حدثنــــــــــــي صديق التقيته بعد غياب طويل فقال: وهو يهش ويبش،
متحدثاً عن حياته الجديدة جداً:
عشـــــــــــــــت حياتي بالطول والعــــرض، كانت زوجتي من أسرة فقيرة فكانت تلبي حاجياتي، بالإشارة، لم أتعب معها قط، ونشأ أولادي في كنفنا على خلق، تعلموا من أمهم طاعتي والصمت إذا ما داهمتها مشكلة مستعصية، لكن المشكلة التي واجهتها هذه المرة أصعب من أن تجد لها حلاً جذرياً في وقت سريع.
- ماذا فعلت؟
- انتظر!
-2-
تبدلت زوجتي بعد أن أثرى أبوها فجأة، من امرأة مطيعة تلبي رغباتي وحاجياتي إلى امرأة تطنش إذا ما طلبت منها شيئاً، ربما معتمدة على أنها قامت بواجبها طوال المدة السابقة، وآن لها أن تستريح.
- اضرب لي أمثلة على عدم طاعة زوجتك؟
قال: أمرك، أطلب قميصاً نظيفاً من زوجتي، فلا تلبي، وإذا ما كررت طلبي أحالتني إلى الخادمة، فتهرع هذه إلى تلبية طلبي بسرعة ولهفة، وإذا ما طلبت كأس ماء، قالت زوجتي: اطلب من الخادمة وهكذا، حتى استبدلت زوجتي طاعتها بالعصيان، لا لشيء إلا لتغيظني ربما، وهكذا صرت بعد فترة أنا الذي لا يطاع وهي العاصية، التي لا تعمل شيئاً من أجلي، كأننا نعيش في بيتنا غرباء، حتى جاء يوم فاض فيه حنقي عليها فقررت شيئاً.. أنا العنيد الذي تعرف.
- ماذا قررت؟
- رويدك، ستعرف بعد قليل!
- صرت لهفاً لمعرفة ماذا فعلت..
-3-
وراح صديقي يبين لي قراره، فقال:
هكذا طم غم، يقول بشجاعة - في ليلة غاب قمرها، ذهبت إلى المحكمة الشرعية، بعرض زواج ثان جديد:
- أنت في هذا العمر؟
- أنا وفي هذا العمر، قلت في نفسي ما دامت الخادمة السيرلانكية هي التي تلبي أي حاجة أطلبها منها، حتى لبن العصفور فلأتزوجها، أنا يا صديقي اليوم سأتزوج الخادمة السيرلانكية ولهذا تراني أهش وأبش...
ومجنون يحكي وعاقل يسمع.