التي لم يصل إليها الشعب المصري أبدا حتى انه وصل بهم الخوف على وجودهم في الحكم وحب البقاء في السلطة والتمسك بها إلى حدود الهلوسة ما دفع بهم إلى اللجوء لرد الفعل الوحيد الذي يعرفونه وهو حرق البلد.
فقد تواصلت المظاهرات والاحتجاجات في عدد من المحافظات المصرية اليوم رفضا لسياسات محمد مرسي وحكومته وللمطالبة بتحقيق العديد من المطالب الشعبية بالتوظيف والتثبيت والحصول على الأجور التي لا تزال الحكومة والمسؤولون غير قادرين وغير مؤهلين لتحقيقها حيث سجلت إضرابات في السويس وأسوان ومدينة مطاي في محافظة المنيا والعريش وشمال وجنوب سيناء بينما تجددت الإشتباكات بين قوات الأمن ومحتجين على طريق كورنيش النيل وسط القاهرة. وذكرت صحيفة اليوم السابع إن بعض المتظاهرين رشقوا قوات الأمن المتمركزة في محيط السفارة الأمريكية بالحجارة بينما طارد عناصر الأمن المحتجين وصولا إلى أول جسر قصر النيل.
في غضون ذلك أكد عدد من الكتاب والصحفيين المصريين في مقالات نشرتها الصحف الصادرة أمس أن الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين هم جماعة من القتلة والإرهابيين يقودون مصر إلى الهلاك والحرب الأهلية والفوضى العارمة مشيرين إلى أن الشعب المصري سيسقطهم ولن يثنيه عن ذلك تزايد جرائمهم وارهابهم وقال إبراهيم عيسى رئيس تحرير صحيفة التحرير في افتتاحية العدد الصادر أمس إن الإخوان المسلمين يهددون ومعهم حلفاؤهم الإرهابيون بإشعال حرب أهلية بذات الصفاقة التي تنم عن قيادات غير مسؤولة وعن جماعة منافقة تخفي إرهابها وراء أكاذيب وادعاءات لم تعد تنطلي على أحد وهي اللعبة نفسها التي خطفوا بها الرئاسة ويحاولون استخدامها للاستمرار بما خطفوه واضاف عيسى إن حرق مصر ليس شيئا جديدا ولا مستغربا بل هو نغمة مكررة يلجأ إليها الإخوان وحلفاؤهم من الإرهابيين كما فعلوا عندما هددوا بحرق مصر في حال لم يعلن فوز مرسي بالانتخابات الرئاسية وهم يستندون إلى الإرهابيين والمؤكد أن التهديد أفلح يومها مع المجلس العسكري الذي خشي بالفعل أن يشعل الإخوان البلد ويطلقوا فيها الحرب الأهلية والفوضى وأكد عيسى إن التهديد أثر في اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية إلى الحد الذي تردد فيه أعضاؤها كثيرا في اتخاذ قرار بإعادة الانتخابات لما شابها من عمليات تزوير بطاقات التصويت في المطابع الاميرية.
وفي مقال له بصحيفة الأسبوع قال رئيس التحرير التنفيذي محمود بكري إن الإخوان المسلمين ورئيسهم مرسي أشاعوا مناخ الإرهاب والعنف في البلاد وفجروا مكامن الغضب فى نفوس الجميع من جراء جهلهم بفنون الحكم والسياسة وقادوا مصر نحو الهلاك وأدت سياساتهم الفاشلة إلى إشعال النار والفتن وسقوط الشباب والأبرياء ضحية عنف وزير داخليتهم ورأى بكري إن الرئيس مرسي وجماعته انتقلوا من فشل إلى فشل أكبر ومن تخبط إلى انهيار كامل واحتكموا إلى مجموعة من المستشارين الفاسدين والجهلة بالقانون وسقطوا المرة تلو الأخرى وأثبتوا أنهم أقل من أن يعدوا قانونا ودستورا أو حتى إعلانا دستوريا وهو ما قادهم إلى السقوط مجددا في الفشل فأدخلوا البلاد في دوامة متصلة من التردي والانهيار عبر أخونة الدولة ووضع رجالاتهم فى مواقع صنع القرار بينما الشعب فى مجمله يئن ويتوجع من جراء سياسة العجز التي يمارسونها بصلف وغرور وكذب ودجل لا يعرف حد الحياء والخجل وحذر بكري من أن حديث بعض التيارات الإسلامية عن استعدادها لملء فراغ الشرطة مسألة بالغة الخطورة لأنه لو ترك لبعض الفصائل تشكيل ميليشيات خاصة بها ستتحول مصر كلها إلى مجموعات متصارعة لان نزول عناصر تنتمي لهذا التيار أو ذاك إلى الشارع يعني أنها ستمارس عمليات لتصفية الحسابات مع كل مخالفيها وهو ما سيفضي في نهاية المطاف إلى الحرب الأهلية والفوضى من ناحيته قال الكاتب علاء الاسواني في مقال له بصحيفة المصري اليوم ان مرسي هو الذي أفسد علاقته بالمصريين وليس العكس مؤكدا أنه عطل القانون وحنث في قسمه على احترام الدستور وقتل عشرات الأبرياء ليفقد شرعيته تماما وصار لزاماً عليه أن يستقيل ويدعو إلى انتخابات رئاسية مبكرة وأضاف الاسواني إن الولايات المتحدة فيما يبدو ستظل تدعم مرسي حتى لو قتل المصريين جميعاً ومن الوقاحة أن تزعم الولايات المتحدة أنها تدعم مرسي لأنه رئيس منتخب وخصوصا أن أقرب حلفاء أمريكا هو النظام السعودي الاستبدادي الذي ينتمي سياسيا إلى العصور الوسط واعتبر ان الولايات المتحدة تدعم الإخوان لان وجودهم فى مصلحتها ومصلحة إسرائيل ولو أنها استشعرت أقل خطر من الإخوان لانقلبت عليهم ولأدانت عندئذ الجرائم التي يرتكبونها كل يوم فى حق المصريين ولكن الإخوان لم يستوعبوا الدرس ولم يتعلموا أن أمريكا لا تلعب إلا مع الفائز وأنها تظل تدعم الديكتاتور فإذا تأكد سقوطه نفضت يدها عنه ولم يتعلموا أن الدعم الخارجي للحاكم لا يمكن أن يغنيه عن تأييد الشعب وأكد الاسواني أن الإخوان يتعاملون مع الواقع بأدوات قديمة لم تعد تصلح فلا إرهاب المصريين صار يجدي ولا القتل ولا التعذيب قادران على ترويع المصريين وثنيهم عن المطالبة بحقوقهم ولا بضعة مقاعد في البرلمان تصلح لرشوة الثوريين.
قوات الأمن تضبط مخزناً للأسلحة والذخيرة في العريش
وفي جانب آخر ضبطت قوات الأمن المصرية مخزنا للأسلحة والذخيرة في منطقة صحراوية بمدينة العريش شمال سيناء ونقل موقع صحيفة اليوم السابع المصرية عن مصدر أمني مصري قوله إن الحملة الأمنية التي تقوم بها الشرطة المصرية في سيناء أسفرت عن ضبط مخزن للأسلحة بعد ورود معلومات تفيد باحتمال وجود أسلحة بإحدى المناطق الصحراوية بالعريش. وأضاف ان قوات الأمن قامت أمس بحملة مداهمات لمنطقة السكاسكة شرق العريش أسفرت عن ضبط أسلحة آلية ومخزن ذخيرة متنوعة.
مطالبات بإقالة وزير الداخلية وطرد السفير الليبي
وفي سياق متصل اضرب أمناء وأفراد شرطة وحدة مرور بين السرايات بالجيزة في القاهرة عن العمل وإغلاقهم أبواب الوحدة للمطالبة بإقالة وزير الداخلية والتصدي لأخونة الوزارة. كما وطالب متظاهرون مصريون احتشدوا أمس أمام السفارة الليبية فى القاهرة بطرد السفير الليبىي في مصر وتقديم اعتذار للكنيسة القبطية وذلك احتجاجا على مقتل مصري واحتجاز آخرين من الأقباط على الاراضي الليبية وذكرت صحيفة /عين ليبيا/ فى عددها الصادر أمس أن عددا من أعضاء اتحاد طلاب ماسبيرو وجبهة الشباب القبطي تجمعوا الليلة قبل الماضية أمام السفارة الليبية في القاهرة وأحرقوا العلم الليبي وقاموا بتمزيق وتكسير لافتة السفارة من على البوابة الرئيسية مطالبين بالإفراج عن المعتقلين الأقباط فى ليبيا. وتشهد ليبيا حالة من الفوضى والفلتان الامني المتصاعد مع استمرار وجود الميليشيات المسلحة التي تعيث في البلاد خرابا.