ولئن تفرَّدَ -عاشقاً- قلبي
لوجهكَ لا يُلامْ..
إني أحبكَ وانتهى تعب الكلامْ.
يا طالع الحبّ النقيّ
ووجهيَ العفويِّ لولا
لمسُكَ الحاني على جرح ِ الندى
ما كان للجرحِ التئامْ.
إني أحبك وانتهى تعبُ الكلامْ.
فلتكتبِ الأيّامُ عنّي ما تشا..
قلبي أحبّكَ وانتشى..
ومضى لأجلكَ حالماً
ولدربِ غيركَ ما مشى..
فلتكتبِ الأيام عنّي ما تشا..
ولتكتبِ الأيامْ..
إني أحبك وانتهى تعب الكلامْ.
-2-
إني أحبكَ قُلتها
والزهر عرّشَ فوقَ وجهيَ وانثنتْ
شغفاً على كفيَّ أسرابُ الحمامْ..
وسطَتْ على رقصِ الغصونِ أناملُ الأنسامْ..
إني أحبك وانتهى تعب الكلامْ.
يا منْ حملْتَ وصايا كلّ الياسمين على يديكْ
يا من نثرْتَ الحبّ في عطشِ الحقولِ
الخضْرِ من عينيكْ..
يا من لديكَ موانئ الصّمتِ الأخيرِ جوابُهُ
للعاشقين سؤالهم.. يا من لديكْ..
سأحبّكَ الآنَ انتماءً للربيعِ لكلّ شيءٍ
مُشْبَعٍ بالحبّ أهربُ من تفاصيلي
ومن نفسي إليكْ..
يا من سكَنْتَ مواسمَ الأحلامْ...
منّي على عينيكَ يا عمري.. سلامْ.
إني أحبكَ وانتهى تعب الكلامْ.
-3-
يا من نقشْتُ على جبينيَ وجهَهُ
وعلَنْتُ قلبيَ حبّهُ
ونسيتني.. وذكرْتُهُ
يا من أتيتَ كخارجٍ عن ذلك الزمن الكثيفْ
فرسمْتَ في جرحي ملامح طفلةٍ
ورسمْتَ عمراً قادماً ورسمتَ صيفْ
كيف اتّكأتُ عليك من تعبٍ
وكيف نسيتُ وجهيَ فوق صدركَ غافياً
ونسيتُ كيفْ..
يا من أتيتَ كنيزكٍ
من عتمةِ الفرحِ القديم نشلْتني
ومسحْتَ عن عينيّ زيفْ..
يا من أتيت بروعة الأقلامْ
وأنرْتَ في قلبي دهاليز الظلامْ
ونطقْتَ في ذاك الصباح كزهرةٍ
إذ باحتِ الأكمامْ
إني أحبكَ وانتهى تعب الكلامْ.
أنا كنتُ قبلكَ قد تعبْتُ من الجراحْ
أنا كنت قبلك مثل عصفورٍ غريبٍ
لا يجيد بلحنهِ لغةَ الصباحْ
فأعرْتَني قصصَ العصافير الصغيرة
للبنفسج والنسيمِ أعرتني..
سرَّ الرّياحْ...
وأمرْتني
الآن كوني طفلةً أنثى
الآن كوني نسمةً من شهوةٍ
من نرجسٍ من ليلكٍ وأقاحْ
وأمرتني..
الآن كوني جذوةً للمغرمين وللغرامْ
علّمتني بالحبّ كيف تُخلَّدُ الأيامْ
علّمتني وأمرتني.. فلتنهضي
عنقاءَ أنثى من تواريخ الحطامْ
وأريتني كيف النجومُ تجيئني
تنسى عناوين الليالي الماضياتِ بشوقها..
وتنامْ..
ما كان إلا أنْ أقصّ حكايتي
هذا المسا.. وأعيدها وأعيدها
إني أحبكَ وانتهى تعب الكلامْ.