ولد عبد العزيز الميمني «الراجكوتي» في إقليم كاتهيا الهندي عام 1888. دخل الكتّاب، وتابع تعليمه العالي على يد كبار الأساتذة والعلماء آنذاك. ومن ثم انكب على قراءة قدماء المؤلفين العرب، وتعمق في الأدب وعلم اللغة، وأتقن اللغة العربية والفارسية، بالإضافة إلى اللغة الأوردية.
عين أستاذاً في الكلية الإسلامية في بيشاور الباكستانية، وقام بتدريس اللغتين العربية والفارسية. وانتقل فيما بعد إلى مدينة لاهور وشرع بتدريس اللغة العربية في الكلية الشرقية. وربما لم يطب له المقام في لاهور، فغادر إلى الجامعة الإسلامية في عليكره الهندية، واستقر فيها زمناً طويلاً، وتسلم فيها منصب رئيس قسم اللغة العربية.
انتخب الميمني عام 1928 عضواً مراسلاً في المجمع العلمي العربي في دمشق، وعضواً مراسلاً في مجمع القاهرة.
كانت دمشق تتقلد موقع الحظوة والمحبة الكبيرة في قلب وعقل الميمني، وكان يتغنى بغوطتها ويطلق عليها «جنة الدنيا». وقد كرمته سورية عام 1977، بتقليده وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى، لما قدمه للغة العربية وللتراث العربي.
طاف الميمني في البلاد العربية، فزار دمشق ومصر، وتعرف بعلمائهما وأدبائهما، واطلع على المخطوطات الثمينة التي تعج بها متاحفهما ومكتباتهما، وأفاد منها في تحقيق كم هائل من الكتب، وتقديمها للقارئ والباحث العربي. وفي استنبول أيضاً وجد الميمني كنوزاً من المخطوطات العربية، فاطلع عليها وأفاد منها.
أحيل الميمني على التقاعد عام 1956، فغادر عليكره الهندية إلى كراتشي الباكستانية، وتسلم منصب رئيس قسم اللغة العربية في جامعتها، بالإضافة إلى منصب مدير معهد الدراسات الإسلامية لمعارف باكستان.
زار الميمني دمشق آخر مرة عام 1960، بدعوة من وزارة الثقافة والإرشاد القومي، وحظي بتكريم كبير من علماء وأدباء دمشق، كما أفادوا من علمه في تحقيق المخطوطات ومن معرفته الواسعة بالأدب العربي. وتوفي في عمر التسعين عام 1978 بعد معاناة مع المرض.
حقق وكتب عدداً كبيراً من الكتب منها: إقليد الخزانة، ابن رشيق، رسالة محيي الدين بن عربي إلى الإمام فخر الدين الرازي، أبو العلاء وما إليه، رسالة الملائكة، سمط اللآلي.
okbazeidan@yahoo.com