تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الكتابة توسع الكون والقراءة تكسر قيوده

كتب
الأربعاء 13-3-2013
باسم سليمان

تبدو قصص المجموعة القصصية « كاتب الديوان» أشبه بالضباب الذي ستبدده شمس التفكر بالقصة لأن الكاتب خليل خشلاف في جلّ قصص مجموعته يؤثر أن يترك القارئ في حالة قلق كبيرة

لأن النص المقروء يكاد يتسرب من بين يديه لولا تلك الجمل الاعتراضية التي يمكن تجاوزاً تسميتها هكذا لأنها تلعب دوراً في تثبيت قدمي القارئ وهو يجوس النص الرملي الذي كتبه خشلاف.‏

هذه الأسلوب المعتمد من قبل القاص الذي يمتح من الغرائبي والسحري والرمزي والواقعي, هو رغبة بأن يجعل القاص حدثه القصصي حمّال أوجه متعددة لكي يصل لدلالات تحايث الواقع وتناور المأمول وتتعاضد مع الخيال كونه كوة يدخل منها الضوء إلى عتمة القيود.‏

نسر بلا أجنحة‏

يدخل بهذه القصة دخيلة نفس كاتب ما, يبحث في هزائمه ونجاحاته وفي ما يرجوه وما هو عليه بالواقع من ضيق حال, فيختلط فيها الحلم والهروب إلى أن يقف الكاتب أمام شخصياته كافة, فتتنازعه ويريد التخلص منها إلى أن يكتشف أنه من دونها نسر بلا أجنحة:‏

«حاولت أن أخفيه تحت الأريكة إلا أنه أكبر من الأريكة. حاولت أن أخفيه بين الكتب إلا أن الكتب مليئة به. قررت أن أرميه من الشباك إلا أنه خاف من الموت, فبقيت أحدق به».‏

وما هذا إلا عمله الذي دونه على ورقة يعتصرها بين يديه وهذه بداية القصة التي بعنوان « نسر بلا أجنحة:» كانت يداي تضغطان على قصاصة سودتها بمشاعر ما تفتأ تساورني, كنت قد افتتحتها بالماذا وأنهيتها بالستُ أدري!؟».‏

الإخلاء‏

هي القصة الثانية في المجموعة تتحدث عن حالة إخلاء أي تكن ولكن مع الوقت تتضح القصة أكثر لتنوس بين قمع أو إرهاب ولكن تنتهي القصة بأن يرمي شخصية القصة كتابه بقوة نحو السماء, فيحدث صوت الأوراق التي تلعب بها ريح فرقعة/ انفجاراً, فهل الكتابة قنبلة بمواجهة قنبلة القمع أو الإرهاب:» هل كان قنبلة يدوية أم.....؟ والصراخ, أليس هناك دماً وموتاً؟ وركضت... الرصاص من ورائي يئز والدم المالح في فمي».‏

كاتب الديوان‏

هي إحدى قصص المجموعة وعنوان المجموعة إذ في جلها تتناول شخصيات لها علاقة وطيدة مع الكتابة أو القراءة وغيرها من الفنون إذ نحن أمام حالة أن الفن بأشكاله معادل موضوعي للوجود وعليه تصبح دلالة قصة « نوابض السرير الحريري» ذات دلالة مهمة للإلمام بأسلوبية خشلاف في مجموعته, فالقصة تتكلم عن شخص له قدرة على الطيران وزيارة مناطق بعيدة واقعية وغرائبية و يسرّ لأمه بهذا الكلام, فما كان من أمه إلا أن أجابته: بأنها نوابض السرير الحديدي. إن شخصية القصة يعاني من الشلل وغرفته أشبه بالسجن, فما كان منه إلا أن يمشي على ساقين من تخييل.‏

الكتابة توسّع الكون والقراءة تكسر قيوده وهذا ما يمكن أن نستخلصه من مجموعة خليل خشلاف الجديدة ونذكر من قصصها: منازل الضوء – عسس الليل – طائر الليل.‏

صدرت المجموعة عن دار طوى لعام 2012‏

Bassemsso91@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية