وأنينك أوجع روحنا
ودمعتك أحرقت مقلنا
وصدى صوتك سكن ضلوعنا
وطني ياأيها الكبير الكبير
ياموطىء أقدام الأولين
يامعشر الصالحين، يامأوى الأتقياء ورمز القديسين
ياأرض الأحلام والذكريات والآمال
ياأرض المعدن الثمين
أطفالك يكبرون ، وشبابك يتقدون
ونساؤك يتحدون, وجنودك يستبسلون وشيوخك يستغفرون..
ياوطن الأوطان شكا لك الزمان يوما
ونطقت حجارته وأوابده قسراً، وهمست أشجاره وطافت أوديته
وباحت أساريره تعاتب أرضا وتحاكي مجداً وتعدّ رتبا
ياوطن الشرف .. جاءك التاريخ محدّثا
حنى قامته واستقامت جغرافيته
طوعاً وتطوعاً لغناك وتعدد مزاياك
وبعد مداولات الزمان والمكان وقف متفاخراً
نافضاً عن كاهله غبار السنين وقال:
جئتك مسرعاً دامعاً مستغفراً شاكراً
كيف لا وأنا الذي رأيت وجهي الحقيقي فيك وروحي تهفو على ضفتيك، وجدت هيئتي قدسيتي عظمتي فيك..
فيا وطن الأوطان .. ماغادرتك يوما.. ولن أغادرك فأنا سرك وخزان معرفتك وشاهد عصورك وحقبك..
لكنك وحدك من يتهيب لك التاريخ
ياتاج الزمان والمكان يامن اسمه معرفة
ونور وأمن وأمان.. فسلام على وطن السلام
على سورية الأمان..