أسواق الضيعة
اقتصاد الجمعة 5-7-2019 هناء ديب في كل مرة أشاهد كما الكثيرين انتشار العديد من السيدات والرجال بمناطق مختلفة في دمشق يضعون منذ ساعات الصباح الباكر على أرصفة الطريق في مناطق وأحياء اعتادوا على مدى سنوات الحضور إليها منذ سنوات منتجاتهم المختلفة حسب ما تجود به أراضيهم، وإنتاج مواشيهم من أغنام وأبقار ودجاج.
استغربت استمرار الفوضى وعدم التنظيم لأعمال هذه الشرائح من قبل الجهات المعنية، وإبقاء الأرصفة التي يفترض أن تكون للمشاة أماكن لعرض وبيع منتجاتهم، ورغم حالات التشدد التي تمارس بين فترة وأخرى بحق هؤلاء المزارعين من قبل محافظة دمشق لجهة مصادرة المواد ومنعهم من البيع لأيام، ولكن ما يلبث الوضع أن يعود لسابق عهده مع إصرار المزارعين على تصريف إنتاجهم دون وسيط لتحقيق ربح لا شك أنهم يستحقونه خاصة مع تزايد إقبال الناس على منتجاتهم، حيث بات سكان دمشق كما غيرهم بالمدن الأخرى في مختلف المحافظات السورية ينتظرون قدومهم لتأمين احتياجاتهم من المنتجات الزراعية من خضار وفواكه وحشائش وأجبان وألبان وغيرها الكثير من المواد المطلوبة، حتى وإن كان بعضها أعلى سعراً من تلك المتداولة بالسوق لا سيما مع ترداد الباعة لعبارات أن هذه الخضار والفواكه مروية بمياه نظيفة.
ومع تزايد أعداد المزارعين وتنوع معروضاتهم وإقبال المستهلكين عليها بات الأمر يتطلب تدخل الجهات المعنية لإنهاء لعبة القط والفار بين هؤلاء المزارعين وعناصر الرقابة في محافظة دمشق وغيرها، والعمل على إيجاد أماكن تحددها المحافظة بعد تهيئة البيئة التحتية اللازمة لها لتضم كل المزارعين الراغبين ببيع منتجاتهم للمستهلك بشكل مباشر، وهذه الفكرة ليست جديدة إذ سبق طرحها قبل سنوات تحت مسمى أسواق الضيعة إلا أنها نسيت ووضعت في الأدراج رغم أهمية ترجمتها فعلياً على أرض الواقع لما تحققه من فائدة كبيرة، وآن الأوان كي تعيد محافظة دمشق النظر في أهميتها وجدواها وتعمل على معالجة هذا الواقع.
|