يُعد العمل تقديماً لنصوص بيكيت القصيرة، وهي نماذج مسرحية حديثة نسبياً غابت عن المشهد المسرحي في سورية، ويعود ذلك لأسباب متعددة ومتداخلة، إما لأنها قصيرة جداً أو لأنها تبدو ملتبسة وصعبة الفهم من القراءة الأولى.
«ارتجالية أوهايو» مسرحية قصيرة عن رجل يعيش الوحدة الخالصة، يجاهد في دقائقه العشر الأخيرة قبل أن ينزل إلى هاوية اللاوعي، هاوية لا يمكن للضوء أن يصلها، ولا للصوت.
بينما تتناول ارتجالية «وقع الخطى» حكاية فتاة تدعى «ميي» تعيش وأمها في عزلة شديدة، تشكل كل واحدة منهن العالم بالنسبة للأخرى، تتداخل الأصوات والحكايات وتتشابك فيما بينها، ليكون هذا التشابك رسالة النص، فحكاية «ميي» هي حكاية أمها وربما حكاية جدتها وابنتها، في عالم محاصر بالكبت والقيود، عالم لا حقيقة فيه سوى الألم والانتظار.
لا تلعب الدراماتورجيا في هذه النصوص دوراً تفسيرياً، بل تذهب مع ما تعتقد أنه خيار بيكيت الفني،لا حكاية تروى بشكلها التقليدي، ولا حلول جاهزة ينالها الجمهور، كما لا تتناسب درجة جودة النصوص (العروض) طرداً مع درجة الفهم الذهني لها لحظة التلقي المباشر.
تدرك مجموعة العمل أن السهل الممتـنع في التجـربة أن ترسل الخشبة لجمهورها حزمة من المشاعر العميقة والبسيطة تتيح للمتلقي إسقاطها على مخزونه الخاص.