تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هل يحق لدول الخليج إعطاء دروس في الديمقراطية؟

شؤون سياسية
الأحد 19-2-2012
منير الموسى

في زمن ولت فيه منظومة القطب الواحد تعربد أشباه الدول وأشباحها على التاريخ بمحاولات تزويره وهي لم تكن يوماً قط منابر للحقيقة بل أدوات للتآمر تستخدم واشنطن من يومها أقاليمها قواعد عسكرية وحكامها أدوات لإذكاء الحقد وإشعال الحروب ووسيلة لبناء حرب نفسية تخدم إيديولوجيتها المسيطرة عالمياً.

وهي على الرغم من تلفيقها وتزويرها الواضحين وضوح الشمس في الأزمة السورية التي افتعلت قسراً لتخريب سورية وإراحة «إسرائيل» تريد أن تفرض نفسها عنواناً لحقيقة افتراضية لا تعيش إلا في خيالات أولئك المرضى النفسيين الانفعاليين غير الفعالين البتة. وفي كل يوم تصدر تصريحات لمسؤولين إسرائيليين يبدون رغباتهم الشديدة في إسقاط سورية الممناعة لحساب التكفيريين وآخرهم موشيه يعالون الذي أكد وجود اتصالات بين «إسرائيل» وأعضاء في المعارضة والجماعات التكفيرية وكذلك رئيس كتلة العمل البرلمانية عميرٍ تسوغ الذي اعترف باجتماعاته معهم. ويتناغم مع الرغبات الإسرائيلية حكام قطر والسعودية، فقد أعلن سعود الفيصل دعمه لهذه المعارضة بكل الوسائل المادية والسياسية، معلناً هو وغيره من جيرانه القطريين \أنهم سيمدون المعارضة بالسلاح، علما أن مدها بالسلاح والمال ولجوءهم أكثر من مرة إلى مجلس الأمن لحمايتها كان دأبهم منذ بداية الأحداث التي افتعلوها ومولوها لتخريب سورية، وكذلك المسؤولون الأميركيون الذين تناغم معهم زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري الضالع في التحريض على سورية، في تنفيذ لسياسة قذرة بحق الشعب العربي السوري بينما يخيم صمتهم على الجرائم الإسرائيلية.‏

وعلى سيرة التاريخ ثمة مؤرخون إسرائيليون جدد راحوا يعيدون كتابة تاريخ «إسرائيل» وتحدثوا عن الظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني وكيف زورت «إسرائيل» تاريخ هذا الشعب، وسجلوا حقيقة هذا الكيان العنصري.‏

وأميركا بدورها تريد أن تزور التاريخ على هواها، وأن تبيض تاريخها الأسود الذي لا يقل سوءاً عن تاريخ هتلر. فمن الذي زور قضية أسلحة التدمير الشامل التي لفقت للعراق فدمرته وقتلت مئات الآلاف من العراقيين، وهي التي خلقت الإرهاب في العالم لتتدخل في شؤون الدول بذريعة محاربته، وكذبة الديمقراطية وحقوق الإنسان، ودوماً كانت الأخبار الكاذبة هي مفاتيح تخريبها للدول وقتل شعوبها، فقطعت أوصال يوغسلافيا، والخبر الكاذب كان في أساس الثورات المخملية، وكذلك في تدمير ليبيا وتدمير صربيا قبل 13 عاماً وسلخ كوسوفو عنها.‏

ومعروف أن قطر منذ  1995 تستقبل قطعاً من القوات الجوية المكلفة مراقبة منطقة حظر الطيران في جنوب العراق،  وتحولت في التسعينيات إلى أكبر مخازن الأسلحة والعتاد الأمريكي في المنطقة، وبنت قطر على نفقتها مجمعاً يضم سبعة وعشرين مبنىً لتخزين الآليات والقوات  الأميركية استعداداً للعدوان على العراق. وفي قطر أهم بنية تحتية عسكرية أميركية في المنطقة،  وقد انتقل المقر العملياتي للقوات الخاصة التابعة للقيادة العسكرية المركزية الأميركية للمنطقة الوسطى إلى قاعدة السيلية القطرية عام 2001.  وقد جرت عملية نقل المقر الميداني حسب الكاتب الأميركي وليم أركن تحت ستار التمرين العسكري (نظرة داخلية) الذي كان في الواقع تدريباً على خطة قيادة العدوان على العراق. وكانت القيادة الجوية للقيادة العسكرية المركزية الأميركية CentCom قد انتقلت من السعودية إلى قطر بين 2002 و2003 ومقرها قاعدة العيديد الجوية التي تضم أطول وأفخم المدرجات في المنطقة.  ويقول أركن أن قطر أنفقت أكثر من أربعمئة مليون دولار لتحديث عدة قواعد مثل العيديد وغيرها بمقابل الحماية العسكرية الأميركية للدولة الخليجية.‏

أما في السعودية وفق الكاتب نفسه فإن قاعدة الأمير سلطان الجوية في الخرج كانت خلال السنوات الماضية مركز قيادة القوات الأميركية في السعودية والمنطقة مع انخفاض أهميتها كثيراً بعد بناء القاعدة الأميركية في قطر واحتلال العراق.  وقد كانت تلك القاعدة المنصة الرئيسية للإشراف على منطقة حظر الطيران جنوبي العراق، ثم تحولت إلى إحدى منصات غزو أفغانستان ثم العراق.‏

القواعد الأخرى التي تستخدمها أميركا في السعودية بانتظام في الظهران والرياض وفي خميس مشيط وتبوك والطائف, ومع أن الوجود العسكري الأميركي المباشر تقلص كثيراً بعد آب 2003، مقارنةً بما كان عليه عام 1990 فإن عناصر مهمة منه ما زالت حتى الآن على الأرض. والغريب أن هذه القواعد الأميركية يطلق عليها أسماء الملوك والأمراء! مثل قاعدة الملك خالد وقاعدة الملك فهد وقواعد بأسماء غيرهما.‏

وبما أنه لا برلمانات في هذه الدول توافق على المعاهدات الخاصة باستقبال القواعد العسكرية وأن هذه الدول هي عبارة عن ديكتاتوريات تحكمها اميركا،فهل يحق لقطر والسعودية إعطاء دروس في الديمقراطية؟‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية