تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


النزف المستمر

تحقيقات
الأحد 19-2-2012
عدنان سعد

مشكلة سرقة الكابلات من المشكلات المزمنة التي يعانيها قطاع الاتصالات الثابتة.. وما يترتب عليها من عرقلة تنفيذ للخطط التنموية وعدم تأمين الخدمة للمشتركين والنزف الجائر للموارد المالية.

ورغم الإجراءات المتخذة ومؤازرة الجهات المختصة.. إلا أن المشكلة تشهد نمواً متصاعداً وينشط العابثون في تقطيع أوصال الشبكة بكافة السبل.. بالتزامن مع ارتفاع السعر العالمي للنحاس..‏

والخسارة الحاصلة ليست مئات ملايين الليرات المهدورة كقيمة لمئات الآلاف من أمتار الكابلات المسروقة فقط، وإنما ما سببته من إرباك حقيقي للمؤسسة من خلال تدني العوائد المالية المقدرة للخزينة العامة واستنزاف مبالغ غير محسوبة لتأمين كابلات بديلة عن المسروقة، وقد تكون غير متوفرة وفوات عوائد جراء انقطاع الخدمة.. أي الخسارة مكعبة.‏

وفنياً أدت مشكلة سرقة الكوابل إلى انغماس الكادر البشري في جميع المحافظات في عمليات تأمين البدائل وإعادة توصيلها عوضاً عن متابعة إنجاز الخطط الموضوعة للتركيبات وتوسيع قاعدة المشتركين وعمليات الصيانة.‏

وانعكست المشكلة سلباً على المواطنين من خلال عدم تأمين الخدمة المطلوبة ما أثر على الجودة وانقطاع الانترنت وبالتالي اهتزت مصداقية المؤسسة في خدمة الزبائن.. ولم نعط التعاميم المسطرة إلى قيادات شرطة المحافظات النتيجة المرجوة رغم مئات الضبوط المسطرة بحق لصوص الشبكة.‏

وهنا يجدر بالمعنيين في قطاع الاتصالات اللجوء إلى مبدأ التشاركية مع المواطنين لحماية الشبكة ولأن نشر الوعي والتحذير من المخاطر المحتملة على إنجاز الأعمال والتواصل الاجتماعي تعد الحل الأنسب إذا أخذنا بالحسبان أن ضبط بعض حالات الاعتداء بالجرم المشهود على الشبكة جاء نتيجة لتعاون المواطنين.‏

فلماذا لم تعتمد مؤسسة الاتصالات لغاية الآن صيغة تشاركية مناسبة مع المواطنين لوقف النزف الجائر لمواردها؟!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية