تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الدعم البريطاني والإمعان بالجريمة

نافذة على حدث
الأربعاء 13-3-2013
حسين صقر

حتى الآن لم يصدق داعمو الإرهاب أن محاولاتهم لضرب سورية أخفقت، وأن الجرائم التي أصروا على ارتكاب المزيد منها زادت السوريين تماسكاً لدحر مرتزقة حمد وعبدالله وأردوغان، ورسّخت الإيمان لديهم بأن النصر قادم لا محال.

رغم ذلك لم يدرك أصحاب المشروع التخريبي، أن تجربة سنتين خلت لم تحقق لهم سوى الهزائم المتلاحقة، وتراهم يتزاحمون لإمداد العصابات المسلحة بالمال والسلاح وإسنادهم بالتحريض الإعلامي والسياسي، وآخر هذه الإمدادات تلك التي صرح عنها وزير خارجية بريطانيا عن استعداد بلاده لتزويد المسلحين مجدداً بمعدات قتالية وسيارات رباعية مصفحة وتدريب أولئك عليها عبر الخبراء والمستشارين، وذلك خلال الاجتماع الأخير لمجلس الاتحاد الأوروبي، معرباً عن رغبة بريطانيا لزيادة هذا الدعم، وإرسال إشارة واضحة إلى القيادة السورية بأنها ستواصل ذلك الأمر.‏

قالوا سابقاً إنه لا حاجة للأسنان بحل عقدة تقدر عليها الأنامل، وهذا ما أكدت عليه الحكومة السورية منذ بدء الأزمة، لإدراكها التام بأن العنف سيفاقم المشكلة ويزيدها تعقيداً، ولعلمها أيضاً أن السلاح الذي تتراكض دول الغرب وأميركا لإرساله إلى سورية لن يميز بين أطياف الشعب السوري الواحد، وصنّع أساساً لقتلهم وتشريدهم، وتقسيمهم إلى فرق متناحرة تفني بعضها البعض وهم يتفرجون عليها.‏

إذاً الموقف البريطاني هذا لم يكن لسواد عيون السوريين وحفاظاً على حريتهم وكرامتهم كما يدّعون، إنما جاء نتيجة حرص الحلفاء الغربيين على إطالة أمد الأزمة في سورية، كي تسقط الدولة بمؤسساتها وإداراتها، وتتحول إلى لقمة سهلة البلع.‏

لذا يجب على السوريين مهما اختلفوا بالرأي، ورغم ما وصلوا إليه من مآس، التنبه إلى تلك القضية، والعمل على الوقوف بوجه الدول التي تدعم الإرهاب ومحاربة، الأطراف الخارجية التي اتخذت من الأحداث ذريعة لتحقيق غاياتها وأهدافها، لأن التوقف عن دعم الإرهاب يعني جنوح الأوضاع نحو السلم والاستقرار والهدوء وتشكيل حكومة التوافق الوطني ودعم الحوار، وغير ذلك انحدار نحو الفوضى والاقتتال غير المنتهي، وعندها لن تنفع لا المبادرات السياسية ولا طروحات الحل، علماً بأن الاقتتال والفوضى لن يبقيا في سورية وستطول نيرانهما المنطقة برمتها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية