تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بسبب سياستها.. الولايات المتحدة تكسب عداء الشعوب

عن موقع : Le grand soir
ترجمة
الأربعاء 13-3-2013
ترجمة: دلال ابراهيم

كشف آخر استطلاع للرأي جرى في الباكستان عن الفشل الكلي الذي منيت فيه وعود الرئيس باراك اوباما حول تحسين واقع أمن الولايات المتحدة.

خلال أول خطاب افتتاحي له ألقاه في عام 2009 , أعلن الرئيس اوباما قائلاً « نتطلع إلى إقامة علاقات جديدة مع العالم الإسلامي تستند على المصلحة والاحترام المتبادل « ولم تأت مسألة تحسين صورة الولايات المتحدة لدى 1,6 مليار مسلم ضمن سباق لكسب شعبية دولية ، ولكن كانت رهان حيوي من أجل أمن الولايات المتحدة . حتى إن البنتاغون اعترف منذ مدة طويلة أن السبب الرئيسي للإرهاب ضد الولايات المتحدة كان ( الموقف السلبي ) من الولايات المتحدة , ومن الطبيعي , أن هذا هو السبب الذي دفع مواطنين في تلك الأجزاء من العالم إلى الرغبة في مهاجمة الولايات المتحدة , وليس مواطنون من البيرو أو أفريقيا الجنوبية أو الصين , انطلاقاً من اعتقادهم أن لديهم الأسباب الوجيهة للقيام بذلك . وأشاد أكثر المؤمنون بقدرة الرئيس اوباما الفريدة المفترضة على تحسين صورة الولايات المتحدة في العالم . وفي أوائل قصائد المديح لاوباما , كتب اندرو سوليفان عام 2007 , من بين المزايا التي لا تحصى التي يتمتع فيها الرئيس اوباما « أولها وأهمها هي وجهه » والذي كان بمثابة « عملية إعادة الصياغة الأجدى للولايات المتحدة منذ عهد ريغان » ويتخيل سوليفان تحديداً « شاب باكستاني مسلم « كما يرى بالرئيس اوباما « وجه جديد لأمريكا « وعلى الفور يؤكد سوليفان أن ( القوة الناعمة للولايات المتحدة تزداد بشكل مطرد ) والرئيس اوباما سيكون « السلاح الأكثر بساطة ولكنه الأجدى ضد شيطنة أمريكا التي تغذي الفكر الإسلامي « نظراً لأنه « يثبت لهم أنهم مخطئون حيال أمريكا إلى درجة لا يمكن الإعراب عنها بالكلمات « ويشرح سوليفان الأسباب قائلاً عملية إعادة الصياغة تلك ليست تافهة , بل هي في قلب استراتيجية الحرب الفعالة » .‏

ولكن لم يحصل شيئ من هذا القبيل .بل حصل العكس , بحيث من الصعب تخيل ذلك لأن الرئيس اوباما يقود الولايات المتحدة والتي أصبحت في نواح عديدة تفتقد للشعبية لدى المسلمين أكثر مما كانت تفتقدها في عهد بوش وديك تشيني .‏

وهذا واقع أكدته استطلاعات للرأي صدر الواحد تلو الآخر . ففي تموز من عام 2011 , كتبت صحيفة واشنطن بوست تقول « تلاشى الأمل الذي علقه العالم العربي على الولايات المتحدة والرئيس اوباما » حيث أشار استطلاع للرأي أجري في العديد من دول الشرق الأوسط إلى أنه « في معظم الدول التي خضعت للمسح , تراجعت كثيراً الأصوات المؤيدة للولايات المتحدة إلى مستويات منخفضة أكثر من مثيلاتها خلال السنوات الأخيرة من إدارة الرئيس بوش . »‏

وفي عام 2011 أظهر مسح أجراه المعهد الأميركي العربي أن « معدل الأصوات المؤيدة للولايات المتحدة في العالم العربي قد انخفضت . وفي معظم الدول كانت النسبة أقل بكثير عما كانت عليه خلال إدارة بوش وأقل بكثير من نسبة المؤيدين لإيران « وفي نفس العام كشف مسح جرى في مصر , التي تعتبر الدولة الأهم على الصعيد الاستراتيجي في المنطقة ومركز خطاب اوباما في عام 2009 , أن شعبية الولايات المتحدة هي في أدنى مستوياتها عن أعوام بوش . وخلص استطلاع أجراه معهد Pew عام 2012 أجراه في ست دول ذات أغلبية إسلامية إلى نتائج مماثلة , إن لم نقل أسوأ , بالقياس إلى أعوام بوش , وكشف أيضاً إلى أن الصين تتمتع بشعبية أكبر من شعبية الولايات المتحدة في هذا الجزء من العالم . وفي تلك المنطقة تعتبر الولايات المتحدة وإسرائيل أكبر تهديد للسلام .‏

وخلاصة القول أنه وفي حين يستمر الأوروبيون في التملق لاوباما , تتراجع شعبية الولايات المتحدة في العالم الإسلامي . وقدم مسح جديد لمعهد غالوب نشر حديثاً أجري لدى الرأي العام الباكستاني دلائل جديدة أكثر وضوحاً حول هذا الاتجاه الخطير . ويخلص المسح إلى أنه « أكثر من تسعة باكستانيين من أصل عشرة ( 92 % ) عبروا عن عدم توافقهم مع قادة الولايات المتحدة , مقابل 4% فقط يؤيدوهم , وهذا هو أدنى مستوى سجل في الباكستان « والأسوأ من ذلك أن الأغلبية ( 55% ) ترى أن ( التفاعل بين المسلمين والدول الغربية تشكل أكبر تهديد . أي نسبة تفوق النسبة المسجلة عام 2011 والبالغة 39% « إن مستوى الخلاف مع الولايات المتحدة في هذه الدولة النووية ازداد في عهد اوباما إلى مستويات قياسية .‏

وليس من الصعب معرفة الأسباب . وهي على عكس ما يردده النرجسيون الغربيون, في أن تلك العدائية تكمن في الجذور المتأصلة والبدائية في تلك الثقافات , بل إن هناك انجذاباً كبيراً نحو الثقافة الغربية والشعب الأميركي في تلك البلدان الإسلامية , ولا سيما في صفوف الشبان . ولكن سبب ظهور هذه الكراهية هو أفعال الولايات المتحدة ضمن هذه الدول . ووفق خلاصة لبحث صادر عن البنتاغون في عهد رامسفيلد « المسلمون لا يكرهون حريتنا , وإنما يكرهون سياستنا » وبشكل أدق « التدخل الأميركي المباشر في العالم الإسلامي – تحت مسمى محاربة الإرهاب – عزز من صورة الكراهية وقدم الدعم للمتشددين الإسلاميين .»‏

وليس من قبيل المبالغة إن قلنا أن الولايات المتحدة هي الدولة المارقة عندما نفكر بحربها من خلال الطائرات من دون طيار , وأن الشعب الأميركي هو الوحيد الذي يؤيدها . وكشف استطلاع لمركز Pew صدر في حزيران المنصرم أنه « في كافة الدول هناك معارضة قوية لأحد دعائم حرب اوباما ضد الإرهاب , وهي الطائرات من دون طيار . ومن أصل 20 دولة هناك 17 دولة عبر فيها أكثر من نصف سكانها عن معارضتهم لاستخدام هذه الطائرات في دول مثل الباكستان واليمن والصومال . الأمر الذي يعني أن الأميركيين معزولين في تلك المسألة . والمفارقة أن الشعار الذي ترفعه الولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب صار أحد الأسباب الرئيسية لكرهها .‏

 بقلم : غلين غرينوالد‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية