التي بات الأعراب مهووسون بشطبها أكثر من مشغليهم لدى الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني، ويبدو أن شطب قرار العودة بات أمراً محسوماً بالنسبة لواشنطن وأجرائها من الأنظمة المستعربة.
وبحسب البيت الأبيض فإن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ستصدر قريباً جداً الخطوات التالية لـ«صفقة القرن»، حيث أعلن مهندس المؤامرة مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر أنه سيتم خلال الأسبوع القادم الإعلان عن الخطوات التالية في «الصفقة».
وقال كوشنر: سنعلن الأسبوع القادم عن الخطوات المقبلة وسنواصل المضي قدما وإذا وافق الفلسطينيون على التحدث معنا فإنهم سيجدون فرصة وإمكانية «لحل الصراع دون إضاعة الكثير من الوقت»على حد تعبيره.
وفي تصريحات للصحفيين خلال مؤتمر عبر الهاتف ألمح كوشنر أيضا إلى أن ما سماها خطة السلام الأمريكية قد تدعو إلى توطين دائم للاجئين الفلسطينيين في الأماكن التي يقيمون فيها بدلا من عودتهم إلى أراض أصبحت الآن للكيان الصهيوني وفق مزاعمه، ما يؤكد أن تلك الصفقة لن تترك شيئا للفلسطينيين، خاصة بعدما أكدت الإدارة الأميركية في وقت سابق أن القدس ستكون العاصمة الأبدية للكيان الصهيوني، وكل المستوطنات التي يقيمها الاحتلال في أراضي الضفة الغربية ستنضم للكيان الغاصب، فضلا عن أن كل ما يتصل بقضايا الأمن سيكون بيد حكومة العدو الصهيوني.
ولكن في المقابل فإن كل المؤشرات تؤكد بأن تلك الصفقة لن تمر، ولن يكتب لها النجاح في أي مرحلة من المراحل القادمة، وسبق لترامب أن أكد على هذا الأمر، بقوله إذا لم تتحقق الصفقة خلال فترة ولايته الرئاسية، فإنها لن تحصل أبدا، وهذا ما سيكون عليه الحال حتما، بفضل وقوف محور المقاومة بكل قوة في وجه تلك المؤامرة.
كما أن الفلسطينيين الذين أفشلوا ورشة البحرين برفضهم حضورها لأنهم رأوا فيها إعادة إنتاج لوعد بلفور المشؤوم وتكريسا للاحتلال الإسرائيلي لأرضهم وسلب حقوقهم يؤكدون أن مصير «صفقة القرن» برمتها هو الفشل، وأن ما يطرحه كوشنر بالتعاون مع أنظمة الخليج ليس سوى أوهام سيبددها الشعب الفلسطيني بصموده وتمسكه بحقوقه وفي مقدمتها حق العودة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم أشار في هذا الصدد بتصريح لمراسل سانا إلى أن تحويل القضية الفلسطينية إلى قضية اقتصادية مرفوض بالمطلق من الشعب الفلسطيني الذي لن يقايض قضيته بكل أموال الدنيا، لافتا إلى أن الإدارة الأميركية التي تتحدث عن إقامة «مشاريع تنموية» للشعب الفلسطيني هي من قطعت المساعدات عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا وعن المستشفيات الفلسطينية فكيف يستوي حديثها عن التنمية.
من جهته أكد طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أنه لا تنمية اقتصادية بوجود الاحتلال والاستيطان وعمليات التهويد والحصار وتجريف المصانع وكل ما يتحدث عنه كوشنر أوهام غير قابلة للتطبيق، مشيرا إلى أن الإدارة الأميركية تعتقد أن بإمكانها مقايضة حقوق الشعب الفلسطيني بالأموال وهذا لن يتحقق بفضل صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته المخططات الصهيو أمريكية.
القيادي في المبادرة الوطنية الفلسطينية نبيل ذياب أوضح أن الإدارة الأميركية منحازة وشريكة للاحتلال في عدوانه على الشعب الفلسطيني وتعمل على تصفية قضيته من خلال نقل سفارتها إلى القدس وتشجيع الاستيطان وعمليات التهويد وقطع المساعدات عن الأونروا مؤكدا أن الشعب الفلسطيني سيواصل الكفاح والنضال من أجل انتزاع حقوقه وعلى رأسها حق تقرير المصير.
عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مريم أبو دقة بينت بدورها أن الهدف من صفقة القرن تشجيع التطبيع مع الاحتلال ونشر أوهام عن مشروعات اقتصادية من المستحيل أن تتحقق بوجود الاحتلال لافتة إلى أن ما يروج له كوشنر هو الأفكار ذاتها التي يطرحها الاحتلال تحت مسمى «السلام الاقتصادي» ومشددة على أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بمخططات التصفية لقضيته وسيواصل مقاومة كل المخططات التصفوية.