تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رداً على ماورد في صفحة فضائيات عن « علامة فارقة »

فضائيات
الأربعاء 29-7-2009م
السيد رئيس تحرير جريدة الثورة...

أعرف أن المساحة التي يقرأ الناس سطوري عليها الآن، كانت في السابق مسرحاً جمع على خشبته كلاً من سعد الله ونوس وزكريا تامر ومحمود السيد وأدونيس وممدوح عدوان وغيرهم...‏

أعني صفحات جريدة الثورة، فلا نقول عن محاورة بين اثنين (صفع أحدهما الآخر) ... ولايجوز أن نقول عن سؤال من نوع (لماذا غادرت العمل في التلفزيون السوري؟)‏

بأنه غير لائق! فماالذي لايليق في سؤال كهذا؟ هل سألت الرجل عن قصره أو طوله؟ هل سألته عن علاقاته الغرامية مع الاعتذار من المثال؟‏

على كل حال، لم أكتب حرفاً واحداً حتى اللحظة في الرد على ماكتب عن البرنامج هنا أو هناك، ولكن لأجعلها فرصة للكتابة سأختار الرد على (التحفة) التي نشرتموها على صفحة فضائيات..... فحين طلبت من الأستاذ الصواف أن يقوم بتقديم حلقة (علامة فارقة) كنت أعرف ما أفعل، ولم يكن عبثاً أن تقدم رجلاً خبيراً قديراً سابقاً عليك وقبل ظهورك الأول في الساعة التلفزيونية، وليس في هذا أي إساءة كما رأت كاتبتكم!‏

وحين سألت مروان صواف (لماذا غادر التلفزيون) كان الجواب حاضراً لدي، ولكنني أريد أن يسمعه الناس، وأريدهم أن يسمعوه من فم الرجل، وهو بأخلاقه الرفيعة، لم يكن يريد نبش الماضي، ولكنني ذكرته بأن أحداً، من الإدارات لم يطلب منه البقاء، وقتها، وهو التفريط الذي أردت الإشارة إليه، تفريط المسؤولين بالكوادر الإعلامية السورية، التي كررت عنها السؤال للصواف مرات ومرات، في الحلقة ذاتها، وذكرت الناس بأسماء تلك الكوادر في أنحاء العالم، فهل في هذا إساءة إلى الرجل؟‏

لم أكن أنا من استخدم مفردة (دبلوماسية) بل هو الصواف ذاته، وأنا تركت له الطريق كي يدافع عن فكرة هو مهتم بها سلفاً، ولم أخترعها، ولكنني وجهتها باتجاه أنه ربما بدبلوماسيته خسر مشروعه وبقاءه هنا، في بلاده، وهو نقاش يختلف عليه، ويدور من أيام آدم وولديه، وحتى اللحظة، في كل ثقافة وحضارة، فهناك من يدافع بسلمية وهناك من يدافع بشراسة، وهناك من لايفضل دخول معركة ما، حتى لو كلفه الأمر الانسحاب من أرض المعركة.‏

وحين وصفته بأنه يشبه (تجار البزورية) في تعامله مع مهنته، فالمصطلح الذي خففته لم يكن ميزان البهار فقط، ولكن (كناسة الدكان) وهو تعبير اشتهر في سوق العطارين في مصر وبلاد الشام، ويستعمل لوصف أغلى البرطمانات في دكان العطار، فهو خليط من كل شيء، وكان مقصدي من السؤال، لماذا تتعامل مع حرفتك - مهنتك .. سأضطر لتبسيط الأمور - لماذا تتعامل مع مهنتك بميزان البهار؟ أي لماذا لم تعمل على نقل مهاراتك لزملائك وتشع من حولك بالتأثير؟ كما فعل ويفعل كثيرون في هذا الحقل أو ذاك؟ لماذا أنت منغلق على ذاتك في عملك ؟ وهي أسئلة مشروعة جداً تتعلق بفهم التجربة.‏

تتحدث الكاتبة عن (دعم) للبرنامج، وتتحسر لو أن مروان صواف كان قد حصل عليه، ربما لما كان غادر التلفزيون ولاالبلد، ولاأعرف ماعلاقة الدعم بحوارنا؟ هل صنعت رعاية البرنامج علاقته مع الناس أم العلاقة الصحيحة مع المشاهدين هي التي أقنعت الراعي بدعم البرنامج؟ بل إن الرعاية زادت من ثقة الناس بمستوى البرنامج، وجعلت منه مشروعاً تشاركياً مابين الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، والقطاع الخاص، في سبيل تحقيق هدف وحيد ولكنه جليل (صورة سورية) من خلال شخوصها الذين صنعوا علامات فارقة في حياة الناس، والإشارة إلى رعاية المسؤولين للبرنامج، ليست مفهومة، فهل يجب أن يحارب المسؤولون برنامجاً كهذا؟ حتى تتكامل معادلات الفساد التي اعتاد عليها جمهورنا ؟ ويصبح الاعوجاج قانوناً؟‏

في هذا البرنامج ( علامة فارقة) ظهر حتى اللحظة، كل من الفنانين أحمد معلا والوزير رياض نعسان آغا وزير الثقافة، الذي نال نصيبه من الكلام الفارغ على هذه الصفحات بعد عرض الحلقة، ومن الكاتبة القديرة ذاتها، والفنان المثقف بسام كوسا، الذي فهم محرروكم أنني ماكان ينبغي أن أستفزه بالأسئلة، ولكنهم معجبون جداً بإجاباته! فهل كانت ستخرج تلك الإجابات دون هذا النوع من الأسئلة التي تحفز وتستفز، وهو صديقي على كل حال، ولم أنو إظهاره لأغلبه في حلبة مصارعة.‏

ظهر أيضاً الدكتور راتب الشلاح، وتحدثنا معه بلغة الاقتصاد المبسطة، وليست اللغة الاختصاصية التي ربما تعني المهتمين بها فقط، وظهر الموسيقار السوري القدير نوري اسكندر وتحدث عن السريانية والإرث الكبير الذي تتمتع به البلاد وتختلف عن سواها فيه، رائد الفضاء السوري اللواء محمد فارس، الذي لم يظهر على الشاشة طيلة اثنين وعشرين عاماً سوى في هذا البرنامج - وبرنامج آخر للأطفال! وكانت أسئلتي تتوجه إليه عن ذلك وعن المشروع الذي نتوقعه أو ننتظره من رائد الفضاء السوري الوحيد، وهي لاتقصده بل ليسمع الآخرون... ظهر الوزير عدنان عمران، وكان الحديث عن الفرصة الكبرى التي شهدها توليه حقيبة الإعلام، حين كانت سورية، تنفتح بتوجه الرئيس بشار الأسد ورغبته بتطوير الإعلام وبقية مفاصل الدولة، ولكن النتيجة كانت كما قلت في الحلقة وللرجل وجهاً لوجه (جئت شرطياً ولم تأت وزيراً للإعلام والشرطي لايفهم بالحوار بل بلغة العصا) ولم يغضب الوزير عمران، ولم يكن مستاء... واستمرت علاقتنا بخير، وباحترام وود كبيرين، لأن الهدف أكبر من مجرد الفقاقيع والإثارة... الهدف أن يرى الناس ويسمعوا أننا نحاول تحقيق الأفضل.‏

ظهر المخرج السوري نجدت أنزور ليقدم حضوراً مختلفاً ونوعياً، ومواد جديدة تعرض للمرة الأولى، والمخرج حاتم علي وكانت أفكاره متقدمة ومسؤولة وتبحث عن أفق واسع للعمل السوري، الفنان الملتزم سميح شقير، الذي سبقتنا قناة الجزيرة إلى الاهتمام به ونقل منجزه، ومحاورته حواراً يهم الناس، الفنان عابد عازرية بآرائه الاحترافية الحادة وبمشروعه العملاق الذي بدا في باريس أواخر الستينيات، الشاعر الكبير سليمان العيسى الذي قال لي بعد الحوار إنه لم يجر حوارات من هذا النوع من قبل، وكان سعيداً بما تداولناه معاً، الفنان فايز قزق، وقلقه الدائم وهاجسه الكبير بالحلم المسرحي السوري، الفنان عبد الناصر ونوس صاحب مشروع البوستر (الملصق) السياسي السوري المثير والمدهش والذي حصد جوائز عالمية تنقل الفكرة السورية وتتشرف بها، الفنان الأستاذ غياث الأخرس الذي تجنبت صفحتكم (فضائيات) الخوض في ماقاله وتركت المهمة لزاوية في الصفحة الثقافية، تحدث عن احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 وعن الإشكالات التي شابتها، وعن كيفية إدارتها.‏

الفنان إحسان عنتابي ومشروع معالجة ملف التلوث البصري في سورية، والمحور الثقافي لمدينة دمشق، وخانق الربوة، الدكتور أحمد عبد العزيز رئيس هيئة الاستثمار السورية والحديث عن خلق بيئة استثمارية واسعة وكبيرة في البلد، وخارطة استثمار لامثيل لها... المحامي الأستاذ هائل اليوسفي، وبرنامجه الشهير (حكم العدالة).‏

لافائدة من تعداد من استضافهم البرنامج، مادمتم تتناولون العمل من زاوية ضيقة، بينما نهدف إلى تحقيق أمور أخرى بعيدة كل البعد عن أن نقول هانحن نعمل وهانحن نقدم العبقرية!‏

أردت فقط أن أقول، إننا نعمل في هذا البلد الأمين، لنكون أمينين عليه، وعلى حجره وبشره، وليتكامل دور كل منا، في خدمة المشروع الأكبر، ولن يقدم لنا شيئاً التقاذف بالاتهامات.‏

عملنا المتواضع البسيط، يقصد إظهار صورة سورية المشرقة، من خلال شخصيات تميزت، ومن خلال ملفات حساسة، ومهمة، وخطرة، وحيوية، وهو ليس بلا عيوب بالتأكيد، فالكمال لصاحب العزة وحده، ولكنه محاولة... نحلم بأن تلفت انتباه أهلنا في الشارع السوري.‏

 إبراهيم الجبين‏

«لن نعلق على ما قاله الزميل ابراهيم الجبين إلا بتذكيره أن هذه الصفحة امتدحت أكثر من حلقة في برنامجه عندما كانت تستحق ؟ !»‏

تعليقات الزوار

مغترب سوري |  matearoxy@hotmail.com | 29/07/2009 10:18

السيد ابراهيم الجبين أنا شاهدت بعض الحلقات من برنامجك و بعد أن قرأت هذا المقال شعرت بالندم لعدم مشاهدتي لحلقات سابقة استضفت بها شخصيات فعلا صنعت علامات فارقة في تاريخ سورية كرائد الفضاء محمد فارس.....فعلا أسلوبك رائع في طرح الأسئلة و خصوصا عندما تسأل من موقع الخصم أو المنتقد حتى ولو كان سؤالك أو نقدك غير صحيح فغير صحيح لا يعني أنه غير منطقي ..للأسف تعودنا في حواراتنا على التلفزيون السوري على وجود طرف واحد فقط فالمحاور و الضيف يتبادلون نفس الآراء و خصوصا إذا كان مسؤولا في الدولة و كأننا نحضرهم لنمدحهم .... يا أخي علينا أن نتعلم و نفهم أن اختلاف الآراء ليس خلافا أو عداوة.... بالمناسبة الأمس حضرت لقاء مع وزير الكهرباء أجراه الإعلامي نضال زغبور فعلا كان موفقا نضال في حواره ...و بالنسبة لنقد صفحة فضائيات لك فأعتبرها جرعة حماسية لمتابعة برنامجك الرائع طالما أن نقدهم يتعلق بمحاور الحلقة و أسئلتها لا بمفهوم البرنامج ككل .....تحية لجريدة الثورة التي أثارت الموضوع لتظهر أهمية برنامجك و تحية أخرى لك سيد ابراهيم الجبين على البرنامج الرائع و نتمنى لك الاستمرار بتقديمه وشكرا

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية