هَذا رَسولُ الشِّعْرِ جاءَكِ زائِرا
إِنْ شِئْتِ، شَقَّ مِنَ الرياضِ صحائفاً
وأصابَ منْ أزهارهنَّ محابرا
وأذابَ ذراتِ الضياءِ قصائداً-
عدَّ النجومِ-لمعصميكِ أساورا
أسرفتِ في فتنِ الجمالِ، كأنما
تخذَ الجمالُ على ذراكِ منابرا
والنهرُ، روحُ العاشقينَ ودمعهمْ،
ملقى على قدميكِ يلهثُ خائرا
سالتْ جراحاتُ الهوى في صدرهِ
ليلاً، فقبَّلها النسيمُ محاذرا
لوْ كانَ يمكنها الربى، لتسابقتْ
لأعزِّها، تسعى إليكِ حواسرا
والسهلُ يحلمُ منذُ كانَ بزورةٍ
لبسَ الحُليَّ لها ندى وأزاهرا
وتقطَّعتْ خُصَلُ الحسانِ، ونُشِّرتْ
بدلَ الكرومِ على الّتلالِ غدائرا
يتمَّثلُ الأمسُ البعيدُ لخاطري
فأكادُ أرشفهُ لمَىً ومحاجرا
لبكيتهُ، لوْ كنتُ أملكُ أدمعاً
وعطفتهُ لوْ كنتُ أعطِفُ هاجرا