ودويلة قطر ومصر ضد سورية في محاولة لاستدراج التدخل الخارجي في شؤون سورية بعد أن فشلت محاولاتهم العديدة في كسر إرادة وصمود الشعب السوري عبر فرض العقوبات ودعم المجموعات الإرهابية المسلحة، وأخيراً هزيمتهم في مجلس الأمن الدولي حيث كان الفيتو الروسي الصيني بالمرصاد لمشروع قرارهم الجائر والذي كان يراد منه استنساخ الملف الليبي للنيل من دور سورية وتصفية حسابات قديمة جديدة مع الشعب السوري الذي أبدى صموداً أسطورياً في مواجهة المخططات العدائية التي تستهدف أمنه واستقراره.
قرار الأمم المتحدة اللاشرعي والذي اتخذ بجلسة تفتقر إلى الإجراءات القانونية التي نص عليها ميثاق الأمم المتحدة لن يساعد في حل الأزمة السورية بل سيزيدها تعقيداً ويدعم الإرهاب لأنه سيعطي الضوء الأخضر للمجموعات الإرهابية المرتبطة بالدول الاستعمارية والمدعومة من الدول العربية التي تقدمت بمشروع القرار بالمال والسلاح لتصعد من أعمالها الإجرامية بحق المدنيين الآمنين وزيادة أعمال التخريب والفوضى حيث تم استهداف المدارس وخطوط نقل النفط والسكك الحديدية واغتيال العلماء والأطباء ولم يسلم من أعمالهم الانتقامية العدائية الجبانة العلماء المسلمون وآخرهم الشيخ أحمد صادق امام مسجد أنس بن مالك، الأمر الذي يؤكد تماماً أن من قدم مشروع القرار يعرف تماماً تداعياته التي من شأنها زيادة الفوضى لا المساهمة بحل الأزمة ومايشير أكثر أن الدول الاستعمارية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية التي مارست ضغوطاً كبيرة على الدول الأعضاء التي تبنت مشروع القرار الجائر اللاشرعي، أنها لاتريد التوصل إلى حلول سلمية للأزمة السورية هو رفضها لمشروع التعديل الذي تقدمت به روسيا والذي ينص على أن تنأى المعارضة عن المجموعات الإرهابية التي تستخدم السلاح وتؤجج العنف ضد الحكومة وتعرقل الإصلاحات وإيجاد آلية لوقف هذا العنف من قبل هؤلاء الإرهابيين الأمر الذي يؤكد للسوريين ولأحرار العالم أن سورية مستهدفة وأن الدول الاستعمارية تسعى إلى إيجاد شرعية دولية لمحاولاتها الرامية إلى التدخل بشؤون سورية بعد أن وفرت وشجعت أعمال العنف والفوضى واستخدمت الجامعة مطية لتكون غطاء اقليمياً لمؤامراتها ومخططاتها العدائية تجاه سورية وشعبها.
لقد تجاهل المتآمرون والعملاء ولاسيما مسؤولو دول الخليج الذين أظهروا كل حقدهم سلسلة الاصلاحات التي قامت بها القيادة السورية ومنها رفع حالة الطوارىء وقانون الادارة المحلية والاعلام وغيرها من الاجراءات، والتي كان آخرها طرح مشروع الدستور الجديد على الاستفتاء الشعبي تمهيداً لإقراره وأصر هؤلاء المأجورون على المضي في محاولاتهم لاضعاف سورية عبر إثارة الفوضى واستدراج التدخل الخارجي ودعم الإرهابيين بالمال والسلاح واستمرار تشويه الحقائق عبر إعلامهم المضلل وتشجيع شيوخ الفتنة التابعين لهم على إصدار فتاوى تجيز العنف في سورية وتحرّمه في بلادهم مايؤكد أن شعاراتهم التي يستخدمونها ويتلطون وراءها مثل الحرية وحقوق الإنسان، ومصالح الشعب السوري ليست سوى شعارات زائفة تستخدم كوسيلة لتحقيق أجندات استعمارية تخدم أسيادهم في البيت الأبيض والكيان الصهيوني .
لقد ترسخت قناعة كاملة لدى الشعب السوري بأن الجامعة العربية قد باتت مسلوبة الإرادة وأن من يقودها الآن من دول الخليج قد حرف مسارها ودورها الآن يتقاطع مع المصالح الإسرائيلية حيث التآمر على دولها وشعوبها أصبح واضحاً وهذا مايجعلها منظمة إقليمية بلا هوية وأصبحت مطية لتنفيذ أوهام مسؤولي دويلة قطر وبعض المسؤولين السعوديين الذين تخلوا عن عروبتهم لصالح المخططات الاستعمارية التي تهدف إلى تفتيت دول المنطقة وإضعافها خدمة لمشروع الشرق الوسط الجديد والذي يصب في مصلحة الكيان الصهيوني.
بهذا الفصل من التآمر على سورية يكون العملاء قد استنفدوا معظم أدوارهم القذرة ضد سورية وماعليهم إلا أن ينتظروا مستقبلهم الأسود كمصير أي عميل عبر التاريخ والشعب السوري الذي كرس مقولة ياجبل ماتهزك ريح بتمسكهم بوحدتهم الوطنية وتصديهم للمؤامرات والتحديات لايفصلهم عن إعلان النصر على المتآمرين والمراهنين والعملاء إلا خطوات قليلة بعد أن تلاشت معظم فصول المؤامرة بفضل وعي الشعب ومساعدة الأصدقاء في العالم ولاسيما روسيا والصين .