استمدتها من وحدة الشعب وقدسية الرسالة والتلاحم المصيري بين مختلف أطياف المجتمع السوري على أساس تعميم مفهوم ثقافة الحوار والمشاركة الشعبية الواسعة ، التي تفتح آفاقا متجددة في سورية السيادة الوطنية والحضارة الراسخة والمواقف الثابتة من قضايا الوطن والمواطن .
السوريون وتحديدا من قالوا نعم للسيادة الوطنية بكافة أبعادها ، نعم للبناء الوطني الذي يحمي المنجزات ويبني سورية المستقبل المشرق ، لا واضحة وصريحة لكل أشكال الاستلاب والاستعباد والفساد والاستقواء بالأجنبي ، هم وحدهم من يملك الحق في تقرير مصير سورية ومستقبلها ومن يملكون ناصية القرار في المسامحة والمصالحة والمصارحة التي تشكل ركائز الحوار الذي يتطلع إليه جميع السوريين.
***
عبد الرزاق المؤنس - معاون وزير الأوقاف السابق:
سورية بما تملكه من طاقات وقدرات ومواطنة منيعة على الشدائد والأزمات
تتواصل اللقاءات التشاورية بين الفعاليات السياسية والخدمية والاقتصادية والاجتماعية بغية الوصول الى مقاربة في الطروحات والمقترحات للخروج من الازمة التي تمر بها سورية حيث تؤكد هذه اللقاءات على اهمية الحوار وضرورة دعمه لأنه اساس الحل، فالعنف لا يؤدي الى النتيجة المرجوة لأنه مرفوض كونه يؤدي الى الدمار والخراب شأنه شأن الفساد والاحتكار والتطرف واثارة الفتن والارهاب الذي لا يمكن القضاء عليه إلا باتفاق جميع ابناء الوطن فالأزمة حسب تعبير الدكتور عبد الرزاق المؤنس معاون وزير الاوقاف السابق هي ازمة المجتمع الداخلي الذي لم يتخذ النهج الصحيح سلوكا للعمل الذي يتفق وقدرات كل انسان .
والازمة ما كانت لتمر لولا الارض التي هيأت لقبولها فسورية من حيث ماضيها وما فيها من قدرات وطاقات ومواطنة حقيقية منيعة على هذه الشدائد والازمات لأننا حقيقة لا نحتاج الى تغيير نظام او دساتير او تغيير اي شيء من قضايانا الادارية وغيرها لكن المشكلة الاكيدة تكمن في الاشخاص والنفوس وخصوصا اذا كان من بين هؤلاء الاشخاص من يتولى مناصب بمستويات مختلفة ويسخر الوطن لخدمة انفسهم ومصالحهم وظاهريا يتخذون من الوطنية والغيرة على مصالح البلد ونظامه قناعا لهم لكنهم كما قلنا يعملون في الخفاء على تنفيذ غايتهم ومصالحهم، هذا ان لم يكن لهم ذيول خارجية، وطبعا مثل هؤلاء من لم تجمعهم رقابة الله و الخوف من الله، لا يمكن ان تجمعهم امانة حفظ الوطن، فالوطن لم يصب بهذه الشدائد والازمات من المؤامرات الخارجية الصهيونية والامريكية وحتى المؤامرات التي يدبرها بعض العرب او المسلمين فهي ليست بذاك القدر الفعال والقوة التي تستطيع ان تخترق جدار هذا الوطن.
لكن الذي جعلها تخترق وتؤلم وتؤذي ويجعل لها تلك المآسي والخسائر هو وجود اشخاص لم يصونوا الامانة ويقدروا المسؤولية لذلك فإن القدرات تحتاج الى ايد امينة تصون الوطن فعندما يوجد مسؤول في الدولة ويكون مخلصا لنظامه وقيادته في اي اتجاه كان ، سياسي او حزبي او اقتصادي أو تربوي ، فلا يفكر بنفسه ويكبر المنصب فيه ولا يكبر هو بالمنصب يقدم الكفاءات ويقدر القدرات والخبرات التي تعمل وتقيم الايجابيات و تزرع القوة والطاقات، يزدهر الوطن ويزداد مناعة، اما ان وجد من يحاول ان يهمل او يسعى لتهميش اصحاب القدرات والمخلصين الذين يحبون وطنهم او يقرب الانتهازيين ممن يتملقون له وينافقون لمصلحة او خدمة لذاتهم او قرابتهم ، يصبح الوطن في وضع يسهل اختراقه.
لذلك المشكلة التي حصلت اليوم بحاجة الى اعادة تأهيل بالضمائر والنفسية والشخصية واعادة التوصيف بالتنسيق لتوزيع المناصب والادوار في هذا الوطن ، يتسلمها المخلصون له ، فالقضية ليست كما يدعي الغرب والمعارضون والمسلحون والعصابات او الدول التي تظن انها بارعة بالسياسة تغير نظام وما الى ذلك ، فالمشكلة ليست في النظام ولا يتغير اي شيء، لأن المشكلة بوجود اناس يخدمون والوطن والكفاءات ، لدرجة تجعل المسؤول ان وجد كفاءة افضل منه ان يرفع كتاب بأنني وجدت كفاءة مناسبة ويمكن ان اتعاون معها ، حينها يكون الوطن بخير، اما ان يكون العكس فنحرق الانسان الأقدر منها من اجل الا يكشف عيوبنا فعندئذ ستزداد الازمة شدة وعليه فنحن من يستطيع ان ننهي الازمة وان نحفظ شرف هذا الوطن وان نجعل كرامته قائمة ولا داعي ان يتدخل فينا احد، لأن الحل منا وفينا فنحن من يملك الدواء لعلاج المرض.
وحسب تعبير المؤنس: هناك اناس يحبون ان يستمر هذا المرض، لأن استمراره مسوغ استمرار انتفاعهم من الازمة ووجود المشكلة في هذا الوطن التي ارهقت الدولة والنظام والشعب هو تغطية على سلبياتهم وتقصيرهم وعدم ادائهم لأمانة القسم الذي اقسموه لمصلحة هذا الوطن، وكل ذلك انعكس وينعكس بشكل عام على كل مرافق البلاد وخدماتها ومؤسساتها ومصالحها كما ينعكس بالطريقة الاخرى حياتيا التي يمكن ان تستغل من اجل ان يكرسوا قضية سورية بغنى عنها ولم تعرفها عبر تاريخها لانها بلد التعدد الطائفي لكن الطائفية غير موجودة فيها فالجميع يتعايشون على تراب واحد ومن هواء واحد وضمن مدار واحد، لكنها مشكلة كبرى ان يسخر الخطاب الديني «الاسلامي والمسيحي» وبالاخص الاسلامي وهو كأسلوب الاخوان المسلمين والاحزاب الاسلامية الاخرى التي اتخذت من الدين وسيلة لغاياتها مع انه اي شيء حزبيا كان او غير حزبي انما هو وسيلة لخدمة الدين والدين يعني الطمأنينة للناس جميعا مهما اختلفت اديانهم وشرائعهم و مذاهبهم الدينية والدين لخدمة الوطن بكل مرافقه ا لدنيوية، زراعية-صناعية-تكنولوجية-علمية تربوية ادارية او سياسية فالمشكلة اذا في هذا الخطاب الديني، فلو كان ناجحا لاستطاع ان يرطب النفوس والقلوب واستطاع فعلا ان يحرس هذه النفوس التي انزلقت مع الجماعات الارهابية من التورط او التواطؤ معها لأن الدين يعطي الانسان الصدق والامانة والنظافة ويتبعه دائما مخلصا لوطنه وليس انسانا ساذجا ينزلق لأدنى دعوة او صيحة تأتيه من عصابة او جهة تدعي انها هي من تريد ان تحرس الدين وتحميه او بأن الدين يتطلب امثال هؤلاء ويضيف المؤنس ليصف ما يجري في بيوت الله وقد أحال الارهاب معظمها مقرا لعملياتهم او اجرامهم فيقول: المساجد هي المناطق المحايدة لكل البشر «حتى لغير المسلمين» والواقع انها وضعت لغير وجه الله عز وجل ولو قالوا لوجه الله.. لكنها كلمة حق اريد بها باطل وان تضم المساجد الى صفوف التأجيج والتوتر والاضطراب فعندها لم تعد هذه مساجد «ولو وجدت فيها قباب ومنابر» وحينها تصبح «مساجد ضراراً» كما حصل زمن النبي صلى الله عليه وسلم اي انها مساجد تدعو للضرر والنفاق والجماعات المأخورية والانتهازية فيما يدعو المسجد لتنظيف النفوس من المثالب والرعونات والمجون والاخلاق السيئة.. فمثل هذه المساجد المفروض ان تحفظ وتحمى من اي مسيس من هذه الارهابيات والعصابات ومما يسمى بهذه الثورات المزورة، لتبقى المنطقة الطاهرة النقية المطمئنة المحايدة والمسالمة لكن اذا كان المنبر بالمسجد يستغله خطباء اور رجال دين او وعاظ يدعون فيه إلى الانقلاب على الدولة والانقلاب على كل ما اسمه وطن ويدعون فيه الى مؤازرة اناس يتسلحون بصيحات الله اكبر والله اكبر بريئة منهم او يتسلحون بشعارات حماية الوطن او الدين فالدين بريء منهم وعندئذ تخرج المساجد عن دورها ، والمفروض بالدين -بطبيعة الحال-الا يتدخل بالسياسة كما انه لا يريد للسياسة ان تتدخل فيه .
ومما زاد الازمة تعقيدا الفساد والمفسدون وتجار الحروب واستغلال لقمة عيش المواطن و الذي تطالب جلسات الحوار على اختلافها بضرورة محاربته اومحاسبة القائمين بمثل هذه الاعمال يقول الدكتور المؤنس: المفروض بحالات الازمات والشدائد وبالحالة العقلانية قبل الدينية ان نكون ارقى و اكثر تيسيرا لحاجات الناس لأنه كما قال عز وجل «دائما يجب ان يكون مع العسر يسر» لكن المشكلة ان فئة من الناس تاجرت بهذه الازمة عن طريق الاحتكار ورفع الاسعار اكان على المستوى الغذائي او الطاقة كالغاز والمازوت و البنزين و غيرها من الحاجات الاساسية كما استغلوا حاجة الناس للسكن والعقارات من امور إيجار وبطرائق بشعة جدا وهذه امور محرمة حيث قال النبي عليه الصلاة «المحتكر ملعون» مثل الاحتكار الذي شهدته الازمة والذي اوصلنا للغلاء الفاحش لا مسوغ له بالرغم من الازمة فمثل هذا الغلاء يعني ان مفتعله بعيد عن رحمة الله فحديث الرسول يقول: رحم الله امرأ سمحاً اذ باع سمحا اذا اشترى فهذه الرحمة التي ارادها ربنا لنا اما نحن فلم يرحم بعضنا بعضا، لذلك الرحمة تبدأ من التيسير والايثار ومن ان يمد القوي يده الى الضعيف لأنه عندما يتعاضد الناس كمثل الجسد الواحد اذ شكا فيه عضو شكت كامل الاعضاء، يسوّر الوطن ضد الازمات والشدائد اما ان فقدنا يصبح مجتمعنا متوحشا مهما كانت ألقاب اصحابه وشهاداتهم وجمالهم او سياراتهم ومراكزهم لان المجتمع الذي يعيش الرحمة هو المجتمع الذي يعيش الغيرة والغيرية فيفكر كل انسان بالاخر، اما المجتمع الذي يختزن الكره والعدوانية فهو مجتمع لا بركة فيه ولا يمكن ان يستمر بالعيش وهي عوامل لتشكيل الارض الخصبة المظللة للتسلسل الارهابي واثارة الازمات وحصول الشدائد والمشكلات التي يتحمل وزرها هؤلاء ممن يسمون بالمعارضة الذين يبيحون القتل وتقطيع الاوصال وجلد الناس وسلخ جلدهم «وكأننا في مسلخ» كما يتحمل رد هؤلاء ومواجهتهم الخطاب الديني فعندما يكون مقصرا يظهر امثال هؤلاء ممن يعدون من يقاتلون معهم بحور عين في الجنة فربنا عندما امرنا وفرض علينا الجهاد في سبيل الله فهم هؤلاء او افهموا بأن ذلك يعني القتل والارهاب وتخريب البلاد وهنا يأتي دور خطابنا الديني واعلامنا ومنابرنا على اختلافها بتوضيح معنى الجهاد : الذي لا يكون جهادا حقيقيا بالاخرة الا بعد ان يتحقق الجهاد الحقيقي لصنع حسنة بالحياة الدنيا وصنع الرفاهية والطمأنينة وتحقيق العيش الكريم والمتراحم والمتعاون على الغيرية والايثارية في مستوى الوطن فهذا مجتمع محمد صلى الله عليه وسلم حيث المواطنون في توادهم وتراحمهم المجتمع الذي يحب فيه الانسان للاخر ما يحب لنفسه وذلك بقوله : لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه، كذلك وهو المجتمع الذي يتحقق فيه القول: لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا والمحبة ليست كلاماً وانما عمل حيث قال ألا ادلكم على عمل اذا عملتموه تحاببتم «أفشوا السلام بينكم » فكلمة افشوا السلام ليست كلاماً لانه قال ادلكم على عمل، وعمل السلام هو ان افسح المجال لك ان تكون بخير فإن اردت ان اخدم وطني فأخدم من حولي في الاسرة والطريق والعمل والوظيفة والسوق وان اكون بخير علي ان افكر كيف اصنع الخير للاخر ما يعني انه على الناس جميعا وعلى كل اجهزة الدولة ان تعيد النظر في وجودها ومراكزها ومواقعها وان توصف الامور على مستوى الازمة ، الازمة التي لا تحلها الا الاخلاقيات الرحيمة والصدق والكفاءات القديرة على التفكير والسهر على مصلحة البشر والشعب كما ينبغي ايجاد منابر للشعب يتوجه اليها أكان الاعلام او التربية او الاوقاف الكفيلة بتوجيه الخطب والمقترحات اضافة لممارسة الافعال لتفريج ازمة الشعب وتأمين مصادر حوائجه فاليوم لا تنفع حسب تعبير الدكتور عبد الرزاق : الحسنة بعشرة امثالها لأن المواطن يحتاج لمستلزماته الاساسية لحياته فتزول عنه اثار التوتر والاضطراب وكما قال الامام علي « لا تستشر من ليس في بيته دقيق.. فانه موله القلب» اي انسان تائه فكيف اذا لانسان تائه ان يكتب او يخدم وطنه ومجتمعه.
***
أيهم فيصل سرور- عضو لجنة الحي التجاري:
لا مكان لمن تآمر على وطنه واستدعى التدخل الخارجي على طاولة الحوار
السيد أيهم فيصل سرور عضو لجنة الحي التجاري قال: لايجوز لمن تآمر على وطنه واستدعى التدخل الخارجي واسترخص أن يبيع أو يباع وسمسرة على اخوته وأبناء شعبه من أجل حفنة من الدولارات والريالات بأن يمثل الشعب ويفرض إملاءاته المرسومة والمخطط لها مسبقاً وهناك من يدعي الانتماء الوطني ويناقض الواقع الذي يعيشه من هنا فإن منطق الحوار هو السبيل الوحيد للخروج من الازمة الحالية وكلنا أمل بهذه المرحلة من الولوج جيداً وبقناعة تامة في برنامج الحوار الوطني الذي سيضم كل شرائح المجتمع السوري ومن هنا ندعو أيضاً إلى دعم هذا التوجه وتفعيل البرامج الحوارية وايضاً الدرامية التي تنبه إلى الاخطار المحدقة بالوطن بناء على تطور الاحداث وكلنا نتابع بدقة ما ينشر ويبث في وسائل الاعلام السورية وخاصة برنامج سورية تتحاور والتي تنبه وتحذر من التطرف الديني وغيرها وختم لنعود إلى الوطن الذي هو ملاذنا الوحيد.
***
سهيل سعيد -مدير عام المؤسسة العامة للصناعات النسيجية:
الحوار على أساس الانتماء للوطن فوق كل شيء
لا شك ان الازمة حصلت من خلال استغلال بعض نقاط الضعف والخلل في السياسات الاقتصادية والاجتماعية والتي ادت الى بعض الوهن والضعف في الجبهة الداخلية حيث اقتنص اعداء سورية الفرصة التي سعوا وعملوا لها بهدف استكمال مخطط استهداف محور المقاومة ومع تقدم مشروع الاستهداف تطورت مفاعيل الازمة بالتزامن مع تقدم المؤامرة لتصل الى مرحلة الحرب القذرة التي تجلت بارسال المرتزقة والخبراء والجواسيس بالاضافة الى السلاح والمال كما تم شراء منابر مئات وسائل الاعلام التي بدأت بضخ السموم وتسويق شعارات ومصطلحات وافكار تدعو للكراهية والحقد والتعصب بين ابناء المجتمع الواحد بالاعتماد على العملاء والجهلة الذين تم توظيفهم لضرب وتدمير مقدرات الدولة والمجتمع.
وبالتالي فإن معرفة الاسباب قد تساعد في تجاوزها ولكنها لا تكفي حيث ان الاتفاق على تحديد المستفيد من الازمة يؤسس الى الاتفاق على آلية الخروج منها.
ونظرا لتشابك اثار الازمة مع اسبابها بدأ السوريون يدركون انهم فقط من يدفعون الثمن على حساب وجودهم وامنهم الاجتماعي والاقتصادي.
وان عدوهم هو المستفيد الاول من الازمة واستمرارها وهذا الوعي الجديد يحفز على البحث عن وسائل ومتطلبات الخروج من الازمة.
وبالتالي لا بد من تضافر جميع الجهود على المستوى الرسمي والاهلي من خلال تفاعل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية مع الفعاليات السياسية والاجتماعية والاهلية مع عدم اغفال دور المنظمات الشعبية والمؤسسات التعليمية والنقابات المهنية والشخصيات الحكومية والوطنية لاقامة ورشة عمل تتصارع وتتفاعل خلالها الاراء والافكار بغية الوصول الى تعريف مشترك للمصطلحات والمفاهيم وبما يخدم المصلحة الوطنية العليا.
ولكي نخرج من دائرة القراءات المختلفة فلا بد من الحوار الوطني الشامل والمفتوح تحت قاعدة ايمان المتحاورين بأن الانتماء للوطن فوق جميع الانتماءات الاخرى.
وبالتالي يمكن للحوار ان يساهم في تعزيز القواسم المشتركة بين المتحاورين للوصول الى مفاهيم مشتركة حول الكثير من المصطلحات والمفاهيم وبشكل خاص تلك التي تتسم بالضبابية لدى بعض السوريين ولذا نرى ان الحوار البناء سيؤسس الى فهم مشترك لهذه المصطلحات مما يقتضي اشراك جميع مكونات المجتمع السوري وعدم السماح بالاقصاء او الالغاء او الفوقية لأن الحوار هو سيلة تسمح بصراع الافكار لكي تنتصر الفكرة الصحيحة حيث ان معيار صحة الفكر والنهج محكوم بما يخدم مصلحة سورية التي يجب ان تكون فوق جميع المصالح .
وبالتالي من المهم ان نعي ان على السوريين مسؤولية تاريخية على المستوى الوطني والانساني وهذه المسؤولية تفرض على السوريين الجلوس على طاولة الحوار متسلحين بايمان مطلق بأن السوري لا ينتصر على السوري وانما ينتصر للسوري وسورية.
وهنا لا بد من الاشارة الى مخاطر تحويل الدعوة الى الحوار الى شعار وكأنه غاية وليس وسيلة وبالتالي هدر الزمن في الوقت الذي يتعرض فيه الاقتصاد السوري هجوم ممنهج من خلال تدمير البنية التحتية و المواقع الانتاجية العامة والخاصة ومراكز الخدمة بهدف تحقيق الانهيار الاقتصادي والاجتماعي وبالتالي سقوط الدولة من خلال اطالة الازمة .
في ختام حديثه طرح المهندس سهيل سعيد سؤال يقول: هل هناك من سوف يرفض الحوار؟
واجاب عليه بالقول: بالاستنتاج نقول ان بعض الجهات سوف ترفض الحوار بل سوف تحاول منع الحوار او افشاله ان لم تستطع منعه لا لشيء الا لأن هذه الجهات لا تملك قرارها لأنها ارتهنت للارادات الخارجية وبالتالي هي تحمل السلاح لخدمة اعداء السوريين لانهم لا يعرفون معنى العزة والكرامة الوطنية.
وهذا برأينا لا يسيء للحوار لأن من ارتضى لنفسه خدمة مصالح الاعدء فقد صنف نفسه ضمن خانة اعداء الداخل ولأنهم اخطر من اعداء الخارج فرن مصلحة سورية تقتضي محاربتهم واجتثاثهم من المجتمع في حال لم يعودوا الى حضن الوطن.
لقد غاب عن اقطاب العدوان ان سورية التاريخ كانت منصة لانطلاق منظومة القيم الانسانية وبالتالي فمن غير المسموح ان تسقط لأن سقوطها يعني سقوط البشرية من عالم الانسانية الاخلاقي.
لذلك نؤمن بأن سورية ستحقق اعظم انتصار في التاريخ لاهن حضارتها تقارب عشرة الاف عام عاش السوريون ما يزيد عن ستة الاف عام قبل نزول الرسالات السماوية تعحكمهم منظومة متكاملة لادارة شؤونهم الاقتصادية والاجتماعية والقانونية متحصنين بمنظومة اخلاقية راقية حيث كان الانبياء والقادة العظماء يموتون من اجل حياة الشعب مما كرس مبدأ الفداء حيث سادت ثقافة الاستشهاد والتضحية بالنفس من اجل استمرار وارتقاء الحياة ولذلك نرى اليوم ان الجندي السوري يبذل دماءه ويضحي بحياته من اجل تحيا سورية ولأن هذا المبدأ عقول شريحة من الشباب لدفعهم للانتحار والقتل والتخريب تحت عنوان جهادي مزيف يبرر ممارساتهم وسلوكهم الاجرامي ويعدهم بالحوريات التي تشبع غرائزهم الحيوانية ولكن غاب عن بالهم ان السوريين كانوا وسوف يبقون حراساً لقيم الحق والخير والجمال وان قوة ارادتهم ومضاء عزيمتهم ستسقطان المشروع المعادي لمشروع ولادة سورية الجديدة المنتصرة.
***
إبراهيم البقاعي - مدير صناعة ريف دمشق:
تعميم ثقافة الحوار ضرورة للخروج من دوامة العنف
أن تعميم ثقافة الحوار الوطني بين أفراد الوطن الواحد ضرورة ملحة لوقف العنف أولاً، ولايجاد حلول تحد من تفاقم الأزمة التي استشرت في سورية، فطالت القطاعات كافة بنتائجها، سواء على مستوى أفراد المجتمع، أو أعمالهم، أو ممتلكاتهم ويضيف: ثمة شروط عديدة لنجاح الحوار الوطني، وأول هذه الشروط تكمن في اختيار الأشخاص المناسبين والذين يتمتعون بصفات خاصة للقيام بهذا الدور من مثل (الحلم، بعد النظر، الإلمام الواسع بإدارة الأزمة، الثقافة..) ويضاف إلى ذلك الخبرة الواسعة في معالجة هذه الأمور، كل ذلك قد يضمن الوصول إلى نتائج ايجابية للحوار، وبرأيه فإن أي دراسة لنقطة عمل يجب أن تتسم بالبعد الاستراتيجي، فإذا لم يتمتع الشخص المحاور بالعناصر المذكورة آنفاً، فمن الصعوبة الوصول إلى الهدف المنشود للحوار..
ومن الشروط الأخرى أيضاً لحوار ايجابي ناجع، توفر البيئة المناسبة للحوار، وهذا مطلوب من الأطراف المتحاورة أن توفره، فعندما توجد البيئة وحسب المعايير المطلوبة لذلك، لاشك أن تثمر هذه التجربة نتائج إيجابية وتسير بها خطوات لحل الأزمة القائمة في سورية.
ويرى بدوره أن الإرادة للوصول إلى الهدف، هي الشرط الثالث لنجاح تجربة الحوار الوطني.. رغم الصعوبات التي يمكن أن تواجه هذا اللقاء الحواري، إذاً الإرادة شرط أساسي وضروري ومحوري لنجاح الخطوة باتجاه حوار وطني يتسم بالايجابية والفاعلية.
أما بشأن الضمانات التي وضعتها الدولة، فبرأيه هي جيدة، لكن الأمر يتطلب مشاركة الأطياف جميعها على أوسع مستوى لكن ضمن الشروط التي سبق ذكرها.. فالجميع معني بحل الأزمة في سورية، وخصوصاً أن آثارها السلبية والهدامة طالت الجميع على اختلاف اتجاهاتهم وأطيافهم...
ويرى البقاعي أننا يجب أن نتحاور مع أصحاب القرار، للحصول على نتائج وفوائد من هذا الحوار، والوصول إلى مجتمع محلي بمستقبل أفضل، وهذا بالطبع يتطلب آليات عمل لمشاريع تنمية اقتصادية ترفع من الناتج الإجمالي لقطاع الاقتصاد والصناعة..
وكمرحلة أولى، يمكن أن تساهم في خلق البيئة المناسبة لهذا الأمر من خلال الميزات المطروحة في المدن والمناطق الصناعية، وطرح مبادرة تخدم البيئة المستقبلية لقطاع الصناعة والاقتصاد.