وتأسيساً على ذلك فإن حقيقة أن عروش آل سعود وآل ثاني ومرسي الإخواني في مصر بدأت تتزلزل وتتهاوى منذرة بسقوط حتمي لم تعد خافية على أحد،بل لعلها باتت اليوم الهاجس الأكبر الذي يؤرق الولايات المتحدة ويهدد بنسف مصالحها في المنطقة كيف لا وهذه الأنظمة هي أنظمة غارقة في التبعية والعمالة والارتهان للعم سام من رأسها حتى أخمص قدميها؟!.
هذه الحقيقة أكدتها هذه المرة مصادر دبلوماسية واسعة الاطلاع لصحيفة المنار المقدسية وذلك نقلاً عن وثيقة داخلية أمريكية موضحة أن أنظمة دول الخليج تعيش حالة من فقدان التوازن بمن فيها النظام السعودي والنظام القطري والنظام الإخواني في مصر.
وفي هذا الصدد قالت الصحيفة إن الوثيقة التي تشرح اللقاءات بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والمسؤولين في الدول العربية التي زارها مؤخرا أفادت بأن حالة الضياع والخوف من السقوط لا تقتصر على الدول التي لم يصلها ما يسمى الربيع العربي بل أيضا تلك الدول التي وصل إليها كمصر وتونس واليمن.
وأضافت الصحيفة أن الخطير في هذا التقييم الذي تضمنته الوثيقة والتي خرج بها خبراء ومختصون في دائرة الشرق الأوسط والخليج في وزارة الخارجية الأمريكية هو أن واشنطن تواجه حالة خطيرة تستدعي علاجا سريعا خوفا من أن تقع مصالحها في دائرة الخطر الجدي لذلك ترى الوثيقة أن التعامل الأمريكي مع تلك الأزمات هي رؤية غير صحيحة وأن الطرف الذي راهنت عليه أمريكا لاستلام زمام الأمور في الدول العربية جماعة الأخوان المسلمين لا يملك المقومات التي تسمح له بإدارة سليمة للحكم.
وأوضحت الوثيقة أن هذا التنظيم مازال في مرحلة التلمس والتحسس ولم تقو عضلاته بعد أما بالنسبة لما يحدث في السعودية وقطر ودول خليجية أخرى فان الوثيقة توقعت اندلاع احتجاجات شعبية غاضبة عنيفة في ساحاتها في مواجهة تلك الأنظمة التي تمارس القمع والجهل والظلم وفي ساحاتها رغبة قوية بالتغيير وإصلاح الأوضاع وهذا يعني أن الأنظمة الخليجية هي الآن في دائرة الخطر الحقيقي وأن على واشنطن إدراك ذلك والعمل قبل فوات الأوان.
والجدير ذكره أن معظم الأنظمة الخليجية تدور في فلك السياسة الأمريكية والأوروبية منذ عشرات السنين وتتبع إليها سياسيا واقتصاديا وعسكريا حيث توجد العديد من القواعد العسكرية الأمريكية في قطر والسعودية والكويت ودول أخرى ما يعني أن هذه الدول فاقدة لسيادتها وقرارها السياسي والاقتصادي المستقل.