تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الفيتو الروسي الصيني والنفاق الأميركي

عن موقع: commondreams
ترجمة
الأحد 19-2-2012
ترجمة: خديجة القصاب

اقترحت الأمم المتحدة أجندة جيوبوليتيكية هزيلة تتعلق بحل الأزمة السورية الراهنة وجعلت تلك الأجندة تتبوأ طليعة القانون الدولي الخاص بحقوق الإنسـان 0

هذا بينمـا نصبت فرنسا مظلة فـوق المغرب لمساعدته على التهرب من محاسبة المجتمع الدولي له نتيجة استمراره في احتلال الصحراء الغربية كذلك الأمر بالنسبة للولايات المتحدة التي تقدم غطاءً دولياً «لإسرائيل» في مجلس الأمن يؤمن لها فرص الإخلال بواجباتها والتزاماتها المرتبطة بحقوق الإنسان 0‏

وكانت الصين قد استخدمت حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن ثماني مرات منذ عام 1970 في حين لم تتبن روسيا الاتحادية هذا الحق سوى (13) مرة أما الولايات المتحدة فقد وصل عدد المرات التي استخدمت فيه حق الفيتو (83) مرة وبشكل رئيسي للدفاع عن حلفائها الذين وجهت إليهم تهمة انتهاك القانون الدولي الخاص بحقوق الإنسان ومن بين (83) فيتو أميركي رفعته واشنطن في مجلس الأمن هناك (42) حقاً للنقض من أصل الرقم المذكور رفع لحماية «إسرائيل» من انتقادات وجهت إليها نتيجة قيامها بممارسات غير قانونية كارتكابها جرائم حرب ضد الفلسطينيين ولا تزال «إسرائيل» حتى اليوم تحتل وتستعمر رقعة كبيرة من جنوب غربي سورية إلى جانب انتهاكها سلسلة قرارات صادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 0‏

وبالرغم من الانتهاكات التي ارتكبتها الولايات المتحدة في مجلس الأمن كانت وزيرة خارجية الولايات المتحدة هيلاري كلينتون تصر على أن كلاً من روسيا والصين مسؤولتان عن تحديد تحركات مجلس الأمن خلال دفاعه عن حقوق الإنسان الأساسية‏

وكانت «سوزان رايس» سفيرة واشنطن لدى مجلس الأمن التي عبرت عن اشمئزازها من الفيتو الذي استخدمته كل من روسيا والصين مؤخراً في مجلس الأمن لصالح سورية قد أثارت العام الماضي أي عام 2011 اشمئزاز العديد من المدافعين عن حقوق الإنسان حول العالم ففي التاريخ المذكور صوتت «رايس» هذه بشكل مخالف لقرار كان قد حصل آنذاك على إجماع أعضاء مجلس الأمن لصالح مبدأ قانون حقوق الإنسان الدولي كما نصت عليه اتفاقية جنيف الرابعة وقرارات أربعة صدرت عن هذا المجلس والعلامة الفارقة لقرار المحكمة الدولية وينص هذا الأخير على أن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير شرعية ويجب العمل على تجميد الأنشطة الاستيطانية الجديدة.‏

ويذكر «ستيفن ذونيس» كاتب هذا المقال أنه رغم رفض التبريرات حول هذا الفيتو الروسي الصيني المزدوج إلا أن ردود فعل عدد من مسؤولي الولايات المتحدة تظهر النفاق والرياء الأميركي على نطاق واسع على هذا الصعيد مع عدم الأخذ في الحسبان سلسلة من الأخطاء السياسية الفاضحة ارتكبتها واشنطن وترتبط بالأزمة التي حلت بسورية0‏

ويكمن أحد الأسباب وراء تحفيز كل من روسيا والصين لاستخدام الفيتو مؤخراً في مجلس الأمن في استذكار ما أقدمت عليه هاتان الدولتان عندما سمحت العام الماضي بتمرير قرار في مجلس الأمن يدعو إلى فرض حظر جوي على ليبيا فضلاً عن استخدام رسائل دفاعية أخرى تهدف إلى حماية المدنيين من هجمات القوات المؤيدة للقذافي ولكن ولسوء الحظ ذهب الناتو إلى أبعد من المهام المنوطة به مبتعداً عن التفويض الذي منحه إياه مجلس الأمن الذي يرمي إلى حماية أرواح المدنيين الليبيين ليغدو الغطاء الجوي للمتمردين الليبيين لينتهي الأمر بأن أصبح الناتو مسؤولاً عما لحق بالمدنيين من أضرار وإصابات مادية ومعنوية.‏

 بقلم « ستيفن ذونيس‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية