|
أرمينيا- أذربيجان أبعد من قمة موسكو شؤون سياسية و إلهام علييف أنها تتوج مجموعة من التحركات الإقليمية والدولية الهادفة بمجموعها إلى إيجاد حلول لملف الأزمة بين البلدين، كما تنعقد هذه القمة وسط ترحيب أعلنه زعيما البلدين من جهة، وتأييد دولي للوساطة الروسية من جهة أخرى. إذ سبق أن استضافت العاصمة الروسية في شهر تشرين الماضي قمة ثلاثية جمعت رؤساء روسيا وأرمينيا وأذربيجان ، أبدى خلالها المشاركون في القمة عن رغبتهم في إيجاد تسوية للنزاع الأرمني- الأذري كذلك تصريح سيرجي بريخدوكو مساعد الرئيس الروسي عن النتائج الإيجابية للقاء غير الرسمي بين الرؤساء الثلاثة الذي عقد على هامش منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي: (لمسنا رغبة زملائنا الأذريين والأرمن في مواصلة روسيا لجهودها) وتمثل روسيا أحد أطراف فريق مينسك- نسبة إلى العاصمة البيلاروسية- الثلاثة إلى جانب أميركا وفرنسا، المنبثق عن منظمة الأمن والتعاون الأوروبي ويجري هذا الفريق منذ 16 عاماً مشاورات تهدف إلى تسوية النزاع بين البلدين سلمياً. وجديد قمة موسكو الأخيرة ، تأتي بعيد: - قمة الثماني الكبار في لاكويلا الإيطالية (10 تموز الجاري) ، والبيان الصادر عن البلدان الثلاثة - فريق مينسك - : (إننا نكلف ممثلينا الوسطاء تقديم صيغة جديدة معدلة لوثيقة مدريد «29 تشرين الثاني عام 2007» التي تضمنت مقترحات الرؤساء المنادين بصدد المبادئ الأساسية المقدمة إلى الرئيسين الأرمني والأذري وتؤكد وثيقة لاكويلا: (ندعو رئيسي أرمينيا وأذربيجان إلى تسوية الخلافات الباقية بينهما، وإنجاز التفاهمات بشأن المبادئ التي تشكل خطة تسوية شاملة). - مشاركة الرئيس التركي عبد الله غل في مباراة كرة قدم بين الفريقين التركي- الأرميني التي جرت في العاصمة الأرمينية خريف فريق العام الماضي، وعرفت آنذاك بدبلوماسية كرة القدم . - القمة التي جمعت السيد الرئيس بشار الأسد ونظيره الأرميني سركسيان في العاصمة الأرمينية منتصف شهر حزيران الماضي. ثم القمة التي جمعت الرئيس الأسد مع نظيره الأذري علييف في العاصمة باكو (10 تموز الجاري ) ، وما طرحه الرئيس الأسد حول مجالات التعاون بين دول المنطقة والضرورات الموضوعية للربط بين البحار الأربعة من جهة، ومنافع التواصل الجغرافي والاقتصادي لدول المنطقة عموماً. - جولة جيمس سيتنبرغ مساعد وزيرة الخارجية الأميركية إلى العاصمتين يريفان وباكو، وإعلانه دعم جهود موسكو الخاصة بالتوصل إلى تسوية للنزاع ، وأن طرفي النزاع على استعداد لإيجاد حلول له على أساس مبادئ مدريد . زيادة الاهتمام الإقليمي والدولي بالمنطقة جغرافياً ، كذلك ثرواتها كدول مصدرة من جهة، ودول العبور «الترانزيت» من جهة ثانية، وما يفترضه من ضرورات حل الاشكاليات التي تعترض النهوض بالمنطقة وأهمية ترابطها الجيوبوليتكي بدءاً من امدادات النفط والغاز إلى حاجة دول الاستهلاك المتنامية لمصادر الطاقة من هذه المنطقة مروراً بآليات عبورها وضمان استمرار تدفقها. النزاع الأرميني والأذري، وخاصة حول إقليم ناغورنيكرا باخ، الذي ظهر عام 1988، مع بدء تفكك الاتحاد السوفييتي ، ثم إعلان سكان الإقليم، أغلبيتهم الساحقة من الأرمن- عن قيام جمهوريتهم المستقلة- التي تزامنت عملياً مع حركة الاستقلالات التي شهدتها جمهوريات الاتحاد السوفييتي ومناطق الحكم الذاتي أيضاً، وأدى إلى صدامات مسلحة بين الجمهوريتين وبضمنها الإقليم وأسفر عملياً عن مصرع نحو 15 ألف مواطن وتشريد نحو مليون مواطن، فقدت على أثرها أذربيجان سلطتها على الإقليم ، وعلى سبعة متاخمة له أيضاً، ثم التوصل لافتاً إلى هدنة بين الجانبين في أيار عام 1994 ، ما زالت سارية المفعول حتى تاريخه. ورغم أهمية الجهود التي بذلها فريق مينسك ، فإن وتيرة القمة الثلاثية التي عقدت في موسكو مؤخراً (ستة لقاءات خلال تموز ال13 الماضية) ، وإعلان وزير الخارجية الأرميني ادوارد نالبانديان مؤخراً عن تأييد بلاده لبيان مدريد، وترحيب المسؤولين الأذريين بجهود فريق مينسك وبخاصة روسيا، إضافة إلى تكثيف الجهود الإقليمية والدولية تؤشر بمجموعها إلى دخول ملف النزاع مرحلة التدقيق في طبيعة الحلول وتفاصيلها ، بديلاً من سنوات التوتر السابقة، وهذا ما تؤكده رغبات أصحاب الملف أولاً، فضلاً عن دول الجوار والمهتمين به أيضاً، وتشير إليه أجواء التفاؤل التي تسود موسكو بوصفها الوسيط الأهم للدولتين لأسباب عديدة تعود إلى الحقبة السوفييتية والصيغ القائمة التي نشأت بعد تفكك الاتحاد السوفييتي . باحث في الشؤون الدولية - ">batal-m@ses-net.org
|