تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ديفيد لين فناناً وإنساناً

ملحق ثقافي
2012/6/12
ترجمة: إسراء محمد:قد يستغرب الكثيرون أنني أكتب عن هذا المخرج الراحل بلا مناسبة.

والحق أنني شخصياً كنت من المتابعين وربما هذا شأن آخرين أيضاً – لأفلامه – وأزعم أنني قد شاهدت معظم أعمال هذا المخرج القدير بدءاً من «حوار قصير»‏

والآمال الكبيرة ومروراً بـ «اولفير» و»جسر فوق نهر كواي» وانتهاء بـ «لورنس العرب» و»دكتور زيفاغو» و»ابنة رايان» و»ممرالى الهند». وإنني لم أتابع أفلامه فحسب بل لم أترك فرصة في التعرف على سيرته وجوانب حياته الغنية.‏

ولأنني كنت مولعاً بأفلام هذا المخرج وسيرته وبكل ما تتناوله الصحافة السينمائية بشأن تفاصيل فنه وحياته لم أكن أفرط بـ «شاردة أو واردة» تخص هذا المخرج. وهذا ما حدث لي قبل أيام.‏

كنت أقرأ بعض جوانب من سيرة الممثل عمر الشريف واستوقفتني في هذه السيرة ما ذكره هذا الممثل عن صديقه ديفيد لين.‏

كانت تربط الاثنين صداقة وثيقة إلى درجة أن هذا المخرج شرع يؤدي دور المعلم الناصح الذي اشترط على نفسه أن يعي تلميذه النجيب مخاطر المهنة، لذا ألح على تحذيره من مطبات السينما التجارية وحثه على عدم التورط في أفلام هابطة.‏

لكن عمر الشريف وجد نفسه متورطاً في عقد مع شركة كولومبيا لمدة سبع سنوات حيث لم يستطع فكاكاً من الأدوار الهزيلة بما في ذلك دوره في فيلم «سقوط الإمبراطورية الرومانية».‏

ديفيد لين كان يتابع تلميذه النجيب. وها هو الآن يستعد لتصوير فيلم «انظر الحصان الشاحب» الذي يؤدي دور البطولة فيه كريغوري بيك وانتوني كوين.. وكان المخرج بحاجة إلى دور شخصية كاهن إسباني.‏

ديفيد لين يترك تلميذه عمر الشريف يتخبط في حيرته. لقد عرض لين عرضاً سخياً على شركة كولومبيا لقاء استئجاره في تمثيل الدور، وقد سمحت هذه الصفقة لعمر الشريف بأن يمثل «زهرة أفلامه» والتعبير له.‏

الواقع أنني كنت أجهل هذه المعلومة التي أعتبرها مهمة لكونها أمدتني بانطباع زاد من قناعتي بأصالة المخرج ديفيد لين فناناً وإنساناً.‏

لقد قدم لنا لين عبر هذا الحدث درساً تربوياً قلما يقدمه مخرجون معاصرون آخرون.‏

أليس كل هذا يبرر الحديث عن المخرج ديفيد لين في مناسبة أو دونها؟‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية