تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ربّ أخٍ لكَ لم تلده أمّكَ..

مجتمع
الأحد 19-2-2012
غانم محمد

لو أن أعراب النفط يلتفتون إلى ما يستر عوراتهم لتَذكّروا ولو شكلاً أنهم ينتمون إلى (أمة عربية) تَغنّينا ولا نزال بأنها من (المحيط إلى الخليج)!

لو أنّهم انتبهوا إلى اللسان الذي يتحدثون به لخجلوا بعض الشيء من أشعار المتنبي والحمداني ونزار وغيرهم من الذين عاشوا العروبة قبل ديمقراطية الغرب الحديثة ونشروا وعيهم قبل الأنترنت ووسائل القمع الالكترونية..‏

لو أنّهم كانوا أوفياء لرمل صحرائهم لما رفعوا نخب الدم على أوجاع السوريين، ولو أنهم وقفوا لحظة صدق واحدة أمام عظمة سورية أرضاً وشعباً وقائداً لوضعوا رؤوسهم في الرمل خجلاً من شعوبهم قبل أن يخجلوا من السوريين الذين علّموهم وأخذوا بأيديهم ولكن..‏

« كنتُ أعلّمه الرماية كلّ يوم فلمّا اشتدّ ساعده رماني»‏

كنتُ مطلع عام 2011 في الدوحة متابعاً لنهائيات كأس آسيا بكرة القدم، وكان احتكاكنا هناك مع بعض زملاء المهنة من قطر، وكان القاسم المشترك في أحاديثهم هو أن المباراة التي يكون منتخب سورية طرفاً فيها تتحول إلى كرنفال جماهيري لا تشبهه أي مباراة أخرى..‏

في اللجان الفرعية المنبثقة عن اللجنة المنظمة كان السوريون هم محركو العمل، وفي البرامج التحليلية للبطولة كان السوريون هم الأبرع، والبرامج التلفزيونية التي أعطت البطولة نجاحها كان يعدّها السوريون..‏

ما أريد قوله هو أن القطريين قبل غيرهم هم الأكثر معرفة بالإنسان السوري المبدع والخلاق، الإنسان السوري الوفيّ لعمله وللمكان الذي يتواجد فيه، وقبل كلّ شيء وفيّ لعروبته ولأشقائه العرب..‏

هذا الإنسان الرائع بماذا كوفئ؟‏

أوقدَ (الأشقاءُ) نيرانهم في مضاجعنا، تضايقوا من ضحكات أطفالنا فرجموها بنفطهم وبحقدهم، وساءهم أن يضحك الياسمين في مشاويرنا فزرعوا بارودهم في ليلنا ونهارنا.. ولكن، وعلى رأي كبارنا « إن خليت خربت» ولن تخرب بإذن الله، وما زال في الحياة بقية من حبّ وجمال ونقاء، ويجب أن نعيش هذه البقية..‏

السوريون كبسوا في الجرح ملحاً وأدركوا باكراً أن لا أمل يُرتجى من ساسة العرب (مع بعض الاستثناءات القليلة جداً) فرصّوا قلوبهم واتكلوا على الله صابرين مدافعين عن وجودهم وعن أمانهم.‏

ولأن ( الصديق عند الضيق)، ولأن أقوالنا المأثورة لم تأتِ من فراغ فإن أخاً لم تلده أمنا العربية وقف بوجه المؤامرة وقال للمتكالبين على سورية (قفوا مكانكم) فهذه القلعة لن تنهار أبداً..‏

الشقيق الروسيّ، وأبناء عمومتنا في الصين وبعض الدول الأخرى الصديقة أعانوننا على جرحنا العربي، وأعادونا إلى الأشياء الجميلة الراسخة في ذاكرتنا..‏

شكراً روسيا.. شكراً الصين.. هاتان العباراتان أصبحتا لحناً على شفاه السوريين.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية