تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قتلـــه علمـــه

رؤيــة
الأحد 19-2-2012
فادية مصارع

جاء في الأثر العلماء ورثة الأنبياء, ونعتهم المبرد بالربانيين لأنهم يربون العلم ويقومون به, ويربون المتعلمين بصفاء العلم، فهم طليعة الأمة ورابطتها الساعية إلى لمّ شملها بالدعوة للوحدة والتحذير من الفرقة، وهي أهم الأسس التي قام عليها الإسلام,  

فالنبي الكريم (ص)كان قرر في أول دستور لدولة الإسلام بالمدينة المنورة أن المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب,  ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم أمة واحدة من دون الناس, وقد حفظ التاريخ لنا أسماء لامعة ممن ساهموا في إذكاء روح التضامن الإسلامي والتذكير بأهميته  كلما ناب الأمة خطب أو اعتدى عليها عدو,  ومن هؤلاء عبد الرحمن الكواكبي ابن حلب الشهباء التي تفخر بعلمائها وفقهائها والذي أمضى حياته مصلحاً وداعياً إلى التقدم والنهوض بالأمة, وأقام لهذا الغرض العديد من النوادي الإصلاحية, وكتب الكثير من المؤلفات التنويرية ففي كتابه (أم القرى) يبحث انحراف الشعوب المسلمة عن الإسلام واضعاً اليد على الجرح مبيناً أدواء الأمة الإسلامية واصفاً لها الدواء المناسب,  كل ذلك من خلال مؤتمر مفترض عقده في مكة المكرمة لأقطار المسلمين جميعاً, وفيه يعطي حرية الرأي لكل عضو مشارك ليدلي برأيه بحرية متناسياً الخلاف المذهبي ومتحرراً من اليأس من الإصلاح, لذلك فقد سجن أكثر من مرة وحكم عليه بالإعدام.‏

في وقت لم تعد الأمة جسداً واحداً «إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى», وتقطعت إلى دويلات, ومزقت وحدتها وتعززت القطرية والعصبية والفئوية الطائفية, وأصبح العلماء والفقهاء الإصلاحيون المتنورون, وكل ذي عقل وحجا,الذين يقفون في وجه أعداء الإسلام والعروبة, ويدعون إلى الوحدة ونبذ الفرقة والتشرذم والتدخل  الأجنبي هدفاً  للظلاميين والمتطرفين..   ماأحوجنا إلى قراءة الكواكبي وأمثاله مراتٍ ومرات.‏

fadiamsr@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية