فبدؤوا بالجنوح نحو إعادة مقارباتهم العسكرية والسياسية، تحاشيا لهزائم جديدة، قد لا يكون بمقدورهم تجنب تداعياتها.
دخول وحدات الجيش إلى العديد من المدن والقرى بأرياف الحسكة والرقة وحلب، أكبر شاهد على تسليم منظومة العدوان بهزيمة مشروعها، ولعل تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن الدولة السورية هي المعنية بحماية المكون الكردي من العدوان التركي هي اعتراف واضح بأن الجيش العربي السوري هو الضمانة الوحيدة لحماية السوريين ضد أي غزو خارجي، وبأنه صاحب الكلمة العليا في الميدان، ويمتلك الحق الشرعي لإعادة بسط الأمن والاستقرار.
كذلك فإن تصريحات ترامب التي رافقت إعلان انسحاب قواته المحتلة، وتخليه عن مرتزقته» قسد»، إضافة إلى إقراره قبل أيام بأن حروب بلاده في المنطقة كانت أسوأ قرار اتخذته أميركا في تاريخها، تشير بكل وضوح إلى هزيمة المحور الداعم للإرهاب سواء في سورية، أو غيرها من دول محور المقاومة، على اعتبار أن أميركا تشكل رأس الحربة، في كل المشاريع التي تستهدف شعوب المنطقة، وعندما تعلن هزيمتها، فلا ريب أن كل أدواتها الغربية والإقليمية والمستعربة ستسير في ركبها، بشكل أو بآخر، وتلويح فرنسا بالانسحاب من «التحالف الأميركي» المزعوم، مثال حي على ذلك.
مع تسارع الأحداث والتطورات الميدانية على إيقاع إنجازات الجيش المتلاحقة، تتلاشى كل أوهام المراهنين على إضعاف الجيش، وتتهاوى معها مشاريع استعمارية كبيرة، وسرعان ما سيدرك نظام المجرم أردوغان أنه لن يحصد من وراء عدوانه سوى المزيد من الارتدادات العكسية على الداخل التركي الذي ضاق ذرعا من سياساته الداعمة للإرهاب، والتي خلقت المزيد من العداوات مع دول الجوار، والكثير من بلدان العالم، حيث أن رهانه الدائم على الإرهاب لن يدوم طويلا، ولن يكون مصير فلول التنظيمات الإرهابية التي يمتطي سرجها في سورية اليوم مختلفا عن مصير عشرات آلاف الإرهابيين الذين تم دحرهم على يد الجيش العربي السوري في الكثير من المناطق التي كانوا يعيثون فيها خرابا ودمارا في السابق.