تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الأمطار .. تمثل أيضاً?!

ساخرة
الخميس 7/6/2007
أحمد بوبس

في كثير من الأفلام السينمائية تشارك الأمطار بالتمثيل لأن المشهد يقتضي ذلك ولأن الامطار الطبيعية لايمكن أن تكون موجودة دائما

لذلك يلجأ المخرجون للامطار الصناعية إلا أن الأمور لا تسير دائما كما يرام فقد تحدث بعض الأمور المضحكة.‏

من ذلك ما حدث عندما أراد الاعلامي خلدون المالح اجراء تصوير تلفزيوني لأغنية نجيب السراج ( أحب ليالي الشتاء) للشاعر كمال فوزي الشرابي وهي أول أغنية يصورها التلفزيون. من أجل ذلك ادخل خلدون إلى الاستديو الارضي في مبنى التلفزيون سيارةجلس بداخلها نجيب السراج يمثل أنه يقودها وتم وضع برميل ماء في مكان مرتفع يمتد منه انبوب مطاطي ( نربيش) فوق الزجاج الأمامي للسيارة وتم احداث ثقوب فيه كي تنزل منها المياه على أساس أنها مطر وأجريت التجربة فكانت الأمور على ما يرام.‏

وبدأ التصوير وحتى تبدو السيارة وكأنها تسير فقط كان بعض الاشخاص يهزونها من الخلف إلى أعلى واسفل أما نجيب السراج فكان يدير مقود السيارة يمينا ويسارا وكأنه يقود السيارة وتمت إعادة التصوير عدة مرات بسبب اخطاء كانت تحدث ومع تكرار التصوير توسعت ثقوب الانبوب المطاطي فأخذت المياه تنزل بغزارة لاتشبه امطار بلادنا ومع ذلك اضطر خلدون المالح لاكمال التصوير حتى تم بنجاح وقفز خلدون المالح من الفرح لكن هذه الفرحة تلاشت حينما علق الفنان دريد لحام ضاحكا وكان يشاهد التصوير:(نجيب السراج نسي أن الجو شتاء فترك الشباك مفتوحا ومد يده منه) وتمت إعادة التصوير.‏

ومن يشاهد تسجيل الأغنية يستغرب الامطار التي تظهر وليس لها بغزارتها مثيل في بلادنا.‏

واذا كانت الأمطار هنا مصطنعة إلا أن الأمطار الطبيعية شاركت ذات مرة بالتمثيل دون أن يكون لها دور بل فرضت نفسها فرضا فقد كان في دمشق في النصف الأول من القرن العشرين مسرح اسمه ( الهبرا) في حي باب توما وكان سينما ايضا وذات يوم قدمت فرقة نادي الفنون الجميلة مسرحية ( اعضاء مجلس العشرة) وكان العرض يقدم في فصل الشتاء وفي الفصل الثاني من المسرحية بينما كان الممثلون يتحدثون عن البرد والامطار شاهد الجمهور المياه تنهمر من سقف المسرح فظن أن هذه المياه هي امطار صناعية يقتضيها المشهد التمثيلي إلا أن المياه توسع انهمارها حتى اخذت تسقط على الجمهور نفسه في انحاء المسرح فتوقفت المسرحية وحدث هرج ومرج بين الجمهور وصرخ بعض الجمهور طالبا ايقاف الامطار الصناعية فقد ظن الجميع أن خللا ما حدث جعل الأمطار الصناعية تنتشر بهذا الشكل وحاول الجمهور الخروج من المسرح هربا من المياه لكنه وجد نفسه مضطرا للعودة إلى داخل المسرح فقد كانت الأمطار تهطل في الخارج بغزارة غير معهودة في دمشق واكتشف الجمهور أن المياه التي تسقط من سقف المسرح ليست امطارا صناعية بل هي الامطار الحقيقية جعلت سقف المسرح يدلف وفضل الجمهور البقاء داخل المسرح حتى يأتي فرج الله فالجلوس تحت الدلف افضل من الجلوس تحت المزراب!!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية