ومن زهوي وفرحي لم أترك أحداً من معارفنا إلا وأخبرته أني أقرض الشعر وفي طريقي لطباعة مجموعتي الشعرية الأولى.. هكذا قال لي.. ضحكت طويلاً وأنا استمع إليها دون أن تعرف سبب ضحكتي.. نظرت إلي باستهجان وغضب.. سألتها: مسرورة؟.. قالت نعم، ولكن موعد الأمسية حددها برنامج النشاط الشهري غداً وأن لا أجيد اللغة.. ولا أمتلك خيال الشعر ولا أدوات الشاعرة.. شعرت أنها تختنق وتعرف قدرها جيداً.. ولكي أعيد لون الأمل لعينيها وسلامة النطق لإحساسها قلت لها لا تقلقي من ضجيج الهواجس والخشية من الوقوف أمام الجمهور، سيثني على حضورك وإطلالتك معظم الحضور.. قالت بحياء أغدقوا عليّ بثناءاتهم الأمسية الفاتنة وأشادوا بجملي الشعرية لا بل بنبضي وانفعالاتي.. رغم أني لم انفعل.. وقال: جارنا أبو أحمد في شعرك أصالة الفارس العربي.. وحذا حذوه أبو رامي حيث قال: عفوية وعذوبة، وآخر قال في شعرك رقة الشاعرة العاشقة ونبضها الروحاني الجميل..
بقيت كلماتها من دون صدى حتى نسيت بعضها أو جميعها وأنا، أبحث بين أشرطة الكاسيت القديمة إلى أن وجدت واحدة للمطرب ابراهيم صقر وهو يصدح بصوته الجبلي
«ثوب العيرة ما بيدفي ولو دفا ما راح يدوم»