تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كيف نصنع الأمل..؟

مجتمع
الأربعاء 13-3-2013
أيمن الحرفي

التفاؤل والتشاؤم من الظواهر الشائعة في حياة الإنسان، وهما ظاهرتان لهما تأثير كبير على حياته سلباً أو إيجاباً

لاسيما لدى الشباب الذين سرعان مايصاب بعضهم بالإحباط واليأس عند أول عقبة تصادف الواحد منهم فتثنيه عن عزمه وتعطل جهده ويستسلم ولو مؤقتاً للأمر الواقع... ولما كان العمل والتفاؤل هما المصدران الأساسيان لتحقيق مايريده الإنسان نجد أن التشاؤم هو العدو الأساسي للنجاح.‏

والأشياء التي يتفاءل الإنسان بها أو يتشاءمون منها لاتكاد تقع تحت حصر ما... هناك مثلاً من يتفاءل بصوت العصافير أو برؤية الحمام الأبيض، وهناك من يربي سلحفاة في منزله لتجلب له الخير والحظ السعيد أو يعلق على جسمه أو يحتفظ بسيارته بتميمة تحقق الغرض نفسه في اعتقاده وأشهر تميمة في هذا المجال هي الخرزة الزرقاء... وهي في الأغلب رمز تسرب إلينا من أسطورة قديمة... وطبعاً كلها اعتقادات خاطئة يرتاح إليها بعض الناس. أو اهتزت يده رغماً عنه فانسكب فنجان القهوة... والكثير من أمثال هذه المعتقدات الخاطئة.‏

التفاؤل والتشاؤم مسألة ترجع إلى الفرد نفسه وإلى البيئة التي نشأ فيها وإلى طبيعة المجتمع وهناك من يتملكه التشاؤم ويركبه الهم إذا صادف في طريقه قطة سوداء أو وقع الرقم 13 ضمن تعاملاته المالية أو الاجتماعية، وهناك من يتوقع الشر لمجرد أنه رأى غراباً، أو سمع صوت بومة تنعق، أو اهتزت يده - رغماً عنه- فانسكب فنجان القهوة.. والكثير من أمثال هذه المعتقدات الخاطئة والعادات والتقاليد السائدة في ذلك المجتمع، وهي حالة نفسية لها جذورها في اللاشعور وهذا مايوضحه أستاذ علم الاجتماع قائلاً: علينا ألا نغالي في الاتجاه نحو التفاؤل أو التشاؤم.. فالتشاؤم يصدر عن ضعف الثقة في النفس والمبالغة في الخوف من الفشل.. وعدم المغالاة في التفاؤل، وأن تكون على ثقة بالله.. فلا تخاف المستقبل ولا نرهبه فالتفاؤل مادة النصر في كل مجال ونجاح فالمجتمع الجديد تقوم دعائمه وأمجاده على التفاؤل، فالمتشائم هو الذي يوجد العقبات أمام الفرص التي تسنح له فالأحمق يرى الضوء ولا يصدقه.. أما المتفائل فهو من يجعل من الصعاب فرصاً تغتنم ويرى روح التفاؤل قوة دافعة هائلة، التي لها الأثر البعيد والمفعول الأكيد في النجاح وتنشيط العقل.‏

وقد سئل الفيلسوف (جورج برنارد شو) يوماً: من هو المتفائل؟.. ومن هو المتشائم فقال: المتفائل يرى ضوءاً.. وكل ماحوله ظلام والمتشائم هو الذي يرى ظلاماً.. وكل ما حوله نور..‏

والحقيقة أن الفرق بين المتفائل والمتشائم كالفرق بين الناظر وإلى النصف المملوء من الكأس والناظر إلى النصف الفارغ منه، فهنا الكأس واحد وممتلئ بالماء حتى نصفه لكن النظرة تختلف فهناك المتفائل الذي يرى الماء، وهناك المتشائم الذي رأى النصف الفارغ فلماذا لانكون متفائلين وننظر إلى النصف المملوء؟‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية