها كثيرة في كل قطاع من قطاعات العمل وفي مختلف الاختصاصات.‏

والجهات الرسمية المعنية بهذا الجانب من المؤكد أن لديها معلومات وافية عن تلك الطاقات الفاعلة التي تبذل وقتها وجهدها في سبيل تطوير عملها، وما تقوم به من عمل خير دليل على ما نقوله؟‏

أما الجهات التي من المفترض أن تدعم تلك الكوادر وتعمل على تطويرها وصقلها حتى ينعكس إيجاباً على أرض الواقع في مختلف القطاعات، إذا لم تقم بهذا الأمر فهي مقصرة حتماً، فكيف إذا قوبلت تلك الطاقات والكفاءات بالتجاهل والتهميش ومحاولات الإحباط وبوجوه مكفهرة وعابسة ومستخفة بها، في الوقت الذي يعترف بها أهل الاختصاص؟.‏

في الغالب فإن المبدعين يتسمون بالصدق والبحث عن الحقيقة، فيرفضون مواراتها، وتجاوزها فقد ينتقدون المستويات الأعلى إذا وجدوا خللاً في أدائهم أو سلوكهم ، كما يطرحون البدائل الإيجابية ويساهمون فيها.‏

فلا يكتفون بالنقد لمجرد النقد بلا تفاعل ومشاركة في تحسين الأوضاع ، كما لا يبطنون شيئاًَ ويظهرون خلافه، لأن هذه الصفات تنشأ من النقص ومن العجز وهذا أمر يتنافى مع الإبداع.‏

إن الأزمات لا تعود على المبدعين بالإحباط أو الشعور بالفشل والنقص في أغلب الأحيان، على عكس الكثير من الأفراد الذين تصيبهم الأزمات بالتراجع والنكوص إلى الوراء أو الشعور الشديد بالإحباط ، فينهزمون في ذواتهم أولاً ثم أمام خصوصمهم ومنافسيهم ثانياً.‏

بينما التطلع إلى الإصلاح وتغيير الأوضاع يفجر طاقات المبدعين فتجعلهم أكثر تفكيراً وتخطيطاً للمعالجة لذا فإنهم يشعرون وكأنهم المسؤولون عن حل المشكلات، حتى ولو استلزم ذلك خسارة لهم فإنهم سيكونون مساهمين حقيقيين في إيجاد الحلول.‏

إن الشخصيات المبدعة تنظر إلى الزمن كمورد إنتاجي يجب استثماره في تحقيق المزيد من العمل وتنظر إلى الأمام بالسبق والتقدم ولا تجعل للماضي أو الحاضر قيوداً عليها، إذ أن بعض الأفراد يعيش في قيود الماضي وأزماته، وآخرون يعيشون في قيود الحاضر وأزماته فينشغلون في هموم اليوم متناسين آمال الغد، وهذا خطأ كبير يعود عليهم بالفشل في نهاية المطاف.‏

إن مجمل هذه الصفات وغيرها هي التي تصوغ الشخصية الخلاقة والمبدعة القادرة على المساهمة والرقي، ولعل شخصاً واحداً مبدعاً ينفع مؤسسته ويساهم مساهمة فعالة في إيصالها إلى النجاح أفضل من عشرات الأفراد الهامشيين المنشغلين بتوافه الأمور.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية