وقال بوتين في مقابلة مع صحيفة كوريير ديلا سيرا الإيطالية: أود أن أصرح بمنتهى الوضوح بأننا لم نتدخل ولا ننوي التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، أو أي دول أخرى. وهنا يكمن الفرق الأساسي بيننا وبين الولايات المتحدة وعدد من حلفائها الذين دعموا على سبيل المثال، الانقلاب في أوكرانيا في شباط عام 2014.
وأضاف: اتهام روسيا بالتدخل في الانتخابات الأميركية هو قمة العبثية، ومن المعروف للجميع أن هذه القضية لم تسفر عن شيء وانتهت بالفشل الذريع».
وأكد بوتين أن التوصل إلى اتفاقات ملموسة في مجال الحد من التسلح من شأنه أن يعزز الاستقرار الدولي، مشيرا إلى أن روسيا لديها الإرادة السياسية للقيام بهذا العمل والآن الأمر متروك للولايات المتحدة.
وأشار بوتين إلى أنه تحدث بشأن هذا الموضوع مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال لقائهما على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين التي عقدت مؤخرا في أوساكا باليابان.
ولفت بوتين إلى أن روسيا اقترحت في تشرين الأول الماضي على الولايات المتحدة تبني إعلان «عدم جواز الحرب النووية» والإقرار بعواقبها المدمرة لكن موسكو لم تتلق حتى الآن أي رد من واشنطن.
وفيما يتعلق بأوكرانيا أكد بوتين أن بلاده مستعدة لإقامة حوار بناء مع أوكرانيا إذا بدأ رئيسها الجديد فلاديمير زيلينسكي في الوفاء بوعوده الانتخابية.
وردا على سؤال بشأن مخاوف روسيا من توسع حلف شمال الأطلسي (ناتو) ومزاعم أوروبا الشرقية بشأن «المظاهر العدوانية المحتملة» لموسكو قال بوتين: للتغلب على الوضع غير الصحي الحالي في نظام الأمن العالمي من الضروري التخلي عن فلسفة الكتل، مؤكدا أن نظام الأمن العالمي ينبغي أن يكون موحدا وغير قابل للتجزئة.
وفيما إذا كان يفكر بالابتعاد عن السياسة بعد عام 2024 قال بوتين «من السابق لأوانه الحديث عن ذلك ولا يزال أمامنا خمس سنوات من العمل الشاق ومع هذه الديناميات السريعة التي نراها الآن في العالم من الصعب التنبؤ» مضيفا «الآن لدي ما أقوم به بالموقع الذي أنا فيه».
ومن المقرر أن يقوم الرئيس الروسي بزيارة إلى إيطاليا اليوم يجرى خلالها محادثات مع الرئيس سيرجيو ماتاريلا ورئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي ويلتقي بابا الفاتيكان البابا فرانسيس.
من جهته أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن المناخ السياسي الداخلي في الولايات المتحدة لا يحمل علامات تحسن كبير في العلاقات مع روسيا حيث يواصل بعض المسؤولين في الكونغرس ابتداع قضايا من شأنها أن تجعل من الصعب تحسين الأجواء بين موسكو وواشنطن وأن «هذه الحالة ستستمر على ما يبدو لاحقاً.
وقال ريابكوف في مقابلة مع صحيفة إزفيستيا الروسية نشرت أمس إن زملاءنا في حلف الناتو يتحدثون عن معاهدة الحد من الصواريخ متوسطة وقريبة المدى ويطلبون من روسيا القيام بخطوات معينة للحفاظ عليها… وهذا ليس أكثر من مجرد خدعة دعائية تهدف إلى تحميل روسيا بشكل مصطنع المسؤولية عن انهيار هذه المعاهدة، مشيراً إلى أنه لا يرى أي أفق لإعادة العمل بها بعد أن أطلقت الولايات المتحدة وثيقة إجراءات الخروج منها والتي ستصبح نافذة في الثاني من آب المقبل.
في الأثناء تظاهر عشرات الأشخاص أمام مقر إقامة السفير الأميركي في العاصمة الروسية موسكو احتجاجا على سياسة العقوبات التي تنتهجها واشنطن ضد معارضي سياساتها.
وأبلغ المتظاهرون وكالة تاس الروسية أنهم يمثلون مجلس العمل في شركة «غاز غروب» الروسية لتصنيع السيارات والتي تخضع لعقوبات أميركية.
ورفع المتظاهرون لافتات ضد العقوبات التي فرضتها واشنطن على عدد من الشركات الروسية مشددين على أن سياسة فرض العقوبات التي تنتهجها الولايات المتحدة إضافة إلى الضغط على الدول الأخرى تتناقض مع المبادئ المنصوص عليها في القانون الدولي.